صدر حديثًا عن دار هاشيت أنطوان نوفل كتاب مسيرة ورهان للدكتور والأستاذ منير أبو عسلي. وهو كتاب يروي فيه منير أبو عسلي مسيرته في الحقل التربوي حيث "حمل التربية رهاناً للبناء بمعرفة وضمير ومنهج وتصميم وشفافية والتزام بأخلاقيات الواجب. وواجه بجرأة وعراك وصلابة قوى الأمر الواقع على شراسة تهديداتها، وبعض القوى الحاكمة على فيض خوفها على كرسيّ سعت إليه يوماً فردّها عنه مستأثرون إلى أن تمكّنوا من إصدار مرسوم إعفائه من مهامّه، ذلك المرسوم الكيدي المؤذي لا لأنّه أصاب قائداً تربوياً في كرامته وقيمة إنجازه بل لأنّه أوقف ثورة تربوية كانت لتضع الأسس لبناء لبنان الجديد. إعفاء البروفسور أبو عسلي كان مكلفاً على الصعيدين الوطني والشخصي... الوطن حتى الساعة لم يجد من يجزيه تربوياً ما يستحق، أمّا هو فقد أعاد بناء ذاته بعد أن ردّ إليه الاعتبار حكم قضائي نزيه".
بهذه الكلمات عبّر البروفسور ساسين عسّاف، العميد الأسبق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، عن مسيرة منير أبو عسلي ورهانه المضيّع.
منير أبو عسلي
ولد منير أبوعسلي عام 1947 في زحلة. تخرّج عام 1971، طليعًا لدورته من قسم الكيمياء في كلية التربية - الجامعة اللبنانية. حاز عام 1975 على "دكتوراه دولة" في الكيمياء، بدرجة "مشرّف جدا"، من جامعة "كلود برنار" في ليون – فرنسا، حيث بدأ مسيرة التعليم العالي بتدريس مادة الكيمياء العضوية وإجراء الأبحاث العلمية. ومع إنشاء الفرع الثاني لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، عاد إلى لبنان ليتابع التدريس والأبحاث، ويتولّى إدارته بين العامين 1978-1983. ثمّ عيّن عميدا مؤسّسا لكلية العلوم الطبية التي كانت تضمّ فروع الطب وطب الأسنان والصيدلة، من العام 1984 حتى العام 1994. عيّن رئيسا للمركز التربوي للبحوث والإنماء، وقاد عملية الإصلاح التربوي بين عاميّ 1994- 1999.
بعد نيله ماستير في الأداء الإستراتيجي عام 2002 من المعهد العالي للأعمال في بيروت، قاد مشروع إعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، ومشاريع تربوية في العراق كمستشار لدى اليونسكو، واليونيسف، والبنك الدولي؛ وفي دولة قطر كمستشار لوزير التعليم والتعليم العالي.
مثّل لبنان في مؤتمرات عربية ودولية، وله منشورات في العلوم الكيميائية والتربوية. وأسهم بتأسيس المكتب الإقليمي لـ “الوكالة الجامعية للفرنكوفونية" في بيروت.
تقديرا لإنجازاته، منحته الدولة الفرنسية وسام "السعف الأكاديمية" من رتبتي ضابط وكومندور، ووسام "جوقة الشرف" من رتبة فارس.