- بقلم كرم الشبطي
كنت أسير في طريقي وحدي متأمل كعادتي للوجوه الماره من أمامي ومن خلفي بين السيارات المسرعة وهي تسابق الزمن لأجل الوصول للهدف
كان ينتابني شعور غريب وأنا أنظر للقمر من على سطح الأرض الذي يعج بالفوضى والصراخ والمعارك بين البشر وهي تصارع نفسها وتفاوض
ذاتها عبر حديث وجمع وفجأة سمعت صوت موسيقى من شاحنة كبيرة ولفتت انتباهي بشدة ولأني لأول مرة أسمعها ولم أذكر أنها مرت على أذني
ولو من باب الصدفة لكانت تركت أثر وقالت يا كرم أنا معك فلا تستعجل وتلحق بي فزاد استغرابي من هذا الهمس البعيد وهو يبتعد عني
حاولت اللحاق بهذا الركب كي أستمتع ولو لفترة قصيرة من العمر لكن للقدر دوما ما يرسم لك عدة طرق مختلفة على مفترق واضح للعيان
تحولت لشاهد وأنا أراقب الناس عبر الزحام وأخطر من كان في المشهد هو انقاذ طفل صغير كاد أن يصتدم بشاحنة أخرى وكبيرة أيضا بسبب
توقفها المفاجيء وسرعة البديهة لمن يركب الدراجة الهوائية وهو يدخل نفسه في ممر صغير من المسافات بين المركبة والرصيف واكتفى بتوبيخ
المجنون وهو لم ينظر في المرآه لكي يعلم ما عليه فعله من اشارات وتمهيد لأجل سلامة الجميع ومررت مودعا وعقلي يدور ويبحث عما سمعته
سابقا واذا بي أسمع من مراهق صغير يقول لصديقه إياك أن تموت في البنت ودعها هي تموت بك وكأنها دعوة لي من السماء دعتني أضحك وأسخر
وابتسم في أعماقي لهذا الحب الساكن في قلوب البراءة عبر كيفية المعالجة لمن تسكن العيون والروح تواجه المحبوب بأجمل حوار أسعدني
وراق لي جدا لشعوري بأنه صادق مع نبضه ومع صديقه ومع حبيبته التي ترفض على ما يبدو تصديق مشاعره باتجاه خير بامكانه أن يكبر يوما
ويفتح بيتا لكنها الحياة والطريق الطويل والممتد بتفرعاته المتجذرة فينا عبر تناول قضايانا وبعضهم يتابع نشرات الأخبار ويمسك بالجوال
ويقول وضع الشعب تعبان ومين مدور على الوطن وهذا الشاب يجلس متحصر ولا يملك حلم يقوده لتحقيق ما يراه من شكاوي الناس للناس مات فينا الاحساس
وهنا يتسول الكثير ولا تعلم لماذا هل فعلا يستحقون عطفنا أم هي مهنة محترفين كالسياسسين مثلا في بيع الكلام مجانا ويتركوا التفاصيل
عبر الأزقات في المخيمات والمدن وعادت ذاكرتي في هذا الشهر واليوم تفكر في تاريخنا وصراعنا مع العدو بطرح سؤال كيف نحب ونقاوم
وهل الكتابة تشفينا من الجراح رد علينا يا غسان كنفاني وقل لنا الحقيقة كيف جعلت من نفسك كتيبة جيش كما قالت جولدمائير عنك
واحتفلت بقتلك ولست وحدك كما نرددها دوما معك وهي تسكن فينا ولا ترحل كما روح محمود درويش معنا ولا أنسى طبعا يوم الشهيد وأخص بالذكر
هذا المقاتل الجميل سمير شعت الذي كان وحيدا لأمه وأباه وقرر أن يسير في طريق النضال رغم كل شيء ويحزننا أننا لم نكتب اسم من ضحوا
من الأسماء وصورهم تملأ كل مكان أينما ذهبنا ويصعب علينا النسيان وفي مخيلتنا ثورة ميلاد وفرح ستعيد لنا يوما صوركم وأنتم الأحياء
فينا ولنا جمال الانسان في عشق الوطن وتربيته خير خلافة وأخلاق تعمم وتعزز مفاهيم البعد للنظر لنقترب من حلمنا ونحن نكتب القدر
بأيادينا الحرة عبر القلم والبندقية وبما نملك من نبض يناجي التحرر والتخلص من العبودية للحاكم والراية ومن غير ذلك سنغرق في متاهات
العصر الخبيث والسياسي للعربي والوطني ورسالتنا الوفاء لذكرياتنا وحياتنا كي نصنع من المستحيل أمل وعيننا على فلسطين هناك في نهاية
هذا الطريق والخروج من عين النفق المظلم للنور والشمس ونحن ننتظر وما زلنا على العهد والقسم نعزف ونسير كيفما نريد للحب للسماح تجديد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت