- بقلم محمد مصطفى شاهين
صدر بيان الانتصار وانتصرت فلسطين في معركة سيف القدس انتصار أثبت أن المقاومة الفلسطينية هي الدرع الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني من خلال تحريك جبهة الداخل المحتل والقدس و العمل المنظم من قبل فصائل المقاومة في غزة من خلال غرفة العمليات المشتركة في شكل من التناغم العملياتي يرسخ مفهوم الشراكة النضالية في ساحة المعركة.
ان وحدة الدم والهدف والمصير تجمعنا كفلسطينيين وجدناها واضحة في تصريحات القيادة السياسية لحركة حماس حيث لاحظنا البعد الوطني في خطابات قائد حماس بغزة يحيى السنوار التي باتت تعبر عن روح وضمير الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه النضالية فكانت كلمات ثورية ببعد وطني ابتعدت تماما عن الخطاب الحزبي فكانت وحدوية ووطنية وثورية جمعت معاني الأخوة ووعي الثائر على الاحتلال وجرائمه ،وادراك الجغرافيا السياسية وواقع الصراع مع العدو الصهيوني .
وفي وسط كل التحديات التي تواجه قضيتنا من صفقة القرن والتطبيع العربي انتصرت المقاومة وانتصر الشعب في معركة سيف القدس بدماء الشهداء رسمت مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني طويت صفحة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ، ولكن هنا حلقة لم تغلق وهي ما يسمى بملف التفاهمات مع العدو لوقف اطلاق النار والذي رعته جمهورية مصر العربية ودولة قطر.
ان العدو الصهيوني كعادته يحاول ان يراوغ وأن يتنصل من دفع أي ثمن سياسي تارة بحجة الواقع الانتقالي بين حكومة نتنياهو والحكومة الجديدة بقيادة نفتالي بينت وتارة أخرى من خلال محاولة ربط أي انفراجه في ملف إعادة اعمار غزة بملف الجنود الصهاينة الأسرى الذين لازالوا في يد المقاومة وهو ما عبرت المقاومة عن رفضها لهذا العرض في مواطن عدة باعتبار الملفين منفصلين إعادة الاعمار والتسهيلات لسكان غزة من استحقاقات انتصار المقاومة في معركة سيف القدس وهو ما بقي في دائرة المماطلة لدى القيادة الصهيونية في محاولة خبيثة لحرق الوقت واستغلال الوضع الإنساني في القطاع بعد تدمير الاف الوحدات السكنية وضرب عجلة الاقتصاد في غزة التي لازالت تنتظر الاعمار ولاتزال التسهيلات والتفاهمات .
لقد تميزت مقاومتنا الفلسطينية في عملياتها الجهادية بالبعد القيمي الأخلاقي حيث كانت مدافعة عن قضيتنا العادلة، على عكس الاحتلال الذي حطم كل القيم والاخلاقيات من خلال قتله الأطفال والشيوخ والنساء واستخدامه الطرق الملتوية والدموية ضد شعبنا.
وان محاولة الاحتلال إعاقة دخول المنحة القطرية وتسويف دخولها يجعل التفاهمات تسير ببطيء شديد بفعل تعنت الاحتلال وتجاهله للوسطاء مما قد يدفع الساحة الفلسطينية للاشتعال بأي وقت مالم ترضخ القيادة الصهيونية للوسطاء وتنفذ التفاهمات ، نجد اليوم تواجه التفاهمات خطر الفشل والعودة الى المربع الأول ولن يكون فشل التفاهمات الا عودة للمربع الأول مما سينعكس على المحتلين الصهاينة ،والمهم هنا أن انتصار غزة أحيا في الأمة إرادة المقاومة في كل فلسطين التاريخية وان قيادة المقاومة من الحكمة والاقتدار على جعل الاحتلال يندم على مماطلته وتملك من القوة والذكاء أن تنتزع حق شعبنا في الحياة من رقاب الصهاينة والشعب الفلسطيني بات على ثقة بقدرة المقاومة مهما تكن نهاية هذا الأمر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت