تشييع سنديانة فلسطين المناضلة فاطمة الجعفري بجنازة عسكرية في مخيم الدهيشة (1946م 2021م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

اللواء ماجد فرج يتقدم المشيعين لجثمان المناضلة فاطمة الجعفري في بيت لحم 111
  • بقلم:- سامي إبراهيم فودة

 قال تعالى:"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لسنديانة فلسطين المناضلة الفلسطينية والأسيرة المحررة الحاجة فاطمة الجعفري "أم أحمد" من سكان مخيم الدهيشة للاجئين, صاحبة التاريخ الزاخر بالتضحية والعطاء والفداء والمقاومة, أنها أيقونة النضال والكفاح الطويل نموذج المرأة الفلسطينية المثالية المناضلة الثائرة مربية الأجيال وصانعة المناضلين الصابرة على ظلم المحتل الغاشم, شقيقة الشهيد علي الجعفري أول شهيد فلسطيني في سجون الاحتلال بفعل التغذية القسرية بعد خوضه الاضراب عن الطعام في سبعينيات القرن الماضي, ظلت أم أحمد قلبها ينبض حباً لفلسطين وأُمنيتها العودة إلى مسقط رأسها قرية رفات إلى أن فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها بعد رحلة مرض وعلاج صباح يوم الاثنين الموافق 19/7/2021م عن عمر يناهز "75 عامًا" عاماً قضتها في خدمة الوطن والمواطن, ولدت سنديانة فلسطين المناضلة الفلسطينية الأسيرة المحررة الحاجة فاطمة الجعفري "أم أحمد" بتاريخ 1946م وقد نشأت في كنف أسرة فلسطينية مناضلة وكان زوجها المحرر أبو أحمد الجعفري من المناضلين الذين تصدوا للاحتلال الاسرائيلي, محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلتها إلى قرية رافات مسقط رأسها وهي قرية فلسطينية في الضفة الغربية تقع ضمن محافظة القدس لكنها أقرب إلى مدينة رام الله,
محطات مضيئة في حياة سنديانة فلسطين المناضلة الفلسطينية/
 فاطمة الجعفري التحقت في صفوف حركة "فتح" منذ نعومة أظفارها، وعند بدء انتفاضة الحجارة قامت بنشاطات عدة، وكانت الفقيدة المناضلة الحاجة فاطمة الجعفري قد مارست العمل النضالي مع زوجها حيث كانت تنقل الرسائل من المعتقلين الأسرى إلى ذويهم وأصحاب الشأن, اعتقلت في عام 1980 لمدة ثماني شهور بتهمة إخفاء ونقل اسلحه ومساعدة الفدائيين, شغلت عضواً في اللجنة الثلاثية من كل الفصائل وكان من المهام المناطة بها هو طباعة بيانات القيادة الموحدة وتوزيعها على كل المناطق وتوفير لوازم الشباب من علب البوية والملابس والاقنعة وغيرها,
 قررت المطاردة لقوات الاحتلال الصهيوني بعد اعتراف أحد السجناء عليها تحت قسوة التعذيب تاركه خلفها أطفالها الصغار واستمر حال اختفائها عن اعين سلطات الاحتلال وعملائه قرابة سبع شهور وكانت على تواصل مع أبنها أحمد المعتقل في سجون الاحتلال, اعتقلت من أمام سجن رام الله وتم اعتقالها لمد ثلاث شهور وستة شهور مع وقف التنفيذ وغرامه ماليه خمسة آلاف شيكل في عام 1988, بعد الإفراج عن الأسير فاطمة من سجون الاحتلال شكلت لجان شبيبة من الجنسين في كل مواقع الوطن وتشكيل لجنة المرأة للعمل الاجتماعي.
 كان من المشاركات أمل رمضان و جواهر عزت و لطيفة المشني و عايدة ابو عكر وخوله ابو عكر, كانت المناضلة والأسيرة المحررة الحاجة فاطمة الجعفري والدة الأسرى وزوجة الأسير المحرر أبو أحمد الجعفري تقوم بزيارة أسرى الدوريات من الأسرى العرب, بعد عودة السلطة الوطنية إلى أرض الوطن تم تعيين الأسيرة المحررة الحاجة/ فاطمة في التوجيه السياسي واستمرت في العطاء حتى أن احيلت للتقاعد الوظيفي بتاريخ 2007م تبرعت من أموالها لصالح جمعيات تعنى بالتراث باسم الأمهات الفلسطينيات بمبلغ 40000 شيكل, حازت المناضلة والأسيرة المحررة الحاجة فاطمة"أم أحمد" الجعفري على شهادات تقدير عدة من المؤسسات الوطنية، نظرةَ الوداع الأخير على جثمان المرحومة المناضلة الفلسطينية الحاجة/ فاطمة الجعفري "أم أحمد" جري تشييع جثمان المناضلة الأسيرة المحررة الحاجة فاطمة الجعفري بجنازة عسكرية وبحضور جماهير غفيرة ظهر اليوم الاثنين الموافق 19/7/2021م وشارك حشد من المسؤولين بينهم اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، واللواء إسماعيل فراج، رئيس جهاز القضاء العسكري، واللواء زياد هب الريح، رئيس جهاز الأمن الوقائي، ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد، وقائد بيت لحم العسكري اللواء ناصر عمر، ومدير جهاز الشرطة في بيت لحم العقيد طارق الحاج، والنائب السابق محمد خليل اللحام، وعيسى قراقع رئيس هيئة الأسرى والمحررين.
 وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من مستشفى بيت جالا الحكومي، ومن ثم تمت الصلاة على الجثمان في المسجد الكبير بمخيم الدهيشة قبل أن يواري جثمانها الثرى في مقبرة القبة شمال بيت لحم, واعلنت عائلة الفقيدة أم أحمد وحركة فتح وفصائل العمل الوطني انه سيتم فتح بيت العزاء لمدّة ثلاثة أيّام من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة ليلاً في مخيم الدهيشة. أتقدم باسمي وباسم عائلتي بمشاعر الحزن والمواساة بوفاة المرحومة باذن الله المناضلة والأسيرة المحررة الحاجة فاطمة الجعفري إلى عائلة الجعفري، متمنياً من الله العلي القدير أن يرحمها بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان، وأن يدخلها جناته وأن يحشرها مع الأنبياء والشهداء والصديقين. انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت