مراقبون إسرائيليون: اندلاع حرب مع حزب الله في لبنان لن يخدم المصلحة الإسرائيلية

حدود لبنان

رأى مراقبون إسرائيليون أن اندلاع حرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني لن يخدم المصلحة الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال، لكن يجب على القيادة الأمنية عدم السماح بتكرار ما حدث نهاية الأسبوع الماضي.

وتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران صباح يوم الجمعة الماضي قصفا على الحدود الشمالية وصف بأنه "الأعنف" منذ عام 2006.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عناصر حزب الله أطلقوا 19 قذيفة صاروخية تجاه شمال إسرائيل، فيما قال الحزب اللبناني إن إطلاق الصواريخ جاء ردا على القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان نهاية الأسبوع الماضي.

ورد الجيش الإسرائيلي على الفور بقصف مصدر إطلاق الصواريخ في الأراضي اللبنانية.

وقال الكاتب الإسرائيلي تال ليف رام، لوكالة أنباء (شينخوا) إن الحرب في لبنان "لن تخدم المصلحة الإسرائيلية".

وأضاف ليف رام إنه "على الرغم من ذلك، يجب عدم القبول أو السماح بتكرار ما حدث على الحدود نهاية الأسبوع الماضي".

واعتبر أنه من غير الممكن السماح لما يحدث على الجبهة الجنوبية في غزة بأن يتكرر على الجبهة الشمالية، مرجعا ذلك إلى أن حزب الله أقوى بكثير من الفصائل الفلسطينية عسكريا.

إلا أن ليف رام حذر من أن تقلل إسرائيل من خطوة قصف حزب الله للأراضي الإسرائيلية، قائلا "القصف الصاروخي لم يصب شخصًا بأذى، لكن من الناحية الاستراتيجية، الحديث عن تطور خطير جدًا لإسرائيل".

وفي أول تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، حول الحادثة قال إن إسرائيل "لن تقبل بأي شكل من الأشكال إطلاق النار على أراضيها"، محملا الدولة اللبنانية والجيش اللبناني مسؤولية ما يجري على أراضيها.

وكان آخر توتر عسكري بين إسرائيل وحزب الله قد وقع في عام 2019 عندما استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية، ردا على "هجومين إسرائيليين" ضد قواته في سوريا ولبنان.

ورأى الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن إطلاق الصواريخ من لبنان وما تبعه هو "محاولة للحفاظ على معادلة الردع أمام إسرائيل على الرغم من الانهيار الداخلي المتسارع، الذي يحدث في لبنان".

وقال هرئيل ل(شينخوا) إن "الإسرائيليين مثل قيادتهم لا يريدون الحرب، ولكن ذلك لا يعني أنه يجب عليهم أن يوافقوا بسهولة على التفسيرات التي يقدمها الجيش لنفسه".

وكانت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل) قد قالت في بيان إن "الوضع خطير للغاية"، ودعت جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار والحفاظ على الهدوء.

وقال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة (يديعوت أحرونوت) رون بن يشاي، إن الرد الإسرائيلي جاء محدودا لأن إسرائيل لا تريد "تحويل الاهتمام الدولي إلى الحدود الشمالية ولبنان".

وأضاف بن يشاي ل(شينخوا) "لو تواصل القصف اللبناني فأنه لا مفر من رد إسرائيلي مركز وأكثر تدميرا يجبر الجيش اللبناني وحزب الله على التحرك بحزم ضد أي خرق".

وتأتي هذه الأحداث وسط معاناة لبنان من أزمة مالية واقتصادية وتدهور معيشي متصاعد وشح في السيولة ومن قيود مصرفية على سحب الودائع، ما دفع الحكومة إلى التوقف عن سداد الدين الخارجي في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين الذي تجاوز 90 مليار دولار.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، إن إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة برفقة المجتمع الدولي ونقل المساعدات إلى لبنان.

إلا أنه أكد أن ذلك لن يمنع إسرائيل من "مواصلة العمل" ضد حزب الله وأذرعه لحماية المواطنين الإسرائيليين.

وقال الكاتب الإسرائيلي دانييل سيريوتي، إن إطلاق حزب الله للصواريخ تجاه إسرائيل لا يهدف إلى تصعيد الحدود الشمالية، بل نقل رسائل من عدة أسباب سياسية وإقليمية وأمنية.

وأوضح سيريوتي أن من أهم هذه الرسائل هو رغبة حزب الله في تثبيت المعادلة التي وضعها، والتي بموجبها سيتم الرد على أي هجوم إسرائيلي على الأراضي اللبنانية سواء كان جوا أو بحرا أو أرضا.

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تعقيبا على الحادثة إن "أي غارة إسرائيلية جديدة على لبنان سنرد عليها حتما بشكل مناسب ومتناسب"، مؤكدا "أننا لن نضيع ولن نفرط بما أنجزته المقاومة في حرب يوليو 2006 أيا تكن التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيستبيح لبنان".

وتابع نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة "الذكرى الخامسة عشرة لانتصار يوليو 2006" إن "أهم إنجاز تحقق في حرب يوليو 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة".

إلا أن سيريوتي يرى أن حزب الله لا يهدف إلى التصعيد من خلال الهجوم الذي قام به، مستدلا بذلك على إطلاق حزب الله 19 صاروخا في مناطق مفتوحة في محاولة منه لتجنب التصعيد.

وأرجع سيريوتي ذلك إلى أن حزب الله سيجد صعوبة في حال حدوث تصعيد وسط الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان اقتصاديا في إقناع الجمهور اللبناني بأن الدمار الذي سيحل ببلادهم هو نتيجة رد على هجوم إسرائيلي.

وخاضت إسرائيل وحزب الله حربا في عام 2006 استمرت لمدة شهر وجرت معظم أحداثها على الأراضي اللبنانية.

وتكرر في الأشهر الأخيرة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وفي 13 مايو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق ثلاثة صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر قبالة سواحل الجليل، دون أضرار، قبل أسبوع من الإعلان عن إطلاق أربعة صواريخ أخرى ردت عليها إسرائيل بقصف مدفعي.

وجاء القصف المتبادل بين الطرفين وسط توتر في المنطقة بعد تعرض سفينة يابانية تتبع لشركة إسرائيلية لهجوم في بحر العرب في نهاية يوليو الماضي أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.

واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجوم، فيما نفت طهران الاتهامات.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل الممتدة على مسافة نحو 120 كيلومترا بين الفترة والأخرى حالات من التوتر وتبادل الاستنفارات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، مما يستدعي تدخل اليونيفيل للجم الوضع وإعادة الهدوء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة (شينخوا)