مطار القدس التاريخي في مواجهة السرطان الاستيطاني

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي
  • قلم : د. غسان مصطفى الشامي

 

تعد المشاريع والمخططات الاستيطانية ركيزة من ركائز دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يمر شهر على أي حكومة جديدة في الكيان دون المصادقة على المخططات والمشاريع الاستيطانية التي تستهدف التهام وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية، عبر بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية الجديدة ..

حديثا بدأت سلطات الاحتلال الصهيوني بتنفيذ مشروع استيطاني كبير سعته 9 آلاف وحدة استيطانية سيتم بنائها على أراضي مطار القدس القديم التاريخي المعروف باسم ( مطار قلنديا )، وهو يقع شمال القدس المحتلة، ليصبح أكبر تجمع استيطاني يهودي بعد المجمع الاستيطاني الكبير ( معاليه أدوميم ) شرقي القدس المحتلة .

وحسب المعلومات من المصادر المقدسية فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية شرعت بأعماله البنية التحتية وشق شوارع في معبر قلنديا، والترويج للخطة الاستيطانية الهادفة إلى إقامة حي استيطاني ضخم في المنطقة على مساحة 1240 دونم من أراضي المطار، كانت وافقت عليه "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" الصهيونية العام الماضي، كما شملت أعمال البنية التحتية شق أربعة شوارع كي تُوصل منطقة "مطار قلنديا" بالمستوطنات شرقي القدس، وحتى الأغوار والساحل الفلسطيني، وكذلك شرق طريق من المنطقة الجنوبية إلى مدينة القدس وصولًا لمدينتي بيت لحم والخليل.

وستعمل سلطات الاحتلال الصهيوني في هذا الحي الاستيطاني الجديد على اسكان اليهود المتدينين "الحريديم"، بالإضافة لإقامة أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق ضخم يضم 20 طابقًا، وعدة بنايات مرتفعة، وغيرها من المنشآت.

ويرى كاتب المقال إن تركيز سلطات الاحتلال على المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة هدفه بالأساس تفريغ القدس من أهلها وتهويد القدس وسلخها على أصولها وجذورها العربية الاسلامية، والعمل على فصل مدينة القدس المحتلة عن الضفة الغربية، وخاصة شمالي القدس، والتي سيتم إغلاقها نهائيًا، كجزء من استكمال إقامة حزام استيطاني في محيط المدينة، وبناء وحدات استيطانية للمستوطنين، كما يستهدف المشروع الاستيطاني وتقطيع أوصال القرى الفلسطينية الواقعة في المنطقة، ومنع أي تواصل أو تمدد جغرافي حتى مع الأحياء والتجمعات الفلسطينية.

وأخيرا يشدد كاتب المقال على أن العدو الصهيوني يواصل مخططاته ومشاريعه الاستيطانية في القدس بهدف تغيير معالم مدينة القدس وتغير تاريخ وجغرافية القدس؛ بل إن أية حكومة إسرائيلية جديدة تلتزم بمواصلة المشاريع الاستيطانية وتنفيذ كافة المخططات التي تؤدي إلى تهويد القدس وتفريغها من أهلها وبناء المزيد من الأحياء اليهودية داخل العاصمة الفلسطينية القدس المحتلة .

إلى الملتقى ،،

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت