- د. فايز أبو شمالة
هناك جولة مواجهة مع العدو الإسرائيلي بين كل جولتي مواجهة، هذه حقيقة، وهذا هو الأصل في العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فالجولات القتالية على هذه الأرض شهادة ميدانية بأن الشعب الفلسطيني على قيد الوجود، ويتمسك بحقوقه التاريخية، ويرفض التخلي عن شبرٍ من ارضه، وهو جاهز لتقديم روحه وما يملك في سبيل طرد الغزاة من وطنه.
منطق المواجهة مع العدو الإسرائيلي يفرض على قادة المقاومة في قطاع غزة أخذ الحذر على مدار اللحظة، إنهم يواجهون عدواً غادراً، يواصل الليل بالنهار في تجهيز قدراته للفتك بالمقاومة، ويتآمر على أهل غزة والضفة الغربية، ويتربص بهم، وبوظف عشرات الباحثين والخبراء في مراكز الدراسات، لتقديم أنجع الخطط عن كيفية إدارة المعركة القادمة مع رجال المقاومة، وكيفية اجتثاثهم من الأرض، دون تقديم الخسائر الجسيمة.
ضمن تلك الدراسات؛ أصدر مركز (دادو) للتفكير العسكري دراسة أعدها "أهود غولان" في يناير 2020 ـ قبل عام ونصف من معركة سيف القدس ـ وبعد التدقيق في الدراسة، يتبين أن الخطة العسكرية الإسرائيلية لإدارة معركة سيف القدس، قد أخذت بتوصيات الباحث، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1ـ ضرورة أن يبدأ الجيش الإسرائيلي المعركة "بهجوم عسكري كبير.
2ـ ضمان تقصير مدة الحرب، وإمكانية الحسم السريع فيها.
3ـ إيقاف الحرب في الوقت الذي تريده إسرائيل.
4ـ الاستعانة بقوى سياسية خارجية قادرة على أن تؤثر في الطرف الآخر.
5ـ التركيز الإعلامي على أن إسرائيل تخوض حرباً دفاعية عن النفس والبيت.
تلك الوصايا الإسرائيلية الخمس تحتم على رجال المقاومة في غزة الانتباه إلى :
1ـ أن يشن العدو هجوماً عنيفاً على غزة بكل أنواع الأسلحة، وعلى أكثر من محور، وبشكل مباغت، ليحدث الصدمة والرعب بالمفهوم الإسرائيلي.
2ـ على المقاومة أن تتعمد إطالة أمد الحرب قدر الإمكان، فكلما طال الزمن، كلما اتسعت الهوة بين الأكذوبة الإسرائيلية والحقائق الميدانية، وكلما زاد الانتقاد الدولي للحرب العدوانية، وكلما انعكس زمن الحرب ضجراً ورعباً لدى المجتمع الإسرائيلي.
3ـ عدم السماح للعدو بحسم المعركة سريعاً، مهما كلف ذلك من تضحيات.
4ـ على المقاومة أن تحتفظ بحقها في مواصلة إشغال العدو، وعدم تحقيق التهدئة إلا بشروطها، ومهما طال زمن الحرب، ولكم في تجربة حرب 2014 أسوة حسنة، حيث كان قرار وقف القتال بيد رجال المقاومة.
5ـ عدم الاصغاء للوسطاء، وعدم السماح لهم بالتدخل لوقف القتال، أو تقليص مساحة القصف، أو التريث، أو ما شابه ذلك من وساطات، لا تخدم إلا أهداف المعتدين.
6ـ الحرص على عدم حصر المعركة برفع الحصار، أو دخول الأموال القطرية، يجب أن تكون المعركة تحت العنوان الكبير، انهاء الاحتلال، وتحرير القدس، ووقف الاعتداء على المقدسات.
7ـ التركيز الإعلامي على عدالة المطالب الفلسطينية، وعدوانية الاحتلال، وذلك من خلال ربط المواجهات بالممارسات العدوانية ضد المواطنين الآمنين في الضفة الغربية، وضد ممارسة المستوطنين، واغتصابهم للأرض، وتضامناً مع أهلنا في بلدة بيتا، ورفضاً للاقتحامات الإرهابية للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
8ـ لا بأس أن يكون رفع العقاب الجماعي بحق 2.5 مليون إنسان في قطاع غزة جزءاً من المطالب الوطنية العامة.
9ـ من الضرورة أن تسبق المعركة مسيرات جماهيرية ضخمة، تطالب بإنهاء الاحتلال ورفع الحصار بالقوة، وتنادي بالحرية، وشعارها: نعم للمواجهات، ولا للمسكنات.
10ـ طمس أكذوبة المشككين بجدوى المقاومة، من خلال التأكيد على أن غزة تخوض حرباً دفاعية ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي يغتصب الأرض، ويذبح الإنسان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت