- مزهر: "غزة سفينة نوح للكل الفلسطيني، حمايتها واجب، تعزيز صمودها مهمةً وطنية جامعةً، بها ومعها نُملّك سيفاً في مواجهة الإرهاب الصهيوني الاستيطاني"
أصيب عشرات من المواطنين الفلسطينيين، مساء السبت، جراء قمع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لفعاليات المهرجان المركزي الذي نظمته القوى الوطنية والإسلامية في مخيم ملكة شرق مدينة غزة لاحياء الذكرى الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك ..
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة عن إصابة 41 مواطن بجراح مختلفة من بينهم 22 طفل ، موضحة بأن من بين الاصابات حالتين بحالة حرجة و 35 اصابة متوسطة و4 اصابات طفيفة .
وكان من بين الاصابات 27 اصابة في الاطراف السفلية و2 اصابة بالاطراف العلوية و2 اصابة في البطن والظهر و4 اصابات في الراس والرقبة و6 اصابات في مناطق متفرقة من الجسم.حسب الصحة
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة د.محمد أبو سلمية إن "ما وصل للمجمع من شرق غزة إصابات معظمها طلق ناري بالأطراف السفلية، ويوجد إصابة خطيرة جدا بالرقبة أدخلت لغرفة العمليات. "
وقال د.مدحت محيسن الوكيل المساعد لوزارة الصحة غن "الطواقم الطبية تعاملت وفق خطة ميدانية اشترك فيها مكونات العمل الصحي وتم انتشار 15 سيارة اسعاف وخيمة طبية شرق غزة".
وتوافدت حشود غفيرة من المواطنين وقيادات القوى الوطنية والإسلامية إلى المهرجان الجماهيري الذي حمل عنوان "سيف القدس لن يغمد".
وحاول شبان اجتياز السياج الفاصل شرق مدينة غزة، فيما اطلقت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز والرصاص الحي تجاههم، ما أسفر عن إصابة عدد منهم ، وجرى نقلهم من المكان من قبل طواقم الإسعاف ..
وأفاد شهود بأن جنود الاحتلال المتمركزين داخل مواقعهم العسكرية شرق القطاع، فتحوا نيران أسلحتهم وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع صوب مئات الفتية والشبان الذين تظاهرون بشكل سلمي، قرب السياج الفاصل شرق المدينة.
وعرف من بين المصابين الزميل الصحفي عاصم شحادة مصور الوكالة الوطنية، حيث أصيب بشظية طلق قناص إسرائيلي بالوجه.
وقال المراسل العسكري لموقع "واللا" العبري، إن الجنود الاحتللا أبلغوا عن تعرضهم لإطلاق نار على حدود غزة، فيما ذكرت قناة "ريشت كان"، بأن فلسطيني أطلق النار تجاه قوات الجيش شرق غزة.حسب زعمها
وأكدت إذاعة جيش الاحتلال استخدام الجنود لبنادق القنص "روجر" خلال التصدي للمتظاهرين على حدود غزة.
وأظهر تسجيل فيديو محاولة سحب سلاح جندي إسرائيلي على حدود غزة، وقيام شاب باطلاق النار من مسدس تجاه الجندي من مسافة صفر.
وقالت القناة 13 العبرية، إن الجيش الإسرائيلي يفحص صحة الفيديو الذي نشر بشأن محاولة خطف سلاح جندي وإطلاق نار عليه.
وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان، إن الفصائل الفلسطينية في حالة انعقاد دائم ومتابعة الأحداث وستعمل على حماية شعبنا، وعلى العدو أن يتحمل جريمة إطلاق النار على السلميين ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال. "
وقال الناطق باسم لجان المقاومة في فلسطين محمد البريم "أبو مجاهد":"إذا لم يذعن الاحتلال لمطالب المقاومة الفلسطينية، فلديها من الأدوات ما سيجبره على انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني."
وأضاف "إذا لم يكن هناك اختراق في الحصار على قطاع غزة، فإن المقاومة ستبدأ برنامجًا تدريجيا للضغط على الاحتلال(...)ما لم يأخذه الاحتلال في المعركة لن يأخذه بالسياسة، وسيدفع العدو ثمنًا باهظًا".
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في غزة جميل مزهر خلال المهرجان "إن الإرهاب الصهيوني لم يتوقف عند جريمة حرق المسجد الأقصى، كما لم يبدأ منها، ومستمرة من خلال القتل والمجازر والاستيطان والتهويد والحصار بدعم وتأييد من الامبريالية العالمية المجرمة، وبتواطؤ من أنظمة الرجعية العربية المُطبّعة."
وأضاف مزهر " جسدت معركة سيف القدس صورة مشرقة لوحدة شعبنا وإصراراً على التمسك باستراتيجية التحرير والعودة."
وتابع " واهم هذا العدو الصهيوني أنه باستمرار هذه الجرائم سيستطيع كسر إرادة الصمود والتحدي والمقاومة لدى شعبنا أو ضرب حالة الوعي".
وشدد "غزة كعادتها ستحاصر من يحاصرها، وسينتصر لها شعبها وأهلها في فلسطين كل فلسطين (..) شعبنا لن يرهبه الحصار ولا التجويع ولن تفرقه نار العدوان والإرهاب الصهيوني، وسيبقى واحداً موحداً."
وقال مزهر "إذا ما جاعت غزة فستطعمها نابلس وجنين ورام الله والقدس واللد والرملة من لحم مغتصبيها."
واضاف " نُحمّل العدو الصهيوني والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة شعبنا بالإغلاق والتجويع والحصار."
واستطرد قائلا " نقولها صراحةً، غزة لا تقبل الابتزاز ولم يعد ممكناً استمرار هذا الوضع. إن هذه السياسة لن تكسر إرادتنا، ولن تحقق أهدافها."
وقال "لم يعد ممكناً الاستمرار في الهدوء مقابل عدوان اقتصادي ومعيشي وحياتي مستمر من قبل العدو الصهيوني وتساوق من المجتمع الدولي."
وقال أيضا " ستظل إرادة شعبنا ووحدته قادرة على التصدي لهذا العدوان وانتزاع حقوق شعبنا في الكرامة والحرية والاستقلال والعودة."
واستكمل حديثه بالقول "ولى زمن الاستفراد بأي بقعة من بقاع الوطن، فسيف القدس لم ولن يُغمد، وأي اعتداء على بقعة من فلسطين في القدس والضفة والداخل المحتل هو اعتداء على الكل الفلسطيني، يعطي للمقاومة في غزة كما في الشتات والضفة والقدس الحق بالرد عليها."
واعتبر بأن "الوحدة التي شق طريقها شعبنا بالمقاومة والوحدة الميدانية تتطلب تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي والإجماع الوطني وأهمها التحلل من اتفاق أوسلو."
وقال " ندعو لمغادرة الرهان وبناء التوقعات على مسار المفاوضات العبثية، وإن أي محاولة لاستحضار هذا النهج عبر العودة المباشرة للمفاوضات مع الاحتلال، أو من خلال تفاهمات مع الإدارة الامريكية محكوم عليها بالفشل."
واعتبر مزهر بأن " غزة سفينة نوح للكل الفلسطيني، حمايتها واجب، تعزيز صمودها مهمةً وطنية جامعةً بها ومعها نُملّك شعبنا سيفاً في مواجهة الإرهاب الصهيوني الاستيطاني."
وأكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، يوم السبت، على أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتمرير جرائم الاحتلال في القدس، ودليل ذلك ما حدث خلال شهر رمضان الماضي باشتعال الأراضي الفلسطينية بأكملها تلبية لنداء القدس.
وقال قاسم خلال حديث صحفي إن جريمة إحراق المسجد الأقصى هي من الجرائم الأليمة التي مرت على شعبنا الفلسطيني، حيث شكلت محاولة لطمس الهوية العربية والفلسطينية لمدينة القدس،" لافتا الى أن الصهاينة اعتقدوا من خلال هذه الجريمة انهم نجحوا في تغيب معلم أساسي تاريخي للعرب والمسلمين.
وأضاف" أن حريق الأقصى له أهداف سياسية متواصلة وممنهجة تمثلت باستهداف هذه المدينة وتغيبها والغاء الوجود العربي الأصيل فيها عبر التهويد الممنهج للأرض والإنسان والتهجير العرقي الذي يمارس ويخطط باستمرار كما هو يحصل الان في مناطق سلوان والشيخ جراح."
أوضح أن التضييق على حياة المقدسيين ودفعهم للخروج من المدينة يعتبر هدفًا لا يمكن "لإسرائيل" التنازل عنه، بالإضافة إلى تغيير واقع المدينة المقدسة من خلال الحفريات والتقسيم الزماني والمكاني للقدس".
فيما يتعلق بإقامة المهرجان الوطني شرق مدينة غزة بالتزامن مع ذكرى حريق المسجد الأقصى ذكر، أن المهرجان يأتي في ظل حالة النضال التي يمارسها شعبنا في كل ساحات الضفة والقدس والداخل المحتل وغزة، لافتا إلى أن هذا المهرجان من الأفعال الشعبية التي ينظمها شعبنا الفلسطيني نصرةً للأقصى.
وحول استمرار حصار غزة وتأخر فرص إعادة الإعمار، شدد على أن فصائل المقاومة ومن خلفها حاضنتها الشعبية لن يقبلوا بأنصاف الحلول واستمرار الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 15 عاما.
ويصادف اليوم السبت الحادي والعشرين من آب/أغسطس، الذكرى الــ52 لجريمة حرق المسجد الأقصى المبارك، التي وقعت في العام 1969، أقدم عليها اليهودي المتطرف "مايكل دينيس" الذي قدم لفلسطين من أستراليا.