الطالبة براء تتفوق من وسط ركام منزلها وتتمنى أن يتحقق حلمها بدراسة الطب

براء عدنان البغدادي

بمشاعر يملئها الفرح والسعادة وبالزغاريد وتوزيع الحلوى وأصوات الفراقيع التي كانت تسمع بين الفينة والأخرى  استقبلت عائلة البغدادي في مخيم البريج وسط قطاع غزة  نبأ تفوق ابنتها براء عدنان البغدادي في الثانوية العامة وحصولها على معدل٩٩% في القسم العلمي.

 براء الحافظة لكتاب الله  متفوقة ومتميزة طوال سنوات دراستها الماضية بالرغم من تعرض منزلها لأضرار جسيمة في الحروب السابقة.

قصة براء وتفوقها من وسط الركام والمعاناة كان له طعم آخر.
فما حصل معها  كان امرا عجيبا ولم يتوقعه أحد من أفراد أسرتها  فبالرغم  من  الكروونا  وما تبعه من التعليم الالكتروني  والدوام المدرسي المحدود والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي  إلا أنها كانت مجتهدة وتواظب على دروسها ومذاكرتها أولا بأول.

لم تكن تتوقع الطالبة براء أن يؤثر العدوان الأخير  على غزة على دراستها فحاولت أن تتأقلم مع أصوات القصف والطائرات ولكن كانت خائفة من قصف طائرات الاحتلال  لمنازل قريبة من منزلها كما في الحروب السابقة وهذا ما حدث بالفعل كما توضح الطالبة براء وعلامات الفرحة على وجهها قائلة :" في ليلة عيد الفطر السعيد حيث كنا قد غادرنا منزلنا خوفا على أرواحنا وفي ساعة متأخرة من الليل كان قصفا قويا هز مخيم البريج لمنزل مجاور لمنزلنا   ليحطم غرفتي التي بناها والدي اعلى  السطح لتكون بيئة صالحة هادئة لدراستي وذلك بسبب  تتطاير الكتل الأسمنتبة  من بيت الجيران  المستهدف والكتير من الحجارة والطين وأعمدة الباطون  والحمد لله كنا خارجها  لتعمل على تمزيق كتبي وملخصاتها وخزانة ملابسي وسريري.

 بعد انتهاء العدوان  رجعت الطالبة براء لتخط من جديد ملخصاتها  وتستذكر معلومات حفرت في عقلها لثبت للجميع ان الارادة تصنع المعجزات وكما تضيف بالرغم من تدمير غرفة الدراسة وتمزيق كتبي الأ أن ذلك لم يؤثر علي وكان والدي اللذان  خصصا لي صالون المنزل  لكي ادرس فيه.
 حيث لم يعد لي  غرفة.
وأكملت قائلة :" كان الوضع صعب وكنت  أتنقل  بين جدران المنزل عند قدوم الضيوف منتظرة خروجهم لإستأنف جلوسي في الصالون مستعينة برضا الله ورضا الوالدين محافظة على وردي اليومي من القران  وأواصل الدراسة حتى ايام الامتحانات فاكرمني الله بمعدل 99% على الفرع العلمي.
 
لم تتفاجأ براء يوم إعلان النتائج بمعدلها وكانت متوقعة ذلك المعدل والتفوق وكانت دائما تطمئن والديها بأن لا يخافا وانها سترفع رأسهما عاليا  وفي هذا المجال تضيف الطالبة براء والتي كانت تستقبل مهنئيها "أنني كنت على يقين بتفوقي لاني كنت مواظبة على الدراسة مستغلة توفر الهدوء والراحة من قبل أفراد أسرتي والحمد لله حققت أمالهم".

تحلم الطالبة براء كأي متفوقة أن تدرس الطب في جامعة الأزهر ولكن الامكانيات المالية تحد من تحقيق هذا الحلم بحكم أن والدها مدرس بالكاد يستطيع أن يلبي مصروفات البيت مع وجود اخت لي تدرس في الجامعة  ولهذا تتمنى الطالبة المتفوقة براء من سيادة الرئيس أبو مازن أن يتبناها ويحقق حلم أسرتها بدراسة الطب

وختمت قائلة " يا سيادة الرئيس أتمنى أن لا تخيب رجائي وان تعطي التعليمات من أجل دراسة الطب في الجامعة "

المصدر: - غزة - عبدالهادي مسلم