الشخصية السامة وضرورة تجنبها

بقلم: خالد أحمد

خالد أحمد
  • عدد ( 4 صفحات )  خالد  أحمد

بات مصطلح “الشخصية السامة” من المصطلحات الشائعة في أحاديث الناس ويقصد بهذا المصطلح الأشخاص الذين لا يساندون غيرهم عند الحاجة، بل ويعرضون غيرهم للإساءة أيا كان نوعها.

 

والشخصية السامة تتخطى حدود المنطق ولا تتقيد بالاعتبارات الأخلاقية المتفق عليها فنجد أن بعضهم يتصرف بطبيعته دون وعي أو ادراك للأثر أو الضرر الذي يلحقه بالآخرين من جراء التعامل معه، والبعض الآخر يدرك جيدًا ما يفعل ،و يتفنن به، بل ويجد متعته في الإيقاع بالآخرين والدفع بهم الي الحافة.

 

ومع تطور الحياة بطريقة جعلت حتى أكثر الناس مرحًا يتحولون إلى شخصيات سامة دون أن يدركوا وقد تتراوح نتائج ذلك بين الإصابة بالاكتئاب الشديد أو الشعور بالوحدة مدى الحياة .

 

وفي تقريرها الذي نشره موقع "أف. بي. ري" الروسي، استعرضت الكاتبة الروسية "إليزابيتا بابيتوفا" صفات ما أطلقت عليه لقب "الشخصية السامة" العلامات والتغييرات التي قد تحدث على شخصية الفرد والتي ينبغي الانتباه لها.

 

  • لا أحد يقدرك


وتقول الكاتبة  بأن بعض الأشخاص المحيطين بنا يطلبون منا المساعدة عند الوقوع في مأزق ما حتى لو كان ذلك على حسابنا. وفي الواقع، أنت لا تدين بشيء لأحد، لذلك عليك التوقف عن تقديم المشورة والنصح للأشخاص الذين لا يشعرون بالامتنان لما تفعله من أجلهم، نظرًا لأن ذلك من شأنه أن يحولك إلى شخصية تعيسة بدلاً من ذلك، اجعل حل مشاكلك الشخصية أولوية في حياتك، عوضًا عن حل مشاكل الآخرين.

 

 

 

 

 

 

  • لا تحب المجاملات


وتأكد الكاتبة على أن المجاملات من طرق التعبير عن العواطف، ولكن الشخصيات السامة لا تحتاج إلى التفكير في المشاعر، نظرًا لأن ذلك يمكن الإشارة إليه عبر الأفعال وقد يكون ذلك صائبًا، إلا أن الإنسان الطبيعي بحاجة دائمة إلى الاستماع لكلمة لطيفة، لأن المجاملة ليست فقط مجرد تقدير للمزايا الشخصية، وإنما هي مظهر من مظاهر الاهتمام الصادق.

  • تنزعج من السعداء


وتعتبر الكاتبة هذه العلامة أخطر من سابقاتها، وتتمثل في الشعور بالانزعاج من سعادة الآخرين دون وجود سبب وجيه لذلك وتجدر الإشارة إلى أن الشخص السام يؤمن بأن الحياة عبارة عن صراع ،و عند مشاهدة أشخاص سعداء سيحاول تخليصهم من الأوهام والأحلام الوردية.

أحيانا قد تكون محقًا في اعتقادك ذلك، لكن الأفضل عدم التدخل في حياة الآخرين ، كما أن انتقاد سعادة الآخرين يعطي انطباعًا سيئًا عن الشخص، خاصة أنه ليس بإمكان أي إنسان تقييم حياة الآخرين ، مما يجعلك عاجزاً عن الاستمتاع بالأشياء البسيطة وغير قادر على مشاركة الآخرين سعادتهم.

 

  • تتجاهل أفراد أسرتك


وتوضح الكاتبة بأن تجاهل أحد أفراد الأسرة نتيجة سبب غير معلوم، وتجنب مناقشة ذلك دليل على أنك تأمل أنه سيفكر فيما حدث لعدة أيام ويضع نفسه مكانك ويدرك مقدار الألم الذي تعاني منه، ولكن ما يحصل هو التجاهل.

 في المقابل، يجب مناقشة الموقف بين البالغين والنظر فيه معًا ،وأحيانا تكون الاستراحة مطلوبة لبعض الوقت ،و لكن يجب عاجلاً أو آجلاً التفاوض والاتفاق.

