الطالبة سجا تشرق من وسط المعاناة لتتفوق ولكن هل من مستغيث ليحقق أملها بدراسة الطب!!!

بعد أن عمت الفرحة بيوت المتفوقين  في الثانوية العامة عاد الحزن من جديد  يلف بعضا منها  في ظل عدم مقدرتها على تعليم أولادها المتفوقين في الجامعات نظرا لفقرها المدقع وكما يقول المثل "راحت السكرة واجت الفكرة "

 فعندما يتجسد المعنى الحقيقي لمقولة أن "النجاح والتفوق يولدان من رحم المعاناة"، في قصة بطلتها الطالبة المتفوقة سجا رأفت سالم الماشي من مخيم المغازي وسط القطاع والحاصلة على معدل ٩٩% في الثانوية العامة (الفرع العلمي).

الطالبة سجا الحافظة لكتاب الله و الذي كان يعج منزلها بالمهنئين تعيش وأسرتها ظروفا في غاية الصعوبة من حيث أن منزلها بحاجة إلى تشطيب وتبليط ووالدها الذي تعرض لحادث سير قبل ٣٠ عاما معاق وبحاجة مستمرة إلى العلاج والمتابعة  ناهيك عن عدم وجود دخل  غير الشؤون الأجتماعية ومساعدات الوكالة.

تمكنت الطالبة سجا رغم قسوة الحياة ،  إلا أن تشرق ببهجة تفوقها رغماً عن كثرة غيوم الظروف من حولها، أشرقت بنور ملأ قلب والديها وعائلتها بتفوقها وحصولها على معدل عالي يؤهلها لتحقيق أمنيتها بدراسة الطب.

الطالبة سجا ، تروي قصتها خلال أعوام دراستها السابقة بخوض غمار التحدي والإصرار لتتوج في ختامه بمعدل لا يصل إليه الكثير، وتقول أنها كانت تمضي نحو 12 ساعة دراسة يومياً.

تواجه الطالبة سجا معضلة تجعلها وأسرتها دائمة التفكير بمستقبلها وتحقيق حلم والديها بدراسة الطب تقول في هذا المجال :" اعرف أن الأمور لن تكون وردية واعرف وضع أسرتي وانهم لن يستطيعوا أن ادرس الطب لأنهم بالكاد يستطيعون توفير مصروفات أسرتي المكونة من ٦ أفراد في ظل الإعاقة التي لازمت والدي منذ ٣٠ عاما عندما تعرض لحادث سير على شارع صلاح الدين بالقرب من مدخل مخيم المغازي و كذلك في ظل عدم وجود دخل غير الشؤون الأجتماعية ومساعدات الوكالة ".

وفي تنهيدة قوية تنم عن مدى الألم الذي يعتصر قلبها تقول "انا حقي طالما أنني متفوقة أن أدرس التخصص الذي احبه ومن حق الدولة أن تصرف علي كباقي البشر في كل دول العالم المتحضر والذي يهتم بمتفوقيه ".

وفجأة تبكي  وتنهال الدموع من وجنتيها ويشاركها والدها المعاق في البكاء حزنا على ابنته المتفوقة  لتقول:" الحمد لله على كل حال ربي لن يخيب رجائي وسيادة الرئيس أبو مازن حفظه الله لن يتركني وحيدة وسيعمل على مساعدتي وايضا شعبنا سواء في الداخل أو الخارج  فيه كثر من اهل الخير الذين  سيساعدوني وسيقفوا إلى جانبي ويحققوا مرادي".

وعن السر في اصرارها على دراسة الطب تكمل قائلة :" انا ومنذ صغري ينادوي يا دكتورة والاهم من ذلك ولدت وانا أري والدي بحاجة دائما إلى العلاج والمتابعة والاهم لدي حلم بعلاج شعبي في غزة الذي دائما يتعرض للحروب."

وفي المحصلة، أمثال الطالبة المتفوقة سجا وغيرها من محاربي الظروف الصعبة هم من يستحقوا أن تمد إليهم يد الدعم من المسؤولين وأهل الخير  وهم من يستحقوا أن تفتّح إليهم الأبواب تكريماً وتقديراً لجهد استثنائي لا يقوى على احتماله الكثير.

IMG-20210815-WA0409

 

IMG-20210815-WA0407

 

IMG-20210815-WA0404

 

IMG-20210815-WA0403


 

المصدر: - غزة - عبدالهادي مسلم ، تصوير - زياد عوض