نظم ملتقى إعلاميات الجنوب، وضمن فعاليات مبادرة "استقصائيون ضد الفساد4" بالتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، جلسة مسائلة بعنوان "القرية السويدية ومعاناة المواطنين من سوء تقديم الخدمات العامة"
وشارك في الجلسة و التي عقدت في إحدى القاعات وسط محافظة رفح، المدير التنفيذي للملتقى ليلى المدلل، و المهندس فريد شعبان مدير المشاريع في مصلحة مياه الساحل، والمهندس سهيل موسى مستشار رئيس بلدية رفح للشؤون الهندسية، وعدد من الصحافيين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ومواطنين.
بدورها رحبت ليلى المدلل المدير التنفيذي لملتقى إعلاميات الجنوب بالحضور الكريم ونوهت أن جلسة المساءلة جاءت نتيجة تكاثف جهود الصحفيين الاستقصائيين حول تناول قضايا مجتمعية يعاني منها المواطنون من سوء تقديم الخدمات العامة وأضافت أن منطلق عملنا كصحفيين نبحث عن الحقيقة ونضع أيدينا على ثغرات واحتياجات المواطنين من نابع المسؤولية والأمانة المهنية ونقلها للمسؤولين ووضعهم أمام مسؤولياتهم وإيجاد حلول سريعة واستراتيجية.
ومن جهته عرض الصحفي الاستقصائي أحمد الكومي نتائج التحقيق الاستقصائي والذي جاء بعنوان محاصرة بين مياه المجاري والبحر والإهمال الحكومي من يُغيّب مشاريع البنية التحتية عن القرية السويدية منذ 56 عامًا والذي أوضح فيه الوضع الكارثي للمواطنين في القرية السويدية من غياب البنية التحتية وتأكل شط البحر والأمراض المستعصية التي أصابت المواطنين نتيجة مياه الصرف الصحي وأيضا غياب واضح للمشاريع الاستراتيجية عن القرية السويدية.
وبدوره أكد سهيل موسى مستشار رئيس بلدية رفح للشؤون الهندسية أن البلدية تسلمت ولايتها على القرية السويدية والمنطقة الساحلية عام 2006، بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وأن القرية تعاني وضع صعب، وبحاجة لمشروعات كبيرة، والبلدية عملت وتعمل من أجل تطويرها، لكن ثمة مشكلات كبيرة، مثل تعذر فتح بعض الشوارع، ونقص وشح التمويل، ورغم ذلك هناك جهود مستمرة لتطوير تلك القرية.
وفيما يخص مشكلة نحر الشاطئ، أكد موسى في مداخلته أنها مشكلة كبيرة، نتجت عن وجود ألسنة بحرية، أهمها لسان يقع في الجانب المصري، وهي تهديد لكل الشريط الساحلي، خاصة القرية السويدية وأجزاء من شارع الرشيد، ومرفأ الصيادين، والبلدية تعي المشكلة، ولديها اقتراحات وتصورات كثيرة لحلها، وتوجهت للمانحين، وناشدت الجميع بضرورة توفير تمويل لتنفيذ مشروعات كبيرة تحمي ما تبقى من الشاطئ.
وأضاف موسى أنه ورغم عدم استجابة المانحين بصورة فعالة حتى الآن، إلا أن البلدية تواصل جهدها، وتضع سواتر وكتل خرسانية لحماية القرية، وهي بصدد البدء بوضع المزيد منها في المستقبل القريب، داعيا لتضافر الجهود لحل المشكلة، وعدم ترك 5000 نسمة في مهب الريح.
وخلال الجلسة تعهدت بلدية رفح وعلى لسان المهندس سهيل موسى بإنشاء ملعب كرة قدم سداسي في قلب القرية السويدية لخدمة السكان حال طلبت لجنة الحي ذلك وتم توفير وفرز قطعة أرض مناسبة، الأمر الذي لاقى قبول من قبل المواطنين المشاركين وسيتم التشاور من أجل تذليل العقبات في طريق الإنشاء بالتعاون مع البلدية ولجنة جي المنطقة.
من جهته أكد المهندس فريد شعبان أن مصلحة مياه بلديات الساحل اجتهدت لتطوير القرية رغم شح الإمكانات، وغيرت شبكات المياه، وهي تعلم بمشكلة الصرف الصحي التي يعاني منها السكان واضطرارهم للاعتماد على الحفر الامتصاصية رغم خطورتها.
وأكد أنه ومن أجل حل المشكلة يجب إقامة محطة ضخ، وتوحيد المناسيب في القرية المنخفضة، ليتسنى تجميع مياه الصرف الصحي من المنازل، وإعادة ضخها لمحطات المعالجة، لكن ثمة مشكلات كبيرة تعترض ذلك، منها قلة التمويل، واختلاف مناسيب الشوارع والمنازل.
وانتقد إعلاميون ونشطاء من سكان القرية تقاعس الجهات الحكومية والرسمية وعدم تقديم حلول مستدامة للقرية، مؤكدين أنهم ومنذ سنوات يستمعون إلى وعود لم يطبق منها شيء، ناهيك عن تقاذف المسؤوليات، فوكالة الغوث ترفض الولاية على القرية التي يقطنها لاجئون، كما أن البلدية تقول إن إمكاناتها لا تمكنها من تنفيذ مشروعات مستدامة وكبيرة، والأمر يحتاج إلى جهات تمويلية كبيرة.