- علي بدوان
إن فلسطينيي سوريا، ومنهم كاتب هذه السطور، وفوق التهجير والرحيل القسري لأعدادٍ واسعةٍ منهم يعانون الأمريّن. فالحرب، أي حرب، ومهما كانت أسبابها ومُسبباتها، تُنتج كوارث إنسانية تدفَع الناس المنكوبين إلى الهروب من الموت والرحيل إلى المجهول، وبالأمس نزح ملايين من الشعب العراقي خارج بلاده جراء الغزو الأمريكي لبلادهم، وفي عام 2006 نزح مئات الآلآف من اللبنانيين جراء عدوان "إسرائيل" عليهم، واليوم هناك سوريين غادروا بلادهم هرباً من أهوال الأزمة المُستعرة، وفي كل الحروب هناك لاجئين ومهجّرين وضحايا وكوارث إنسانيه .. لكن الفارق بينهم، بين كل اللاجئين والنازحين، وبين الفلسطينيين، أن الشعب الفلسطيني طُرِدَ من أرضه طرداً وإقتلاعاً وترحيلاً قسرياً في ظل اختلالات دولية في حينها، وبات بين الطارق والسماء، بين من لايرحم وبين من يحاول ان يمد له يد العطف، بين من يريد توظيفهم في معادلاته وبين من يحاول أن يُبعدهم عن النيران المستعرة. بينما الآخرين لم يفقدوا أوطانهم حتى في أسوأ الظروف، حيث إن رحلتهم إلى التيه ستبقى قصيره وإن طالت قليلاً ... أما رحلة التيه الفلسطينية فمستمرة نكبة تلو نكبة، نكبات لم تتوقف حتى الآن في بلاد العرب اوطاني، وهنا يَكمُنُ عُمق المأساة...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت