- بقلم : فراس الطيراوي عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والراي والاعلام/ شيكاغو
يا صوت الغضنفر ابو عطوان وصوت "أسرانا" و لون نشيدهم، و أنين جدران الظلام إذا امتطى تلك الزنازين، و ارتدى حلل السكونْ، يا لحن أغنيةٍ تشق بضوئها أسوار ليل الأسر تخترق المدى الداجي، و أقبية السجونْ أطياف "أسرى" تعبر السنوات دونـَهمُ كأنّ العمر في أيامهم حلمٌ تطارده الرياح، و غيمةُ تمتد فوق حقولنا الخضراء، أو هو خيمةٌ زُرعت هنا ما بين قافيةٍ تقاوم بالحروف، و قلعة سقطت قبيل الفجر ، بعد هبوب عاصفةٍ أتت هوجاء تقتحم المدائن و الحصونْ، يا صوت الغضنفر ابو عطوان وصوت "أسرانا" و بوح شجونهم إذ يهمسونْ، و ندى عيون مثقلاتٍ كالسنابل حين يملؤها الأسى،
و صدى المواويل الحزينة و الشجونْ، ذهب الجميع إلى مخادعهم.. و أنتم في الثغور مرابطون.
إن قضية اسرانا البواسل واسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات الصهيونية قضية وطنية جامعة، وقضية سياسية، وقضية قانونية عادلة بامتياز وملحمة انسانية مؤلمة وذات أبعاد مهمة وتأثيرات بالغة في مسار القضية الفلسطينية برمتها، بل إن قضية الأسرى هي من أقدس المقدسات، فالانسان هو محور الكون ونواة الحضارة، وهو أداة التحرير والنصر، و الوقوف مع الاسرى الابطال ليس من نوافل الأمور، أو من القضايا الهامشية، بل هو من أوجب الواجبات، وأهم الأولويات لانهم باعوا أعمارهم لله ونذروا حياتهم لخدمة الأوطان.. و حلموا بغد جميل لأهلهم ووطنهم، وضحوا من أجله بشبابهم وراحة بالهم، وتصدوا لكبار الهموم، لا يرجون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا.
هم ملح الأرض، وفخر الأمة، وزينة الشباب.. هم أكاليل المجد وعلى رأسهم الاسير البطل الغضنفر ابو عطوان المضرب عن الطعام لاكثر من 62 يوما وحتى انه اعلن اليوم انه سيتوقف عن شرب الماء ايضا، ورغم كل ما يمر به من عذاب نتيجة الاضراب فهو صاحب نفس حر، وقلب أبي ، وروح علية، وعزيمة وارادة فولاذية، شامخ كشموخ جبال الخليل الشماء، وان صوته الخافت الذي لا يكاد يصدر من بين شفتيه التي يبسها الجوع وأضناها الإضراب والعذاب، أعلى من صوت الجلاد ، فهو عنوان للعزة ، والكرامة، والصمود، والتحدي، والكبرياء، فهو المتسلح بالإرادة الفولاذية، والأسير الصامد والشامخ رغم عتمة الزنزانة، ومرارة السجن، وقساوة السجان، ورغم الجوع والألم فلقد اثبت انه عنوان للصبر، يتحمل الابتلاء، ويصبر على المعاناة، ويتجلد في وجه الخطوب، وأنه أقوى من المحن، وأشد من الصعاب، وأنه قادرٌ في سجنه على مواجهة الجلاد، وتحدي السجان، وهو يعلم أن الإضراب عن الطعام طريقٌ ليس سهل ، ومسلكٌ خطر، وأنه قد يودي به إلى الشهادة، أو يلحق به أمراضاً وإصاباتٍ خطرة. ولكنه مع ذلك أصر أن يخوض الإضراب عن الطعام، لأنه يدرك أن العدو لا يستجيب لمطالبه، ولا يسمع لشكواه، ولا يلبي حاجته إلا إذا أرغم على ذلك.
واخيرا وليس اخرا: واجب علينا كفلسطينيين اولا وعرب وكل الاحرار في العالم نصرة الاخ المناضل الغضنفر ابو عطوان، ومغادرة مربع الانتظار، والتحرك وبشكل واسع وعلى كافة المستويات والاصعدة لنصرته ونصرة اسرانا البواسل جميعا لانهم مناضلين من اجل الحرية واسرى حرب وجب اطلاق سراحهم، وفي نفس الوقت تدويل القضية ،ورفعها في محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى والمسئولين عنها وملاحقاتهم قضائياً على المستوى الدولي، فهؤلاء المجرمون إضافة إلى ضباط المخابرات يصولون ويجولون في العالم دون ملاحقة إعلامية أو حملات تكشف جرائمهم، وبهذا الإطار فإن تكليف جهة مختصة بهذه المهمة حاجة ملحة ولا تحتاج بانتظار قرار المبادرة للتنفيذ فوراً.إن أسرى الحرية بحاجة إلى من يرفع الراية ويبادر ويعمل ويؤثر، فالقادم ضد الأسرى خطير وإذا لم يتم التحرك فلسطينياً وعربياً ودولياً من خلال العمل الضاغط الميداني من أجلهم، فإن معاناتهم ستتفاقم أكثر فأكثر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت