- المحامي علي ابوحبله
مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ ثلاث اشهر ، اتجهت الأنظار العربية والدولية إلى جهود إعادة إعمار قطاع غزة، الذي تضرر بشكل كبير. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن عن مبادرة تقضي بمنح بلاده مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لصالح عملية إعادة إعمار قطاع غزة. وأبدى البعض مخاوف في حينه من إمكانية تعطيل إسرائيل لعمليات الإعمار، كما حدث في السابق، لكن مراقبين أكدوا أن مصر ستكون راعية الإعمار، ويمكنها إدخال المواد اللازمة للإعمار مباشرة عبر معبر رفح. وكان رئيس اتحاد مقاولي البناء التشييد في أفريقيا وعضو اتحاد مقاولي مصر، حسن عبد العزيز، أكد في حينه أن الشركات المصرية جاهزة لإعادة إعمار غزة من اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن إعادة إعمار القطاع بالنسبة للشركات المصرية الخاصة والعامة هي مهمة قومية وليست أعمال ربحية.
فيما أكد مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن إعمار غزة سيتم عاجلًا أم آجلًا ولن يطول الأمر، مشيرًا إلى أن الـ 500 مليون التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي قد تكون البداية. وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الدول التي ستتبرع من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، في الغالب ستكون بعض الدول العربية، سواء من ميزانياتها أو من خلال حملات التبرع من الشعوب العربية، وكذلك بعض البلدان الإسلامية والأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان قد ابدى رايه بالقول أن إعادة إعمار قطاع غزة لن تخضع لأي شروط من أي أطرف، وأهل غزة بشركاتهم ومهندسيهم يمكنهم القيام بهذه المهمة على أكمل وجه. وهاي الايام والاشهر تمر دون ان يلوح في الافق أي بادره لاعادة اعمار غزه بسبب المعيقات التي يضعها الاحتلال اولا ، ومحاولات تجاهل الدعوات لتشكيل حكومة وحده وطنيه تتولى اعمار قطاع والخشية كانت منذ بداية الانقسام ولغاية اليوم هو ترسيخ الانقسام بين غزه والضفة الغربيه حيث تعمل سلطات الاحتلال منذ اليوم الاول للانقسام على ادارة الانقسام وتغذيته لتمرير مخططها التهويدي للقدس وتوسيع مشروعها الاستيطاني ومحاولات وأد رؤيا الدولتين وقد اعادت احيائه من جديد ادارة جو بايدن بعد فشل تمرير صفقة القرن وعودة على بدء الحديث عن عودة أعمار غزه ، ففي القوت الذي تنشغل فيه حكومة الاحتلال بالوضع في المنطقة الشمالية، عادت المقاومة الفلسطينية إلى تصعيد ضغوطها على سلطات الاحتلال على طول حدود قطاع غزة، وذلك عبر إطلاق البالونات المتفجّرة التي أدّت خلال الساعات الماضية إلى اشتعال حرائق عدّة.
يأتي هذا في وقت يشعر فيه الفلسطينيون بأن هناك تعمّداً في تأخير عملية إعادة الإعمار من قِبَل إسرائيل. وبحسب مصادر فلسطينية محلّية، فقد أطلقت الوحدات الشعبية في القطاع، ظهر أمس، دفعات من البالونات المتفجّرة تجاه مستوطنات " الغلاف" ، إلى نشوب سبع حرائق، من بينها أربع في منطقة أشكول المحاذية لجنوب غزة. وأشارت مصادر فلسطينية، إلى أن الضغط الذي تمارسه المقاومة حالياً يأتي في ظلّ تعثر المباحثات في القاهرة بخصوص الوضع في القطاع، ومماطلة الاحتلال في إدخال مواد البناء لبدء الإعمار، على رغم توفّر مِنَح دولية وعربية لذلك.
الفصائل الفلسطينية بدورها تتسائل عن الدور المصري ، الذي فرمل اندفاعاته في مسألة الإعمار بعد الاعلان عن فشل حوار القاهره بين الامناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية وفشل الفر قاء الفلسطينيين عن التوصل لقواسم مشتركه لتشكيل حكومة وحده وطنيه تحظى باعتراف دولي وإقليمي وتكون بوابة اعادة أعمار غزه من خلالها توطئة لإنهاء الانقسام الجغرافي بين غزه والضفة وصولا لتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، بعد تأجيله زيارة وفد من وزارة الأشغال والمقاولين والتجّار الغزّيين إلى القاهرة، كانت مقرّرة نهاية الأسبوع الماضي تركت امتعاض وتوجس لدى القوى والفصائل الفلسطينية ، وبررت السلطات المصرية تأجيل الزيارة حتى نهاية الشهر الحالي، لأسباب فنّية.
وكان نقيب المقاولين الفلسطينيين في غزة، أسامة كحيل، تحدّث، في وقت سابق، عن تجهيزات لزيارة وفد من القطاع الخاص إلى القاهرة، يضمّ 16 من رجال الأعمال وكبار المستوردين، لبحث إدخال المواد إلى غزة. ولا تزال السلطات المصرية تعرقل إدخال مواد البناء عبر معبر رفح البري، وذلك استجابة لمطلب إسرائيلي قبل شهرين بممارسة ضغط على حركة " حماس" لقبول تخفيض شروطها في ما يتعلّق بملف الجنود الأسرى.
وفي السياق، لفتت مواقع عبرية إلى أن صبر المقاومة الفلسطينية بدأ ينفد بفعل الإجراءات الإسرائيلية، إذ قال موقع " إسرائيل ديفنس" : " صبْر (حركة حماس) على منْع إدخال أموال المنحة القطرية، بدأ ينفد" ، مضيفاً أن " الشروط التي تضعها إسرائيل والعراقيل اللوجستية المرافقة، تجعل الأوضاع أكثر توتّراً، ولا بدّ من حلّ سريع، ربما يكون بعودة تدفّق هذه الأموال عبر الحقائب كما كان في السابق، وذلك لأن إسرائيل غير معنيّة بالتصعيد العسكري مع حركة حماس في هذه المرحلة" ووفق كل المعادلات والتعقيدات التي تعترض إعادة أعمار قطاع غزه يطرح السؤال نفسه من يملك مفاتيح اعادة اعمار قطاع غزه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت