نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في إطار فعاليات إحياء ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين ندوة سياسية بعنوان "الوضع السياسي الراهن وانعكاساته على المشهد الفلسطيني" في قاعة دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني بحضور قيادة الجبهة في قطاع غزة وممثلي القوى السياسية ونخبة من المفكرين والإعلاميين وأصحاب الرأي وأساتذة الجامعات والشخصيات الوطنية، وقد اشتملت الندوة على أربعة محاور رئيسة تناولت الوضع السياسي على كافة الأصعدة فلسطينياُ وعربياً ودولياً بالإضافة إلى الوضع السياسي في إسرائيل وانعكاساته على المشهد الفلسطيني.
فعلى صعيد الوضع الفلسطيني الداخلي أكد عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والشروع الفوري في حوار وطني شامل يفضي إلى إنهاء الانقسام ويستعيد الوحدة الوطنية ويحقق الشراكة السياسية وصولاً لمؤسسات وطنية منتخبة وحكومة توافق وطني تضع على رأس أولوياتها توحيد المؤسسات وإعادة الأعمار والانعاش الاقتصادي والتحضير للانتخابات العامة.
وعلى صعيد الوضع السياسي الدولي أكد الدكتور وجيه أبو ظريفة عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني على أهمية الحراك السياسي والدبلوماسي على صعيد المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المختلفة، وتبني خطاب سياسي وإعلامي قادر على جلب التأييد والدعم لقضية شعبنا، وتناول أبو ظريفة الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية في عهد إدارة ترامب وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جون بايدن، وأكد على تجاوز السياسة الأمريكية حد الانحياز لصالح إسرائيل لتصل إلى مرتبة الشريك الفعلي للاحتلال وتبني سياسية أكثر عنصرية وتطرفاً خاصة في ظل إدارة ترامب البائدة. وأشاد بموقف روسيا والصين الداعم لحقوق شعبنا ودعا إلى تبني مواقف أكثر تقدما للخروج من حالة الاحتكار الأمريكي لعملية التسوية السياسية.
وعلى صعيد الوضع العربي أشار الدكتور خالد صافي أستاذ التاريخ في جامعة الأقصى إلى انشغال النظام العربي الرسمي بقضاياه ومشكلاته الداخلية وخاصة بعد ما يسمي بثورات الربيع العربي، الأمر الذي أدى إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وكذلك غياب الاجماع العربي فيما يتعلق بالقضايا الراهنة، معتبراً أن المبادرة العربية عام 2002م كانت آخر محطات الاجماع العربي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأكد على خطورة التطبيع العربي مع إسرائيل الذي أتاح الفرصة للاحتلال لاختراق الظهير العربي المساند والدعم الأساسي للقضية الفلسطينية، وطالب صافي جامعة الدول العربية باستعادة زمام الأمور وإحياء مكتب المقاطعة والحيلولة دون انجرار أنظمة ودول عربية جديدة لمسلسل التطبيع.
من جهته أشار الأستاذ عاطف المسلمي الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي إلى انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين العنصري المتطرف، وأكد على أن الاختلافات بين الأحزاب الإسرائيلية لا يتركز على الموقف من قضية الدولة الفلسطينية والقدس والاستيطان والضم بقدر ما يتركز على قضايا العلمانية في المجتمع الاسرائيلي والقضاء وقضايا الفساد والوضع الاقتصادي، وأكد على أن الأحزاب الإسرائيلية ما كان لها اسقاط نتنياهو لو الضوء الأخضر الأمريكي، ودعا المسلمي إلى موقف وطني مشترك لمواجهة السياسات العدوانية لحكومة الاحتلال، وأشار إلى أهمية المقاومة الشعبية في التصدي لمشاريع الاستيطان وتهويد القدس.
وفي ختام الندوة تم فتح باب المداخلات والنقاش للحضور فقدم كل من الدكتور إبراهيم المصري والدكتور عودة عابد والأستاذ يسري درويش والدكتور مجدي البردويل والأستاذ أسامة الطويل مداخلات قيمة ركزت في مجملها على خطورة المرحلة السياسية الراهنة وضرورة انهاء الانقسام وتبني خطة وطنية شاملة لمواجهة التحديات والشروع الفوري في تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في شتى أماكن تواجده.