(التيتي فورا) ... من حيفا الى ... اليرموك...

بقلم: علي بدوان

مقهى في حيفا قبل النكبة
  • بقلم علي بدوان

علي الشهابي أو (علي السعدة) أو (أبو حسين)، تعريفاً له عن باقي الأشخاص الذين يحملون الإسم ذاته في مخيم اليرموك، وما أكثرهم، ، وجميعهم أقارب وأحباب، ومن بلدة واحدة، تقع بالقرب من مدينة طبريا وعلى تخومٍ قريبةٍ من شاطئها الجنوبي الغربي، أسمها قرية لوبية، التي تجاور بدورها قرى وبلدات : حطين والشجرة وكفرسبت ونمرين وغيرها من القرى التابعة لقضاء طبريا في لواء الجليل الفلسطيني المحتل عام 1948.

ومن المعروف في مخيم اليرموك أن لأهالي بلدة لوبية "قرص في كل عرس" وفق المثل الشعبي الفلسطيني. علي الشهابي (علي السعدة) من ظرفاء مخيم اليرموك، لا بل من تُحَف مخيم اليرموك، المخيم الذي زَخَرَ ويَزخَرُ بالتنوع المناطقي الفلسطيني، وبالتنوع السياسي، والحالة الثقافية المتطورة .... ويزخر بالوقت نفسه بوجود التحف والظرفاء من بين أبناءه الذين يتمتعون بروحٍ مُتخمةٍ ومملوءةٍ بالحيويةِ لجهةِ إكتسابهم النكتة الحاضرة، والطرفة المُتميزة، ويمتلكون في الوقت نفسه مخزوناً وطنياً هائلاً في ظل ظروفٍ صعبة أصابت الحالة الفلسطينية عامة، وحالة فلسطينيي سوريا خاصة.

مقهى حيفا


علي الشهابي أو (علي السعدة) وطني، شديد الإنتماء، عضواً في الحزب السوري القومي الإجتماعي، وشعاره عند السلام وتبادل التحية مع الأصدقاء إشارة الحزب المعروفة برفع اليد مشفوعة بعبارة (تحيا سوريا)، وسورية المقصودة عنده هنا ليست سورية الحالية فقط، بل سوريا الطبيعية وفي القلب منها فلسطين، ونجمتها قبرص ومعها الرافدين.

على الشهابي (السعدة)، يتواجد كلٍ منهما بشكلٍ شبه متواصل على بوابات ومداخل مخيم اليرموك، فاليرموك بالنسبة له هو التعبير عن فلسطين بواقع اللجوء والشتات، والمكان المؤقت الذي يحفظ الهوية على طريق الجلجلة الى فلسطين . وفي جلسة، استحضر أحدهم جزءاً من السيرة الفلسطينية المنقولة قبل النكبة، عن المدن الفلسطينية، عن حيفا ويافا وطبريا .... واماكن اللهو التي كانت منتشرة فيها، وهو ما دفع بعلي الشهابي (السعدة) لإعتبار نفسه من روادها بالجينات، ومنها (عوالم) حيفا وهي أماكن اللهو التي كانت تُسمى باسماء مختلفة في الشام ولبنان، لكنها كانت تُسمى في فلسطين بـ (العوالم)، وزاد أحدهم من ذلك بسرد سيرة (حانة حيفاوية) كانت قائمة قبل النكبة واسمها (حانة تيتي فورا) التي امسى أصحابها لاجئين في سوريا، وفي مخيم اليرموك بالذات، بعد أن كانت تلك الحانة من عناوين حيفا بالنسبة لجيل من الشباب والفتيان الذين كانوا متأثرين بثقافات غربية ... والأمر هنا أن علي الشهابي (السعده) اعتبر نفسه تلقائياً من منتسبي (تيتي فورا) بعد العودة الى فلسطين....وعودة أحفاد أصحابها لتفعيلها ....

أصحاب "تيتي فورا" في حيفا، كانوا في عملهم يحضرون المشاوي، والسمك المشوي. وساروا على ذات المنوال من خلال امتهان شي اللحوم في احدى زوايا اليرموك قبل ان يفتتحوا محل كبير نسبياً.

(الصورتين مقهى اول وثاني في حيفا قبل النكبة بعشر سنوات تقريباً)

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت