- عبد اللطيف لعبي
وأخيرا انتهى مسلسل انتظار وصول اموال المساعدات القطرية الى القطاع بعد انفراج الأزمة ودخول تحويلات مالية الى البنوك في غزة وتصريحات المالية بموعد استلام الاسر المتضررة للإعانات وفق برنامج زمني محدد، ولكن يستمر مسلسل الشد والجذب بين حماس والسلطة الفلسطينية في موضوع الاعمار ليبقى الخاسر الوحيد من كل هذا الوضع المعقد هو المواطن داخل القطاع الذي تزداد معاناته مع الحرارة وسلسة الانقطاعات المتكررة للكهرباء حيث يعاني 80% من السكان من جراء مخلفات الوضع الكارثي للخدمات.
ويفهم من رفض حماس لدور السلطة الفلسطينية في ملف الاعمار ، تخوفها من ان تزداد شعبية فتح في القطاع على حسابها خاصة وان موجة الاحتقان الشعبي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة كفيل بأن يقلب الكفة في صالح خصوم حماس التي نجحت في كسب ود الشعوب العربية والداخل الفلسطيني الى حد ما بعد التصعيد الأخير في شهر رمضان الماضي، ولكن مفعول السحر قد تلاشى بعد غياب الحلول وتبخر الوعود التي أطلقها اسماعيل هنية للمتضررين من ابناء القطاع خلال العدوان الاسرائيلي الاخير واصرار حماس على تجاهل شرعية السلطة الفلسطينية التي تحظى بها من طرف الأمم المتحدة في ادارة شؤون الفلسطينيين في الضفة والقطاع على حد سواء.
ومن باب الانصاف فان الجميع يحي الوقفة التي قامت بها حماس لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف ضد أي عدوان يطال الشعب الفلسطيني، الا ان هذا لا يعني أبدا تشجيع المنطق الخاطئ في ادارة الأمور وتعقيد الوضع الاجتماعي للمواطنين في غزة الناتج عن تعثر الحوار الفلسطيني والذي رأت حماس ان مخرجاته لا تصب في مصلحتها.
كان من المفترض ان يكون تغليب المصلحة العامة في حلحلة مسألة الاعمار الطارئة اساس رؤية حماس ونقطة التقاء جميع الاطراف المتخاصمة داخليا من اجل توحيد الصف لمواجهة التحديات الداخلية التي تضعف من الموقف الفلسطيني وتجعل العواصم العربية تمارس سياسة النأي بالنفس من كل ما يجري داخل فلسطين خصوصا بعد فشل حوار القاهرة الذي أدارت فيه حماس ظهرها لأي صوت يدعم السلطة الفلسطينية وأحقيتها في ادارة موضوع الاعمار في غزة، ورفضها لأي مقترح يقضي بأن تتم عملية تحويل الاموال الى غزة عن طريق رام الله.
ان سياسية كسب الوقت وإطلاق التصريحات التي من شأنها ان تفجر الوضع المستقر الى حد ما اذا لم تدعن اسرائيل لطلباتها.
ان تقديم التنازلات من طرف حماس لا يعني بالضرورة تقزيم دورها او ازاحتها من المشهد، بقدر ما يزيد من موقف السلطة الفلسطينية قوة ويزيد التفاف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج نحو قيادتها، خاصة وان محمود عباس يحظى بثقة المجموعة الدولية و يعطي حظا اوفر لتلقي المزيد من المساعدات من المجتمع الدولي دون ان تتعرض هاته العملية لحملة التشكيكات حول مصير أموالها وما ادى كانت ستصل الى المستفيدين الفعليين ام لا .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت