- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
تقف دولة الإستعمار والإحتلال الصهيونية العنصرية في هذه الاّونة أمام مصيرها المجهول كدولة ذات طابع إستعماري بحت لا جذور تاريخية ولا ثقافية ولا دينية لها , تلك الدولة المصطنعة والتي مضى 73 عاماً على إحتلالها الأراضي العربية الفلسطينية, وما سببته من نكبة كبرى للشعب العربي الفلسطيني في العام 1948م ونجم عنها ملايين المهجرين والمشردين من ديارهم ومساكنهم في أكبر عملية تطهير عرقي عرفتها البشرية منذ نشأتها , إضافة لمئات الاّلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين ضحايا جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي إرتكبتها العصابات الصهيونية وما يسمى جيش الإحتلال الإسرائيلي , ومثلهم من المعتقلين والمحبوسيين في سجون وزنازين الإحتلال التي تشبه الى حد كبير أوشفتزات النازية وباستيلات الفاشية.
وعلى مدار سني الإحتلال الطويلة تلك واصلت تلك الدولة المارقة ممارسة كل جرائمها وأبشع المجازر بحق الشعب العربي الفلسطيني وبدعم وإسناد تام من قبل الدول الإمبريالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي زودت جنود الإحتلال بكل أدوات الجريمة والقتل والفتك , وتعاملت مع ما يسمى إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة لها في المنطقة العربية بهدف حماية مصالحها الإستعمارية في قلب الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط كله, والتي تعرضت للخطر الشديد في ظل النهوض الثوري العربي وتعاظم قوى الثورة الفلسطينية وجيش العراق الباسل اللذين باتا يشكلان خطراً محدقاً على الوجود الصهيوني وكافة المصالح الإستعمارية الإمبريالية في المنطقة, مما تسبب في إندلاع حربين كبيرتين في المنطقة حشدت لها الصهيونية العالمية كل جيوش الشر والإستعمار وذيولهما في العالم إنتهت بإحتلال العراق الشقيق الذي إندلعت مقاومته الباسلة منذ اليوم الأول للإحتلال وأذاقت جيوش المحتلين والغزاة طعم الهزيمة المر العلقم جراء ضربات مقاوميها الأبطال الذين لقنوا الغزاة درساً لن ينسوه أبدا وأجبروهم على الإنسحاب التكتيكي من الأراضي العراقية المحتلة, بسبب هول الخسائر المادية والعسكرية والأخلاقية والإقتصادية والمعنوية التي إنعكست تباعاً وبشكل سلبي ومريع على إقتصادات الدول الغازية دفعتها في أعقاب ذلك للإنكفاء والإنطواء الذاتي في محاولة لمداواة جراحها البالغة جراء الحرب على العراق وأفغانستان وكلفتها الباهظة الثمن .
وإزاء التطورات السياسية والإقتصادية في ظل إنكفاء دول الغزو الإمبريالي بسبب خسائرها الفادحة في الحروب المذكورة أعلاه, وأمام هذا التطور الهائل في تكنلوجيا المعلومات.. فقد باتت دولة الإحتلال الصهيوني وكل سياساتها العنصرية والإجرامية مكشوفة وعارية أمام المجتمع الدولي الذي يقف حائراً ومشلولاً أحياناً كثيرة أمام اّخر إحتلال وأبشع إستعمار إستيطاني في العصر الحديث, مما إضطر المنظمات الغير حكومية ومنها المعنية بحقوق الإنسان للنشاط الحثيث من أجل تسليط الضوء على مختلف الجرائم التي تمارسها حكومات الإحتلال المتعاقبة بحق الأبرياء والضعفاء من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني , وهاهي حركة بي دي أس العالمية التي تدعوا لمقاطعة دولة الأبرتايد والفصل العنصري الصهيونية تواصل جهودها التي أتت أكلها وأثمرت أخيراً , وتباعاً الإعلان المهم لمحكمة الجنايات الدولية حيث أكدت ولايتها القانونية على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م , وما يشكله هذا الإعلان من خطر داهم يلاحق جنود الإحتلال المتورطين بجرائم الحرب والإبادة الجماعية وممارسة العنف والقمع والتطهير العرقي بحق الشعب الذي يخضع لسلطة الإحتلال الفاشية, وفي السياق لا ننسى إعلان شركة (يونيليفر) مؤاخراً وقف توزيع منتجاتها في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وفق القانون الدولي , وكذلك الإنجاز البالغ الأهمية المتمثل بقيام أكثر من ألف أكاديمي ومشاهير سياسة وفنانين مرموقين على مستوى الكرة الأرضية بالتوقيع على وثيقة إعلان المباديء يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 28/7/2021م والتي تطالب بإدانة إسرائيل ومعاقبتها على جرائم الفصل العنصري التي ترتكبها في فلسطين.
وأكدت الوثيقة التي دشنت أصلاً في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً على * إن إسرائيل تسببت في كارثة متواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ 73 عاماً وتعرف بالنكبة , وتضمنت تهجيراً جماعياً وتطهيراً عرقياً وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية* .
وأضافت الوثيقة*إن إسرائيل أنشأت نظام فصل عنصري على كامل أراضي فلسطين التاريخية , وأعلنت ذلك على الملأ عبر إدعائها السيادة اليهودية الحصرية على كل الأراضي الفلسطينية من خلال تبني الكنيست الإسرائيلي لقانون يهودية الدولة في العام 2018م .*
وتابعت مؤكدةً * أن إسرائيل تنفذ بشكل دوري طيلة سني إحتلالها فلسطين عنفاً واسعاً له اّثار مدمرة على المجتمع المدني الفلسطيني لا سيما سكان قطاع غزة الذي يعاني دماراً واسع النطاق ويؤدي الى قتل جماعي واّلاف الجرحى وحصار دائم ومستمر *.
إنتهى نص الوثيقة يتضح مما سردنا أعلاه إتساع دائرة التنديد بسياسات الإحتلال الصهيوني وجرائمه على مستوى العالم وتحديداً وهو المهم في الداخل الأمريكي الذي يتنامى فيه كل يوم الأصوات المنددة بالعنصرية الصهيونية والجرائم الإسرائيلية والضغط على الحكومة الأمريكية لوقف كل أشكال الدعم الأمريكي للإحتلال والإستيطان والتهويد ورفع الغطاء عن مزيد الجرائم الإسرائيلية وسياساتها العنصرية بل والدعوة لمقاطعتها ووقف المدد عنها بشكل يعمق أزمتها الداخلية ويظهرها أمام العالم كدولة لقيطة ومارقة وعابرة تواجه مصيرها المحتوم والاّيل للسقوط والإندثار ويعود حينها الحق بالأرض العربية من بحرها لنهرها لأصحابها الشرعيين وبما يمكنهم من حق تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة العربية الفلسطينية وبسط سيادتها على كامل الأراضي المحتلة بعاصمتها القدس الشريف .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي بيت فوريك – فلسطين المحتلة اّب – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت