- بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
تشهد هذه الأيام لقاءاً مهماً بين ملك الأردن والرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو الأول لرئيس عربي وإسلامي يعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي، في وقت يعيش الوطن العربي حالة من الغليان الغير مسبوقة، وتحديداً بعد العدوان الأخير على غزة، وموقف الأردن الصلب والوحيد تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين الذي نادى به الأردن منذ تأسيسه، والقدس الشريف عاصمة لفلسطين الأبدية والوصاية الهاشمية عليها.
القمة الأمريكية الأردنية تحمل في طياتها الكثير، يريد الأردن تثبيت إستراتيجيته بالنسبة للقضية الفلسطينية، دون أي تردد أو تنازلات مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فالخلاف القائم بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية في حكومة ترامب، كان لها أثراً كبيراً في تصميم الأردن على رأيه ورفض صفقة القرن وإفشالها، وهذا الخلاف نادراً ما يحصل بين الأردن ودولة مثل أمريكا حدث هذا الخلاف فقط في زمن ترامب.
فالإستراتيجية الأردنية تجاه فلسطين ثابتة، ومدعومة من قبل الشعب الأردني، والجميع يذكر اللائات الثلاثة التي قالها ملك الأردن لترامب في وقته، جاء الآن اللقاء بين الرئيس الأمريكي والملك الأردني لتثبيت الطريق لحل الخلاف في القضية الجوهرية والمحورية القضية الفلسطينية وحل الدولتين، كما علمنا من خلال وسائل الإعلام بان الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية ستقابل الملك لشرح موقفها من العدوان الأخير على غزة.
باعتقادي بان هذا اللقاء الأول بين ملك الأردن والرئيس الأمريكي سيكون له ما بعده، وستظهر نتائجه على السطح، ففي جعبة الأردن الكثير هذه الفترة سواءً على الصعيد المحلي أو الاقتصادي المتدهور ومحاولة إنعاشه بشتى الطرق، أو الأوضاع الغير آمنة في الشرق الأوسط وتحديداً فلسطين والخلاف على القدس، ووقوف محور المقاومة مع فلسطين في هذه الفترة الحرجة.
الشعب الأردني ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذا اللقاء، ويبني عليه الآمال الكثيرة وخصوصاً الاقتصادية بعد جائحة كورونا (كوفيد- 19)، والشعب الفلسطيني المضطهد من قبل كيان غاصب ينظر إلى هذا اللقاء بكل أمل بالانفراج، خصوصاً بعد المواجهة الأخيرة بين غزة والكيان الإسرائيلي.
للأردن دور مهم وكبير في الشرق الأوسط، وله تأثير كبير على باقي الدول، فبعد اللقاء الثلاثي الذي حصل قبل فترة بين ملك الأردن والرئيس العراقي والمصري، جاء هذا اللقاء مع الرئيس الأمريكي، لنبذ الإرهاب ومحاربته بشتى الطرق وفي أي مكان في العالم، ودفع العجلة الاقتصادية إلى الأمام.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت