نفذ ملتقى إعلاميات الجنوب ثلاث جلسات استماع لنساء سياسيات ونقابيات بعنوان: "السياسيات الفلسطينيات تجارب وإنجازات وتحديات" تطرقن خلالها لواقع مشاركة المرأة السياسية وما حققنه من إنجازات، والاخفاقات والتحديات التي تواجه المرأة وأسباب ضعف مشاركة المرأة في صنع القرار وكيفية دمج الأجبال الجديدة في العمل السياسي والنقابي، بحضور شخصيات اعتبارية واعلامية وشخصيات من القوى الوطنية والاسلامية ودائرة اللاجئين، يأتي ذلك ضمن "مشروع إعلاميات قادرات على التغيير الممول من المؤسسة الاوربية لأجل الديمقراطية EED".
وأشادت ليلى المدلل المديرة التنفيذية لملتقى إعلاميات الجنوب بدور المرأة الفلسطينية وما قدمته من أعمال لا تحتاج الى شهادة فهي في قلب المواجهة فما تظهره الفضائيات للمشاهد وما ينشر يوميا في الصحف العربية والعالمية يؤكد دورها الحقيقي وحجم التضحيات التي تقدمها، وخير شاهد ما تقدمه النساء المقدسيات والمرابطات من تضحيات دفاعاً عن القدس في وقتنا الحاضر، ونوهت بان المجال السياسي يعتبر الاهم بسبب ارتباطه بالأبعاد الأخرى التعليمية، والصحية، والاقتصادية.
بدورها تناولت فوزية جودة عضوة المكتب السياسي في الجبهة العربية الفلسطينية وعضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية منذ نشأت القضية الفلسطينية، وأفادت أن المرأة الفلسطينية مازالت تعاني من مشاكل حرية العمل وسلطة الرجل وقيود العادات والتقاليد، ويعود ضعف التمثيل النسوي في الانتخابات الى طبيعة النظام وسادة التوجهات السياسية والسيادة الذكورية في المجتمع الفلسطيني.
كما وتناولت نهى البحيصي مسؤولة لجان المرأة في حركة فتح وعضو الاتحاد العام للمرأة تجربتها السياسية وما حققته المرأة من مكاسب على الرغم من المعوقات والصعوبات التي تحول دون مشاركة حقيقية للنساء وضعف مشاركتها بصنع القرار سواء باللجنة التنفيذية أو على صعيد الاحزاب السياسية.
وتطرقت لدور الأعلام وأهميته في ابراز دور المرأة السياسي وما تقدمه من انجازات وعطاء والمطالبة بحقها في المشاركة السياسية والاجتماعية وشغل المناصب العامة وصنع القرار، لتثبيتها على الساحة وتمكينها من الوصول لأماكن صنع القرار. وطالبت الاعلاميات بالمزيد من الاهتمام في تناول قضايا المرأة وانجازاتها السياسية وحقها بتولي المناصب العليا وصنع القرار السياسي.
في الجلسة الثانية استضافت ملتقى اعلاميات الجنوب سياسيات من الاحزاب السياسية الاسلامية ونوهت سعاد أبو ختلة عضو مجلس ادارة ملتقى اعلاميات الجنوب بان المرأة تعتبر الجسر الذي يجمع الكل الفلسطيني وأن الهدف من الاستضافة هو تناقل الافكار والخبرات بين القياديات والفئات الشابة من الاعلاميات والخريجات واعلاء صوت النساء وتثبيت لحقوقهن.
كما وأثنت هدى حمد مديرة التوجيه السياسي والمعنوية في حركة حماس برفح على دعوة إعلاميات الجنوب للحديث عن تجربتها السياسية منذ بداية دخولها في معترك العمل الوطني والسياسي لإيصال الصورة الحقيقية والانجازات والتحديات التي واجهتها في ممارسة عملها السياسي، وأشارت الى أهم الانجازات التي حققتها وتمكين المرأة من خلال التدريب المحلي والخارجي، والية الوصول الى استقلالية العمل النسوي داخل الحزب بما فيه الموازنات والمقرات المستقلة.
وأفادت ميرفت حماد امينة سر الإطار النسوي لحركة الجهاد الاسلامي بأهمية العامل النسوي في إنجاح الاحزاب السياسية الاسلامية والغير إسلامية بالذات في الانتخابات واعتماد نجاحهم على تصويت المرأة.
ونوهت بأن العمل النسائي داخل الحزب يعمل على تمكين المرأة وبناء قدراتها، وعلى المستوى الشخصي أضاف لها الكثير من الصفات التي صقلت شخصيتها وصنع منها متحدثة قوية وواثقة تأهلها لتولى المناصب العليا داخل الحركة، وترى أن من أهم الإنجازات التي تحققت ان الإطار النسوي أصبح بإدارة نسوية حرة، وأصبحت تتولى جميع الإدارات بنفسها كالموازنات والقرارات والفعاليات النسوية، ولها قرار سياسي بعد أن كانت تدار من قبل الرجال.
وفي الجلسة الثالثة والتي تناولت تمثيل النساء في النقابات الفلسطينية تحدثت سميرة عبد العليم مسؤولة الجبهة الشعبية للاطار النسوي و الناشطة النقابية ومسئولة المرأة في قطاع الخدمات العامة في فلسطين عن تمثيل النساء داخل النقابات ومدى تأثير النساء بالقوى العاملة، وترى أن تمثيل المرأة بالنقابات هو تمثيل سياسي وليس على اساس المهنة ولا على اساس الواقع العمالي الذي تعيشه النساء، مشيرة الى وجود فجوة كبيرة بين النقابيات والنقابيين، واكدت بان هناك تفاوت للكوتا النسوية في النقابة على مختلف مسمياتها، وبحكم الانقسام تم عقد مؤتمر الاتحاد السادس بالضفة الغربية دون حضور غزة أو يعقد بغزة، ويعتبر ذلك فقدان لحق غزة ككل وليس فقط حق النساء في النقابات.
ونوهت بأن تمثيل المرأة في النقابات هو تمثيل سياسي وليس تمثيل على اساس المهنة أو الواقع العمالي الذي تعيشه النساء. وهذا لا يعتبر تمثل للقواعد العمالية من النساء بالشكل المطلوب. ويعتبر وجود المرأة في المجالس الادارية للنقابات وجود شكلي ولا يأخذ بقرارتهن.
وأوضحت المحامية رنا يوسف الحداد بأنها النقابية الوحيدة عضو مجلس نقابة المحاميين الفلسطينيين على مستوى غزة والضفة الغربية للدورة الانتخابية الثانية كعضو بنقابة المحاميين وتعتبر ذلك نجاح كبير يحسب للمرأة وأكدت بان نقابة المحامين تتبع لقانون خاص بها ولا تتبع لأي جهة، وتشمل جميع الأطر السياسية داخل النقابة. ونوهت لوجود فجوة فكرية وعمرية وزمنية ما بينها وبين فئة الشباب داخل النقابة ومشيدة بضرورة الحاجة لدعمهم وتبنيهم لقضاياهم ولتوجيههم على الطريق الصحيح.
وأعلنت الحداد عن شدة فخرها لتمثيلها نقابة المحامين الفلسطينية وأكدت على زيادة عدد المحاميات في النقابة، وأهمية تأثير عمليات الضغط والمناصرة في رفع تمثيل المرأة على جميع الاطر السياسية والغير سياسية، وترى أن هناك مشكلة في عدد القاضيات ووكيلات النيابة، اذ يبلغ العدد 44 قاضي مقابل قاضية، و200 وكيل نيابة مقابل 3 وكيلات نيابة.
وأوصت الحداد بتشجيع المرأة المحامية لترشيح نفسها في الانتخابات القادمة لزيادة عدد العضوات في مجلس نقابة المحامين وطالبت المحاميات بانتخاب النساء وأكدت بان المرأة هي الداعمة الاولى للمرأة.