تحت عنوان "من جنوب لبنان إلى فلسطين تحية" نظمّت سهرة النورس الثقافية بالتعاون مع بلدية النبطية أمسية ثقافية فنية في حديقة "الرسول الأكرم" في النبطية وذلك بمشاركة عدد من الشعراء الفلسطينيين وضيف الشرف الشاعر اللبناني زاهي وهبي، بحضور عدد من الجمعيات المشاركة: المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، جمعية تقدم المرأة في النبطية، منتدى الأدب المقاوم، جمعية بيت المصور في لبنان، مجموعة فلسطين في عيون العالم، ملتقى أطياف الفني، جمعية بيت الطلبة، نادي الريف الرياضي، وعدد من المثقفين والمهتمين.
افتتحت الأمسية بكلمة ترحيب من الإعلامي كامل جابر الذي وجه في مستهل كلمته التحية إلى الشعب الفلسطيني ومؤكداً على عمق الارتباط بين جنوب لبنان وفلسطين.
ثم تحدث الحاج صادق اسماعيل عضو مجلس بلدية النبطية ممثلاً رئيس البلدية وقال: ليس غريباً على مدينة النبطية أن تستضيف نشاطاً ثقافياً أو فنياً تحت اسم فلسطين، لان اسم فلسطين يحمله كل مواطن فيها وفي سائر مدن الجنوب اللبناني، يحمله وساماً وجدانياً وروحياً وعقلياً.
وأضاف، إلى فلسطين وأهل فلسطين ألف تحية وألف رسالة حب وتقدير وتضامن، ونجتمع اليوم لاحياء نشاط ثقافي فني فلسطيني لبناني بالتعاون مع سهرة النورس الثقافية وهو لن يكون الأخير بل سيتبعه العديد من الأنشطة الهادفة إلى ثقافة تسهم أولاً في توطيد العلاقة الممتدة إلى سنين طويلة وإلى التبادل الأدبي والشعري والفني وتعزيز مفهوم القضايا الوطنية اللبنانية والفلسطينية المشتركة.
منسق سهرة النورس الثقافية الكاتب ظافر الخطيب وجه التحية إلى الحضور منوّهاً بعظمة التاريخ المشترك بين جنوب لبنان وفلسطين، مؤكداً أن النبطية تاج جبل عامل ودرّة الجنوب وتوأم الجليل شمال فلسطين.
وقال: لقد جئناكم يا أهل المودة والاحترام، يا أهل الكرّ والاقتدار، يا خير الجار لفلسطين، جئناكم ومعنا كل الحب وكل الشوق، جئناكم لنؤكد الثابت والمؤكد نحن وأنتم واحدٌ موحدٌ في الحرب كما في المقاومة، كما في البناء كما في السلم.
وفي ختام كلمته وجّه التحية إلأى الشاعر زاهي وهبي قائلاً: أقلقتنا بغيابك والحمدلله على سلامتك، سعداء بعودتك زاهياً وتزهو دائماً بعطائك.
ثم قدّمت الحكواتية فاطمة زعرور قصة الطفل علي الذي كان يشاهد أحد أطفال غزة "فارس" وهو يواجه دبابة صهيونية بالحجر، وعندما يكبر علي وخلال عدوان تموز 2006 يواجه الاعتداءات الصهيونية ويستشهد كما استشهد فارس في فلسطين.
وقدّم مجموعة من متدربي نادي الريف الرياضي عرضاً رياضياً في الألعاب القتاليّة نالت استحسان الحضور.
وقدّم الممثل والفنان وليد سعد الدين قصيدة "يا خوف عكا من هديرك يا بحر" وهي من كلمات الأستاذ زياد كعوش.
الفقرة الفنيّة في برنامج الأمسية قدمها الفنان أحمد ناصر عزفاً وغناء حيث قدّم أغنية "زهرة المدائن" تحية إلى مدينة القدس، ثم قدّم أغنية "بتعرفنا هالأرض وهالشمس".
البرنامج الشعري افتتحه "فريق البانوراما الشعرية" المؤلف من: روان سيّد، رهام الحسين، حميدة الحسين، مريم طه وليال صديق، حيث قدمن قراءات شعرية للشاعر الراحل محمود درويش تحت إشراف وتدريب الدكتور طلال أبوجاموس.
ثم قدّم الشاعر جهاد الحنفي قدم باقة من القصائد التي تحاكي فلسطين والقدس وبيروت، تلاه الشاعر الزجلي عمر زيداني حيث قدّم قصيدة تحية إلى جنوب لبنان وشعبه ومدى الترابط بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقدّم الشاعر طه العبد قصيدة تحاكي واقع الأمة العربية كما قدّم القصيدة حول الشعر وكتابته، ثم قدّم الشاعر خالد زيدان قصيدة باللغة المحكيّة تحية لانتصارات تموز، وقصيدة "السلمون" الذي يشبه حياة الفلسطيني حيث لاقت تفاعلاً لافتاً من الحضور.
وختام البرنامج الشعري كان مع الشاعر الأستاذ زاهي وهبي الذي وجّه التحيّة إلى بلدية النبطية وسهرة النورس الثقافية، مؤكداً أنه في جنوب لبنان فلسطين أقرب ليس فقط لأن الجغرافيا واحدة، بل لأن الدم واحد وصلة الدم واحدة بين لبنان وفلسطين، كانت ولا تزال وستبقى مهما دارت أو جارت الأيام.
وقال: دم الشهداء يحرس الأرض والعرض، لكن الكلمة الصادقة، القصيدة، الرواية والأغنية، هي التي تحرص دم الشهداء، وتحفظ ذاكرة الأوطان والشعوب.
ثم قدم قصائد وطنية تحية إلى المقاومين، وقصيدة مهداة إلى الراحل محمود درويش قبل وفاته، وهي من خلال محمود درويش مهداة إلى كل فلسطيني، ونوّه بما قدمه "فريق البانوراما الشعرية" موجهّاً التحية لهن.
وختم بقصيدة الأم التي أهداها إلى الأمهات كافة وخاصة الأمهات الفلسطينية، مؤكداً أن الأم الفلسطينية ناضلت في المجالات كافة.
ثم جال الحضور على معرض طوابع "فلسطين في عيون العالم" مجموعة أحمد خطّاب، وعرض لوحات تشكيلية "ملتقى أطياف الفني".
وفي ختام الأمسية تم دعوة الحضور إلى مأدبة عشاء من إعداد المطبخ الفلسطيني "زوادتنا" حيث تم تقديم مأكولات وحلويات تراثية فلسطينية نالت استحسان ورضا كل من تذوقها.