 

  • تنتقد فقط


وتبين الكاتبة أن الشخصية السامة شخصية لا تمتدح أحداً، لذا إن كنت كذلك فعليك النظر في سلوكك، إذ أن مدح الناس يعتبر تأكيدًا على أهمية عملهم ،وفي الحقيقة عندما يفهم المرء أن عمله موضع تقدير فإنه يقوم به بحماس وكفاءة أكبر.

 

 

  • لا تعتذر


وتضيف الكاتبة بأن من صفات الشخص السام أيضًا عدم الاعتذار حتى إذا كان مخطئًا نظراً لأنه دائمًا يرى نفسه على حق  ،ولكن في الواقع لا يعتبر الاعتذار اعترافًا بالخطأ بل يُظهر أنك تحاول عدم إبداء الإساءة، ورغم الاختلاف فإنك تحاول التخلص من أي سوء فهم.

 

  • تتلاعب بالناس


ومن سمات الشخصيات السامة كما تشير الكاتبة الوقاحة ومحاولة إثارة الفوضى فضلاً عن التودد إلى الأشخاص واستغلال ضعفهم من أجل تحقيق هدف شخصي، لكن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انقطاع العلاقات، مثل أن تطلب من الآخر الاختيار بينك وبين وظيفته.

 

  • كلماتك تزعج الناس


في بعض الأحيان، قد يقول الإنسان كلمات عادية، إلا أن طريقته في التفوه ببعض العبارات قد تزعج أو تدل على موقف سيئ تجاه غيره ،وعلى هذا الأساس ليس مهمًّا فقط أن تقول كلمات جيدة ،ولكن طريقة التلفظ بهذه العبارات ،والسياق الذي قيلت فيه مهم أيضًا.

 

  • لا تتقن النقاشات


وتؤكد الكاتبة على أن الشخصيات السامة عندما تخوض نقاشًا ما حتى لو كان عبر الإنترنت فإنها لا تعلق فقط على الموقف ،وإنما على الأشخاص ،و بعد بضع لحظات من بدء المناقشة، يصبح واضحًا أن الشخصية السامة بدأت تكون صورة سلبية عن الطرف الآخر دون أي موضوعية في النقاش، وإنما تتعامل مع الأمر بصفة شخصية ،وبالنسبة لها فإن إهانة الآخرين وإثارة المشاكل تجلب لها السعادة، ولكن في الوقت نفسه تجعلها شخصية غير اجتماعية وغير محبوبة.

 

 

 

 

  • قابل للتأثر بالآخرين


وتشير الكاتبة الى ان هذا النوع من  الشخصيات قد تذهب للعمل في مزاج جيد، إلا أنها سرعان ما تتأثر بمزاج الآخرين ،وعلى هذا الأساس تعد هذه الشخصية غير مستقرة عاطفيًا، وغالبًا ما تميل إلى إلقاء اللوم على غيرها.

 

  • جفاء الوالدين


وبخصوص جفاء الوالدين الذي نسميه نحن في عالمنا العربي "عقوق الوالدين"  تقول الكاتبة بأن البعض قد يرى في صاحب هذه الشخصية القوة والاستقلال ،لأنه أثناء الراحة لا يفكر في قضاء الوقت مع الوالدين ،على الرغم من ان  الانسان مهما بلغ عمره فإنه يحتاج بالفعل لقضاء بعض الوقت مع والديه، لما لذلك من تأثير عاطفي عليه وعلى توازنه النفسي .

 

  1. هل علينا تجنب الشخصيات السامة ؟

 

لقد أثبتت دراسة قديمة بإحدى الجامعات الألمانية، مدى خطورة الشخصيات السامة فهي على غرار تناول المنبهات ،وما تسببه من مشاعر سلبية، فإن التعامل مع الشخصيات السامة يخلف وراءه أثاراً سلبية غائرة .

والبشر نوعين الأول يلهمك والآخر يستنزفك ويمتص منك الحياة، فعليك اختيار من تخالطهم بحكمه ،والابتعاد عن الشخصيات السامه لأن التعامل معها إهدار للوقت والطاقة دون جدوى ، كما انهم يخلقون الكثير من الصراعات والتعقيدات والتوتر فالعلاقة بهم مرهقة لا طائل من ورائها سوى التأثير السلبي علي الصحة النفسية والعقلية والبدنية  وقد تصيب بالاكتئاب .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت