- بقلم الأسير المجاهد/ المعتصم بالله
- سجن النقب الصحراوي
حكاية تزيل المساحيق عن الوجه القبيح للدولة الصهيونية الكولونيالية والتي تسعى إلى إظهار عكس حقيقتها، وإسقاط الشر عن نفسها رغم أنها الدولة الشريرة الأولى في العالم، والتي لا تقيم وزنًا للقيم الإنسانية وللقانون الدولي الإنساني.
ومهما حاولت إنكار عدوانيتها وعنصريتها ضد الأسرى الفلسطينيين والتمترس وراء مبررات أمنية واهية، فإن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والإعتداء على حقوق الأسرى وإنسانيتهم، تكشف بطلان إدعاءاتها وزيف أخلاقها.
وفي قصة الأسير الإداري محمد إبراهيم أبو مارية (الجبعي) دلالات على ذلك، فهو معتقل منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا دون لائحة اتهام أو محاكمة أو تهمة مثبتة أو مدة حكم واضحة ومحددة، وهذا النهج غير القانوني مخالف لكل الإتفاقيات الدولية ولحقوق الإنسان، ولا يتلاءم مع ثقافات وقيم الدول التي تحترم نفسها، إنما هو نمط الدول التي قامت على أسس إستعمارية ووظفت أيديولوجيتها الدينية القائمة على الخرافات لشرعنة ذلك، وشيطنة الفلسطيني.
ففي يوم 10 تموز من الشهر الجاري أُبلغ الأسير الجبعي بالإفراج عنه، وإنهاء قرار تجديده الإداري، فانتابته نشوة الفرحة وكان الأهل يتحرقون شوقًا للقائه، بعد أن قتل الاحتلال فرحتهم ثلاث مرات سابقًا وهي عدد قرارات تجديده الإداري، وبقيت العائلة تعاني من ندبًا نفسية مستمرة لكن المفاجأة الصادمة في هذه المرة بعدما صعد الأسير الجبعي إلى البوسطة بعد أن تم تشخيصه وشعر بالطمأنينة بحتمية الإفراج عنه، حصل أمر غير متوقع أصابه بالذهول حينما صعد أحد الضباط الصهيونية إلى البوسطة؛ ليبلغه بقرار تجديده الإداري وتم إعادته إلى السجن مرة أخرى.
وقد حاول الإحتلال من هذا التصرف اللأخلاقي محاولة اغتيال الأسير الجبعي معنويًا، والضغط النفسي عليه من أجل هز قناعاته بعدالة قضيته التي أُعتقل من أجلها وكسر إرادته العصية على الكسر، فالاحتلال يتعامل مع الفلسطيني بأنه لا يستحق أن يفرح كباقي بني البشر ولا تراه كبشر.
ويبقي الإيمان والإرادات والصمود هو سلاح الأسير الفلسطيني الأقوى في مواجهة ماكنة صناعة القوانين العنصرية الصهيونية في عالمنا المعاصر، وإجراءاتهم التعسفية التي تهدف إلى سحق معنويات الأسير الفلسطيني وتركيعه.
18/07/2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت