أبومازن يشكّل لجنة برئاسة الشيخ داود الزير لمعالجة الأحداث الأخيرة في الخليل

محمود عباس أبو مازن

شكّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، يوم الجمعة، لجنة برئاسة الشيخ داود الزير، لحل ومعالجة الأحداث التي شهدتها مدينة الخليل في الأيام الأخيرة، والتداعيات الأمنية الخطيرة التي أعقبت حادثة مقتل المواطن باسل الجعبري.

وأوعز أبومازن، للجنة بالعمل على وجه السرعة لمعالجة الحادثة في إطار القانون، من أجل إحقاق الحق، بما يحفظ السلم الأهلي والمجتمعي في المدينة.

وحيّا الرئيس أبومازن الأجهزة الأمنية على الجهود الجبّارة التي تبذلها بالتنسيق مع مكونات المحافظة الاجتماعية كافة لفض الخلاف وتطبيق القانون وفرض النظام والحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، مثمنًا سيادته موقف الحكماء في كلا العشيرتين آل الجعبري الكرام وآل العويوي الكرام وحسهما الوطني لوأد الفتنة.

  • عائلتا " الجعبري والعويوي " : نناشد الرئيس بالتدخل قبل فوات الاوان

وفي لقاء عبر تلفزيون "وطن" المحلي ناشدت عائلتا " الجعبري والعويوي " في الخليل الرئيس أبومازن التدخل لانهاء الخلاف بين العائلتين.

 واكد الحاج زيدان الجعبري " أبو إسماعيل" وهو احد وجهاء عائلة الجعبري لـ"وطن" ان كل وجهاء مدينة الخليل يعلمون تماما ما حصل في المشكلة التي وقعت بين عائلتي " الجعبري والعويوي " منذ بدايتها قبل خمسة عشر عاما ، مشيرا في الوقت ذاته انه لا فرق بين عائلة الجعبري او العويوي او عائلة النتشة والقواسمي مؤكدا انه كأحد وجهاء عائلة الجعبري يرتبط بعلاقات قوية مع عائلة العويوي منذ سنواتٍ طويلة وهناك ارتباط " اخوة " بين العائلتين  .

كما اكد الحاج الجعبري انه مطلوب اليوم من كل أبناء عائلة الجعبري ان يحافظوا على أبناء عائلة العويوي والامر كذلك بالنسبة لعائلة العويوي اتجاه أبناء عائلة الجعبري ، قائلا : " نحن في هذه البلدة منسوجين مثل " العباة " فهناك علاقات نسب وعلاقات تجارية وعلاقة اخوية والجيران " ، وبالتالي يجب على الجميع ان يدرك اننا عائلة واحدة وليس عائلتين .

كما دعى الحاج الجعبري شباب العائلتين الى ان يتقوا الله أولا ، معبرا عن جزنه الشديد من ما يسمعه في المحافظ من تأجيج للمشاعر وشحنٍ للنفوس ، وبالتالي المطلوب اليوم من العقلاء ان يجلسوا مع بعض ويتم التفاهم بينا بعضنا البعض ، مؤكدا ان من قتل هو ابننا وان من بقيي من الشباب هم أبنائنا وان من يتعرض للأذية من الطرفين هم أبنائنا جميعا ، وما يحدث اليوم هو عيب بحق الجميع .

كما وجه الحاج الجعبري الشكر للأجهزة الأمنية التي تحاول جاهدة ضبط الوضع ، مؤكدا انه يشعر بالالم اتجاه ما يحدث من دمار وخراب واعتداءات على الملكيات العامة والخاصة .

كما دعى الحاج الجعبري أبناء عائلة " العويوي " ان يجلسوا مع كبار عائلتهم ليعرفوا القصة بكامل تفاصيلها  وان يراجعوا حساباتهم وان يتم وضع النصاب في مكانه الصحيح .

كما اكد ان وجهاء عائلة الجعبري ضد أي تخريب او تدمير للمتلكات في المدينة ، ونحن نعتز بازدهارها وليس بتدميرها ، ونؤكد مرة أخرى انه مهما كانت الخلافات بيننا فيجب ان نجلس مع بعضنا البعض وان نجد الحلول لها مهما كانت مكلفة .

كما طالب الحاج الجعبري الحكومة ان تأخذ دورها في حل المشكلة وان تقدم حلولا لها وتفرضها على الطرفين ان لزم الامر وان الجميع يجب ان يكون تحت القانون وان يكون القانون هو سيد الموقف .

كما وجه الحاج الجعبري مناشدة للرئيس محمود عباس بان يكون للامن كلمته وان يضع حدٍ للحالة الصعبة التي تعيشها المدينة والتي قد تهدد السلم الأهلي فيما لو لم يتم السيطرة عليها ، قائلا : " نحن مع الرئيس قلبا وقالبا في اية قرارات يتخذها على هذا الصعيد .

