حرائق لبنان فصل جديد من المعاناة

بقلم: فاضل المناصفة

فاضل المناصفة
  •  الكاتب : فاضل المناصفة

لا تزال فرق الدفاع المدني والجيش اللبناني تعمل على إخماد الحرائق المتبقية في مناطق الغابات وأشجار الصنوبر العتيقة، وقد وصل بعضها الى المناطق السكنية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح السريعة وعملت عناصر من الدفاع المدني بمؤازرة وحدات من الجيش المنتشرة ميدانيا وبمساندة طوافة تابعة للقوات الجوية على تبريد الأرض في الغابات الممتدة بين بلدتي بسري وباتر في الجنوب اللبناني والتي اشتعلت مجددا ا بعد أن طالت مساحة شاسعة من الأشجار.

فيما ووجه دياب رسالة شكر إلى كل من نظيره الروسي ميخائيل ميشوستين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شاكرا الجهود التي قامت بها روسيا من أجل مساعدة لبنان على احتواء الحرائق الكبيرة التي مست الغطاء النباتي في لبنان في ظل عجز منظومة الجيش والدفاع اللباني عن السيطرة على الحرائق الضخمة التي تتطلب وسائل وامكانيات لا يتوفر عليها لبنان.

وبينما تُعزى الحرائق إلى موجة الحَر التي تشهدها البلاد، لم تذكر التصريحات الرسمية إمكانية أن تكون هاته الحرائق بفعل فاعل الا من خلال تصريحات مقتضبة، يفهم منها ان الدولة اللبنانية لا تريد الدخول في متاهات جديدة خصوصا مع الوضع السياسي المتوتر والذي لا يحتمل المزيد، ولكن الشيئ الإيجابي الذي يستخلص من هاته المأساة هاتة تأزر الشعب مع مؤسسة الجيش ومشاركته في جهود الإطفاء، خاصة وأن فرق الإطفاء واجهت صعوبة بالغة في السيطرة على النيران نتيجة كثافة الدخان والرياح.

مشاهد مرعبة نشرتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للحرائق، وفي بعض المناطق اضطر السكان الذين اقتربت النيران من منازلهم إلى الاستعانة بصهاريج المياه الخاصّة، بسبب تأخُّر تدخل الجهات المعنيّة، ووفق متخصصين فإن حجم الحرائق في لبنان هذا العام جاء مفاجئًا ومتعديًا للتوقعات، وارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح زادا من حدتها ومساحة رقعتها. وعلى غرار الدول المجاورة أحدثت الحرائق خسائر مادية كبيرة جيث كبدت الدولة اللبنانية فاتورة الحرائق التي تبلغ كلفتها نحو 5 مليون دولار، وفق ما يوضح شادي عبد الله، الباحث في "المركز الوطني للاستشعار عن بعد"، وهي ناتجة عن حرائق الغابات المنتِجة كالصنوبر البري (صنوبر بروتي) بشكل كبير، والصنوبر المثمر والسنديان الذي يقع معظمه على ارتفاع يتراوح بين 700 و1200 متر فوق سطح البحر.

مأساة جدبدة وخسائر تضاف الى ماسي لبنان وتثقل كاهل الخزينة العمومية المجبرة على دفع التعويضات للمتضررين خاصة من المزارعين الذي أحرقت العديد من محاصيلهم الزراعية، ولكن يستوجب التحقيق فيما إذا كانت الحرائق بالفعل ناتجة بفعل الحرارة المتزايدة أم مفتعلة من طرف جهات تصطاد في المياه العكرة وتصرف الأنظار عن التطورات السياسية التي يعيشها البلد. 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت