أسيل الحلبي تنتزع التفوق من أنياب المعاناة في غزة

كسرت الطالبة المتفوقة، أسيل حسن الحلبي، كل قواعد التحدي التي وقفت في طريق ووجه الطالب الغزي، من حصار وعدوان وجائحة "كورونا"، وسطرت اسمها في لوحة شرف متفوقي الثانوية العامة للعام 2021، وتربعت على عرش المعقد الأول على مستوى الوطن، فكانت الأول مكرر بمعدل 99.7 في الفرع الأدبي.

ورسمت الحلبي، بريشة تفوقها، البسمة على محيا والديها وجدتيها، وأهدتهم تفوقها، وقالت إن ذلك كان بثمرة تشجيعهم ووقوفهم بجانبها رغم الألم والحصار والقصف والتدمير الذي لحق بغزة على مدار العام المنصرم.

وأهدت تفوقها إلى أرواح الشهداء، خاصة من كانوا في الثانوية العامة هذا العام، وحرمهم العدوان الإسرائيلي وآلة بطشه من فرحة النجاح والتفوق، وقالت إن "شعبنا رغم المآسي التي يمر بها إلا أنه يصر على أن يكون دائما في المقدمة، وأكبر دليل على ذلك نتائج الثانوية العامة اليوم، فمعظم الناجحين فيها حصلوا على درجات فاقت التسعين بالمئة".

وقالت إنه كان عاما صعبا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأنها اجتازته بالعزيمة والإصرار وتحدي الظروف التي فرضتها الجائحة، والتعليم إلكتروني، وانقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن الحرب على قطاع غزة رغم صعوبتها وقلة ساعات الدراسة فيها إلا أنها لم تكن عائقا أمامها، وأنها درست وتحدت الظروف وتفوقت، داعية طلبة الثانوية العامة إلى تحدي الظروف والصعاب لكي يصلوا إلى مرادهم بالتفوق والنجاح.

وتمنت أن تأتي نتائج الثانوية العامة العام المقبل، وقد تحققت أماني شعبنا بالوحدة وتحرير أسراه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس.

من جانبه، قال حسن الحلبي، والد أسيل، إن التفوق الذي حصلت عليه كان بثمرة سهرها الليالي وحرصها على أن تكون بالمركز الأول، وسهرها تحت القصف والعدوان على غزة، فكان حقا على مجتهدة مثلها أن تتوج بلقب الأول على مستوى الوطن.

وتمنى الحلبي، لجميع الطلبة الناجحين حياة موفقة ومستقبلا باهرا يخدم وطنهم فلسطين، ويكونوا معول بناء وتحضر وتقدم نحو دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، داعيا الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ إلى عدم اليأس والإعادة مرة أخرى.

بدورها، عبرت المهندسة سلوى أبو عرجة، والدة أسيل، عن فرحتها الكبيرة بتفوق ابنتها، وقالت لكل مجتهد نصيب، ومن زرع سهر الليالي وتعبها حصد تفوق ودرجات عليا، متمنية لها المزيد من التقدم والنجاح لخدمة وطنها فلسطين.

وذكرت أن تفوق أسيل، جاء امتدادا وثمرة لتفوق 12 عامًا مضت، مشيرة إلى أن السر وراء تفوقها الكبير حبها التعليم، وكان الجو الأسري داعما لها واحتواها طوال العام، خاصة في مرحلة الحرب وجائحة "كورونا" التي أثرت سلبا على كل النواحي المعيشية في غزة.

أما الحاجة أم محمد الحلبي، جدة أسيل، فقالت إن أسيل طالبة مجتهدة منذ صغرها، وكانت تطمح لأن تكون متفوقة وتحصل على أعلى الدرجات، فكان لها ما تمنت، مشيرة إلى أن لكل مجتهد من تعبه وسهره نصيب، وأنه لولا الطموح لما وصلت إلى هذه النتيجة المشرفة.

وبذلك يكون ستار الحياة المدرسية للطالبة أسيل الحلبي قد أسدل بتفوق ونجاح باهر، متطلعة إلى مستقبل مشرق تكون فيه ما تتمنى، حيث أنها ستدرس اللغة الإنجليزية وتتخصص فيها.