من جانبه اكد عضو مجلس عائلة " العويوي " د. يوسف العويوي لـ"وطن" ان خبر مقتل الشاب باسم الجعبري كان مفاجئا بالنسبة لابناء عائلة العويوي وهو الامر ذاته بالنسبة للمحافظة بشكلٍ عام ، مشيرا في الوقت ذاته الى انه منذ اللحظة الأولى التي علمنا فيها ان من ارتكب الجريمة هو من أبناء عائلة العويوي بادرنا مباشرة بإبلاغ " الوجهاء " بان يقوموا باخذ العادات المعروفة في مدينة الخليل وفقا للعرف العشائري وذلك من اجل الحفاظ على الامن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم .

كما أكد العويوي "اننا في هذا البلد نعيش كعائلة واحدة ان كنا كابناء عائلة العويوي او الجعبري حيث يوجد ترابط اجتماعي كبيرة في المدينة ، مؤكدا ان الحادث مؤسف وان خسارة النفس سواء كانت في العويوي او الجعبري هي خسارة لابناء الشعب الفلسطيني وخسارة لكل المسلمين ، وفي هذه الحالة حاولنا مع الوجهاء ان نجد حلولا ولكن للأسف كان هناك موقف من عائلة الجعبري بأن الجريمة التي وقعت هي تمثل " عملية قتلٍ جديدة " ولكن كان من وجهة نظرنا ان هذا الموقف من عائلة الجعبري سيفاقم الامر وخلق مشكلة جديدة ، وبالتالي كان هناك اجماع في العائلة ان الحادث المؤسف هو جاء كرد فعلٍ عن حادث وقع قبل خمسة عشر عاما وبالتالي العرف والعادة في هذا البلد " في غياب القانون الذي يقتص من الجناة ، انه عندما يأخذ أبناء المغدور الثأر ان يكون ذلك " قبرا مقابل قبر " وينتهي الامر واذا كانت حقوق ترتبت على عملية القتل الأولى تعاد هذه الحقوق لاصحابها ، وذلك من اجل انهاء هذا الملف."

كما اكد ان عائلة العويوي تفاجئت بالكم الهائل من الدمار والاعتداء على أملاك العائلة تحت مسمى " فورة الدم " وهذا السلوك أدى الى تفاقم الامر وان الأمور تسير نحو ما لا يحمد عقباه ، مؤكدا ان عائلة العويوي تدين أي اعتداء على النفس ولا نقبل بازهاق أي روح ، ونعزي آل الجعبري كما نعزي أنفسنا لان فقيدهم هو فقيدنا ، وفقيدنا نعرف انه فقيدهم والكثير من أبناء عائلة الجعبري كانوا قد عبروا عن جزنهم على مقتل الشاب " عزو العويوي " قبل خمسة عشر عاما كما نحن نعبر عن حزننا على وفاة الأخ " باسل الجعبري" .

  • "على الحكماء في الجانبين ان يلعبوا دورا اكبر اتجاه إيجاد الحل "

كما وجه العويوي رسالة عبر " وطن " للحكماء في عائلة الجعبري والحكماء في عائلة العويوي للتوصل الى نقطة التقاء وان نصل الى حلٍ يرضي جميع الأطراف ودون ان يقلل من قدر أي عائلة او ضياع حق من حقوق الناس ، وعلى الحكماء في الجانبين ان يلعبوا دورا اكبر اتجاه إيجاد الحل .

كما أشار العويوي ان العلاقة بين عائلتي الجعبري هي علاقة متينة وعلاقة طيبة وهناك الكثير من المصاهرة والنسب وكذلك علاقة الجيرة والعلاقات التجارية بيننا ، وبالتالي يجب اليوم الحفاظ على هذه العلاقة الطيبة ، محذرا في الوقت ذاته من ان تكون هناك ايادي خفية تزيد من التوتر مطالبا الأجهزة الأمنية بلعب دورٍ اكبر في الحفاظ على الأرواح والممتلكات .

وكان الشاب باسل الجعبري قتل في السابع والعشرين من الشهر الجاري حيث  تعرّض لإطلاق النار عندما تواجد وسط المدينة، داخل سيارة أجرة يعمل عليها.

وفي وقت سابق أيضا اعلن محافظ محافظة الخليل اللواء جبرين البكري منع التجول في المدينة، وذلك بعد أحداث العنف وحرق المحال والسيارات، وسط المدينة منذ ظهر اليوم، على إثر مقتل الشاب باسل الجعبري .

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله - الخليل