- بقلم علي بدوان
تُحيط بمخيم اليرموك مناطق سكانية كثيفة وشبه عشوائية، أغلبها جاء سكانها ومواطنيها الى دمشق مابعد منتصف ستينيات القرن الماضي من مختلف المحافظات السورية، ومن أبناء الجولان السوري المحتل بعد العام 1967.
ومعظم تلك التجمعات السكانية، متواضعة بامكانياتها المادية، وتُعَدّ من المجموعات السكانية الفقيرة بالبلاد نسبياً. وقد تموضعت في أحياء :
أولاً حي التضامن المفترض أن يتبع دائرة خدمات الميدان، ويحيط باليرموك على الإمتداد الشرقي له. ثانياً : الحجر الأسود جنوب غربي اليرموك وقد استقل ببلدية خاصة به بعد العام 1977، وبات يتبع ريف دمشق والقنيطرة لجهة الخدمات العامة. ثالثاً أحياء العروبة والتقدم والزين ... والتي تتبع عملياً بلدة (يلدا) لكنها لاتستطيع تقديم وتخديم تلك الأحياء فتركتها على عاتق خدمات بلدية اليرموك مقابل جمع المترتب عليها.
ومن المعروف أن بلدية اليرموك والتي تشرف عليها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا ووزارة الإدارة المحلية. من اغنى بلديات محافظة دمشق، وتقوم بمهامها دون الحاجة لدعمٍ مالي وزارة الإدارة المحلية، وبالعكس تماماً، فهي (أي بلدية اليرموك) تزوّد الميزانية العامة بفائضها المالي السنوي.
إن مخيم اليرموك، امتاز عن المحيط السكاني الكثيف المحيط به، من خلال تطور البناء المعماري وفق (الفرز العقاري التنظيمي على الخرائط الهندسية) والذي حوّله لمدينة عامرة. فضلاً عن تطور حياة سكانه الإقتصادية، بفعل كدهم ومثابرتهم، وضنك الحياة وتحدياتها. واستطاعوا أن يتمايزوا بهذا المجال عن المناطق المحيطة. وبرز بين صفوفهم النخب المختلفة التي تبوأت كاناً علمياً مرموقاً، وكادت (الأمية) أن تختفي بين صفوفهم، وقد (اختفت بالفعل).
لكن نكبتهم الأخيرة اعادتهم الى نقطة الصفر، فاندفعت غالبيتهم للهجرات الإغترابية البعيدة الى اصقاع المعمورة. وهي هجرات ربما نهائية باتجاه العودة الى أرض وطنهم فلسطين طال الزمن أم قصر. حيث يُقيم الآن على أرض فلسطين التاريخية نحو نصف الشعب الفلسطيني (سبعة ملايين) مقابل أقل من سبعة ملايين من الغزاة الصهاينة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت