- بقلم : فاضل المناصفة
ها نحن نقترب على مرور شهرين من اعلان الهدنة في غزة، بعد حرب تدميرية دامت 11 يوما خلفت 232 ضحية، وبلغت الخسائر المادية الأوليّة عشرات الملايين من الدولارات مع نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس تابعة لوكالة الاونروا.
الى غاية كتابة هذا المقال لاتزال وعود الاعمار ومشاريع إعادة تهيئة البنية التحتية المدمرة لاتزال تراوح مكانها، في حين حذرت بلدية غزة من كوارث صحية وبيئية قد تنجم بسبب تأخر عملية إعادة إعمار البنية التحتية في المدينة، ولا سيما بعد حدوث طفح لمياه الصرف الصحي في شارع الوحدة، نتيجة تضرر شبكات الصرف الصحي بفعل الاستهداف المباشر أثناء العدوان.
فيما يبدوا أن الفاعلين في ملف الاعمار على الصعيد الداخلي متفقون جميعا حول ضرورة الإسراع في خطوات مباشرة ورشات الاعمار الا اننا نرى العكس على ارض الواقع فالجميع مختلف حول الاليات واحقية أي فصيل في تسيد المشهد وفي ضل كل هذا وذاك تأتي بعض المسائل المستجدة على الساحة الوطنية لتجعل الملف يتوارى عن صلب الاهتمامات والأولويات، ويتوجه الرأي العام نحو قضية مقتل نزار نبات لتوجه الأنظار نحو زعزعة الاستقرار في الضفة واضعاف موقف السلطة الفلسطينية أمام المجموعة الدولية للمانحين، لتلياها قضية وفاة شادي نوفل في القطاع لتوجه أصابع الاتهام لحماس عن مسئوليتها في وفاته .
ومع استمرار الغموض يكتنف مصير الأموال القطرية التي وعد بها تميم لتعويض بعض من الخسائر المادية، يواجه سكان القطاع حالة من اليأس والإحباط من تنفيذ وعود إعادة الاعمار وتزداد الأوضاع الاقتصادية تدهورا مع عدم اكتراث تام لحركة حماس لهذا الواقع البائس والمرير الذي تتشابه فصوله مع ماحدث في عملية الاعمار سنة 2012 والتي أسالت الكثير من الحبر حول وجهة العديد من الأرصدة المالية التي تلقتها الحركة من أجل ضمان جهود تهيئة القطاع وعودة أحوال الناس الى ما قبل الحرب، ويزداد الإحباط مع حالة الجمود السياسي وعودة الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس واشتعال حرب التصريحات حول مقتل نزار نبات و شادي نوفل وكأن أزمات فلسطين برمتها اختزلت في موضوعين اثنين من دون ان يحظى المواطن الغزي باولوية اهتمامات حماس التي وعدت بالاعمار فأخلفت وأصبحت تتحجج بتعنت الاحتلال في إعاقة دخول الأموال القطرية الى القطاع ووضع شروط غير قابلة للتفاوض بشكل جاد .
ونتيجة لمخلفات الجائحة والتصعيد الأخير ثم عدم بدء مشاريع إعادة الإعمار فقد ازداد الوضع تدهورا وارتفعت نسبة البطالة في غزة إلى مافوق ال 50% وهي من أعلى النسب في العالم ان لم نقل اعلاها، وهذا ما أكده وزير الخارجية الألماني في زيارته الأخير للقطاع الشهر الماشي واضفا الوضع بالكارثي والذي يستدعي التحرك فورا.
لايمكننا تصور حل جدري لمسألة اعمار غزة بنفس الأسباب التي تؤدي دائما الى نفس النتائج، فحماس اتبثث فشلها الدريع في احداث نصر استراتيجي يخدم مصالح الفقراء والمساكين بل يزيد من معاناتهم في كل تصعيد تنتهجه الحركة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت