"فورة" الدم بين علاج البوسة ..وتساهل القضاء... والضحية " X"

بقلم: عبد الرحمن القاسم

مقال
  • عبد الرحمن القاسم

الطوشة او المشكلة او حتى الثار بين سين وصاد, شو ذنب الضاد بحكوا انه ابن خاله او عمه او حتى صاحبه, طيب ذنب النون حظوا انه جارهم وأصابته.. زجاجة.. حجر.. رصاصة بالغلط,
طيب انا اكس من الناس ليس لي علاقة بكل أحرف اللغة العربية, تكسر.. احترق المحل وتهشمت السيارة انكسرت رجل ابني... والله لطف عينه :راحت ما تروح في طوشة"  ليس لنا أقارب ولا جيران ولا أصدقاء فيها....بسيطة.. "فورة دم "
"فورة" الدم، تعني قيام اهل وحمولة أو عشيرة القاتل او حتى المضروب بممارسة عنف "رعاعي" جماعي ضد ليس عائلة القاتل فقط، وبما يطال الأبرياء منهم،بل يمتد ليطال احياناً عابري السبيل والمارة.وحتى من يتدخلون ل"لإصلاح ذات البين" من "وجوه الخير" ورجالات العشائر. ،بل يتعداه للتعدي بالحرق والتدمير والنهب للمؤسسات والمحلات تجارية والبيوت ليس فقط من تتبع لعائلة أو حمولة او عشيرة القتيل،بل تطال مؤسسات عامة ورسمية...الخ، و"فورة الدم حسب العرف والتقليد العشائري لا تجري المحاسبة عليها،ولا يتضمنها القضاء العشائري،فهي تشريع وترخيص للرعاع القبلي والعشائري او الطائفي بممارسة عنفه الهمجي ويعبث بكل شيء. وخاصة في حالة القتل والثار
-2-
وعقلية الأخذ بالثار للقتل وما يتبعها "الجلوة" أي اخراج (اجلاء) ذوي القاتل وتدمير حياتهم واستقرارهم الاقتصادي والاجتماعي وترحيلهم إلى مدينة او محافظة سطت على سطوة وسلطة الدين والقانون.
وفي هذه العجالة وربما كثيرة هي الاراء التي لا تدعي انها تقضى على افة وظاهرة اجتماعية موروثة من عصور مظلمة فإذا كانت الأديان السماوية ومقولة المسيح عليه السلام "من ضربك على خدك الأيمن فادر له خدك الايسر", وكل النصوص من القران الكريم والاحايث النبوية تؤكد انه لا تزر نفس وزر اخرى,  وان هدم الكعبة اهون عند الله من يراق دم مسلم..وحجم الثواب والمغفرة عند الصفح والعفو وخاصة عند المقدرة.......و,,,,  وان كل فرد سواء ذكر او انثى او شخصية وذمة مالية وقانونية مستقلة ومسئولة أمام الله, ويحاسبها القضاء عن أفعالها ما لم يكن عور متعلق بالإدراك والعقل.لم تكبح او تردع جبروت او حتى ""كفر" البعض لحظة القتل او الثار.
ولكن على الجميع أعراف وتفاليد عشائرية  ورجال إصلاح والقضاء والقانون التشدد في تضييق الخناق وحصر تداعيات المشكلة أو الثار او القتل بأضيق حدودها وتوفير الحماية على الأقل للمارة والمجتمع المدني والممتلكات الخاصة والعامة وخاصة ما يسمى "بفورة الدم" والفوضى والخراب الذي يطال الأبرياء والممتلكات العامة
وللأمانة فانه عام 2017 عقد في الخليل مؤتمر عشائري حضره حشد من وجاء وممثلي العشائر في القدس والخليل وبيت لحم و وفد من مدينة نابلس ومن بنوده:"
("إننا إذ نؤكد على عظم ورفض جريمة قتل نفس معصومة ابتداءً نؤكد كذلك على رفض أي اعتداء على الدماء والممتلكات التي تحدث بعد إراقة دم محرم (القتل العمد(
 يؤكد المجتمعون على حرمة قتل غير القاتل وأن حق ولي المقتول عند القاتل وحده، ويؤكد المجتمعون كذلك على حرمة الاعتداء على أموال عائلة وعشيرة وشركاء القاتل.
 وعليه فكل من تمتد يده لإتلاف الممتلكات وقت الفورة، سيكون ملزما شرعا وعشائريا بأخذ عطوة ممن تلف ماله، ويلزمه تعويض ما أتلف ودفع قيمته")
خلاصة القول على رجال الإصلاح ووجهاء وشيوخ العشائر التشدد في تطبيق وثيقة الشرف فيما يتعلق بمثيري الشغب والاعتداء تحت حجة فورة الدم وعدم التساهل في التغريم والعقاب والاختباء وراء بوسة  لحية او رأس وفنجان قهوة وطيش شباب وفورة غضب ودم....
قانونيا يوجد أكثر من تكييف قانوني بغض النظر عن سبب المشكلة ورادع لكل جماعة او حزب ""فورة الدم"
اقلها ترويع المارة..اثارة الشغب والقلاقل..حيازة سلاح بدون ترخيص اشهار السلاح التهديد بالقتل..الاعتداء على الممتلكات العامة او الخاصة......
تنويه للاسف كثير من قضايا الدم والقتل جذرها تافه خلاف زيحة شيك على ارض جاره او موقف سيارة او طوشة أطفال تسبب جلوة الاباء وفورة دم الابناء

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت