فنانة تُحول رُكام منزلها المدمر للوحات فنية

تجلس الفنانة سجى موسى على ركام منزلها الواقع بمخيم يبنا جنوب محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، ممسكةً في يديها ألوانها التي تُعبر بها عما يجول في داخلها على بعض الحجارة التي تناثرت بفعل القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير الذي استمر 11 يومًا.

تُحاول سجى موسى التعبير عن غضبها لما تسبب به الاحتلال من دمار كبير في منزلها، بعد قصفه لمنزل مجاور له، بعدة صواريخ من طائراته الحربية التي لم ترحم الحجر أو الشجر أو البشر.

وتمضي الفنانة معظم أوقاتها في الرسم على الركام، في محاولة منها للتأكيد على تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه رُغم القصف والدمار، ولإيصال رسالتها الفنية التي "توازي إطلاق الصواريخ من قبل رجال المقاومة الفلسطينية". كما تقول

ويُشاهد الزائر لمنزل سجى رسوماتها على أغلب رُكامه المُتبقي، التي تُدلل على حبها لوطنها ولقضيتها التي جسدتها بريشتها وألوانها، في محاولة للتعبير عن حب الفلسطينيين للحياة وإن كانت من وسط الدمار.

و في حديثٍ مع الفنانة موسى، تقول وعلامات الحزن تبدو واضحة على وجهها بسبب فقدها منزلها الذي حمل الكثير من ذكرياتها رفقة عائلتها المكونة من ثلاث أفراد: "بعد تدمير الاحتلال لمنزلنا، أردت مواصلة موهبتي التي لازمتني منذ سنوات طويلة، وتكريسها بشكل يصل للعالم الخارجي، لأظهر وحشية وعنجهية الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع".

مُضيفةً "الفن رسالة سامية تلامس قلوب الكثير من المواطنين محلياً وعربياً ودولياً، ولا يقل أهميته عن بقية الأدوات التي تُستخدم لمواجهة الاحتلال، لذلك قررت مواصلة موهبتي من وسط الدمار، كرسالة للشعوب أن المواطن الفلسطيني يُحب الحياة".

وتوضح سجى وهي تنظر يميناً و يساراً على ما تبقى من منزلها بعد تدمير الاحتلال له، أن الاحتلال لن يتمكن من ثنيها عن مواصلة رسالتها التي تأمل أن تصل لجميع البلدان العربية والدولية، لفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

مُشيرةً إلى أنها اختارت أن ترسم على ركام منزلها، حتى تحول مشاهد الألم والمعاناة التي لحقت بعائلتها وتبديلها، بأخرى من السعادة والفخر ولجعلهم أكثر إصرارًا على حب الحياة.

وتُحاول سجى التخفيف من آلام طفلها الذي لا يتجاوز عمر بضع من السنوات، بعد فقده ذكرياته البسيطة بمنزله المدمر، من خلال مشاركته لها برسمها لوحاتها، تأكيداً منها على المقولة المشهورة التي تجعل الأطفال يتشبثون بوطنهم "الكبار يموتون، والصغار لا ينسون".

سجى موسى


سجى موسى 11

سجى موسى 2

 

سجى موسى 1


 

المصدر: - غزة_عبدالرحمن مطر