- كتب وليد العوض
- عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
في ظل حالة الإستعصاء الذي تمر به الحالة الفلسطينية ووضع الاحتلال للعقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات خاصة في القدس عاصمة دولة فلسطين وأمام ما خلفته هذه الحالة من إحتقان على الصعيد الداخلي لأكثر من سبب ، بات من الضروري التحرك بروح وطنية بعيداً عن التشنج للبحث عن سبل الخروج من المأزق الراهن ، بما يعيد لقضيتنا مكانتها ويضع لكافة المناورات والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا الوطنية، وتسعى لتغذية أجواء التباينات بين القوى ومكونات شعبنا الفلسطيني، إن مثل هذه التباينات مهما بلغت لا بد وإن تنحصر في إطار الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني والحرص على التمثيل الفلسطيني الموحد عبر منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز دورها ومكانتها كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ،وفي هذا الإطار فقد مثلت ملحمة آيار التي خاضها شعبنا في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل الفلسطيني وعموم مناطق اللجوء لوحة فلسطينية رائعة جسدت وحدة الشعب ووحدة أهدافه المتمثلة في إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال التام كما أكدت ان شعبنا موحد يتطلع لقدرة قيادته على استثمار هذه الملحمة البطولية والبناء عليها في مواجهة الاحتلال وصولا لازالته نهائياً ، أقول ذلك انه وبعد مرور ما يزيد عن شهرين لصمود شعبنا وتحديه المستمر للاحتلال وما أعقب ذلك من احتفالات قد تكون بلغت اقصى درجات المبالغة ، إلا ان شعبنا ما زال يرزح تحت وطأة المعاناة اليومية بل يمكن ان تكون اقسى مما سبق، هذا بالاضافة لما شهده الوضع الداخلي من توتر بعد فشل جولة الحوار الاخيرة وكذلك حالة الاحتقان والتوتر الداخلي رفضاً للانتهاكات والإعتداء على الحريات ومن المؤسف القول انه جرى ويجري استغلال ذلك في اطار غير محله من جانب ، ومن جانب اخر يجري التقليل من شأن ما حدث ، وكلا الأمرين ضارين دون شك، لذلك وفي ظل هذه الأوضاع بات مطلوب أكثر من أي وقت مضى إعادة القطار الى سكته قبل ان يتوه ويغوص اكثر في رمال الصحاري ويصعب عودته ،
ان عودة القطار لسكته تتطلب الدعوة العاجلة لحوار وطني شامل لبحث الازمة الوطنية برمتها بما يعيد الاعتبار للقضية الوطنية ويغلق الطريق امام المناورات وحتى المؤامرات التي تستهدف شعبنا وقضيته وتمثيله الموحد ، وفي هذا السياق فإن الاستعصاء الواضح كما سبق واشرت يتعلق باجراء الانتخابات والعقبات التي تحول دونها ،
وهنا فإنني أجدد الدعوة لما سبق وطرحه حزب الشعب منذ العام ٢٠٠١١ لتشكيل المجلس التأسيسي لدولة فلسطين يتم التوافق على قوامه تحت مظلة منظمة التحرير ويضم القوى السياسية كافة وممثلين عن الشباب والمرأة والكفاءات السياسية والقانونية من الضفة الغربية والقدس وقطاع عزة والشتات ، ويشكل هؤلاء جميعا المجلس التأسيسي لدولة فلسطين يقوم هذا بمقام البرلمان المؤقت لمدة عام يجري خلالها صياغة دستور دولة فلسطين ،،، كما يكمن ان يفوض بمهام الرقابة على اداء الحكومة ومختلف المؤسسات الامنية والمدنية لحين اجراء الانتخابات ، ومن ناحية فانه يحمل رسالة سياسية بالغة الوضوح في البدء بخطوات عملية في اطار تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني باقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس بما ينسجم مع اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطين بموجب القرار ١٩/٧٦ لعام 2012 ، وما تلى ذلك من نجاحات على المستوى الدبلوماسي في المحافل الدولية إن مثل هذا لو تحقق سيخرجنا من دهاليز العودة للمفاوضات تحت سقف الاتفاقات السابقة التي دمرها الاحتلال ولم يبقي منها شيئاً ولن توصل شعبنا للاستقلال بل ستبقيه تحت سيف الامر الواقع المتمثل باستمرار الاحتلال وزيادة الاستيطان .
إن إنجاز التوافق على ذلك بين مختلف مكونات شعبنا وقواه السياسيه كافة ، يمكن ان يشكل انفراجه الجميع بات في امس الحاجة لها لالتقاط الانفاس بعيداً عن كل اشكال المناورات والمراوغات ، كما بعيداً عن كل اشكال المراهنات التي لن تصل باصحابها الا الى بخور الوهم .كما ان ذلك سيفتح الطريق واسعاً وبأفق وطني واضح عنوانه المعركة مع الاحتلال واستثمار التضامن الدولي وقرارات الامم المتحدة لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وفي خضم السير في هذه العملية التوافقية لبناء الثقة يمكن بل لا بد من التقدم بخطوات جدية في اجراءات انهاء الانقسام بكافة مظاهره واشكاله وطي صفحته للابد .
١٥ -٧-٢٠٢١
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت