- بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 24 آب / أغسطس 2021.
حياة قاسية وواقع يثير الألم والفزع يتحمله الشعب الفلسطيني الصامد الذي يئن من وطأة الاحتلال التي فاقت جرائمه كل الممارسات النازية، هذا الواقع الذي يتجاهله مجلس الأمن الدولي والذي يفترض أنه يعبر عن ارادة المجتمع الدولي ومن مهامه ردع المعتدين ورفع المعاناة عن المقهورين، ويواجه الشعب الفلسطيني سياسات الاستيطان والعدوان والتي باتت تهدد وجوده وكيانه ما لم يتحرك المجتمع الدولي لرفع المعاناة عنه، وإن قطاع غزة سيشهد كارثة انسانية يتحمل مسؤوليتها اولئك المتفرجين الصامتين على جرائم الاحتلال واستمرار القصف الاسرائيلي والعدوان وفرض حصار اسرائيلي ظالم ضمن سياسة إعلان الحرب على الشعب الفلسطيني وحكومة الاحتلال تدرك تماماً بأن السبب الأساسي لاحتدام الصراع هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
غياب الموقف الحاسم من قبل المجتمع الدولي وغياب المراقبة والمتابعة والمساءلة واستمرار الاحتلال في خداع العالم وتضليل الرأي العام الدولي وعدم الاستجابة لاستحقاقات عملية السلام والتعدي على الحقوق الفلسطينية يزيد الوضع تعقيدا فلم يكن بوسع حكومة الاحتلال الاسرائيلي إلا الاستمرار في سياسة القتل ومصادرة الأراضي وتضليل الرأي العام العالمي وتوجيه الاتهامات للشعب الفلسطيني وتصويره بأنه شعب إرهابي يمارس الإرهاب ولا يستحق الحياة لأن حكومة الاحتلال جاءت على قاعدة أساسية قائمة على رفض اتفاقيات السلام وجاءت لتمزيق أي معاهدات موقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي سوف تستمر في مناوراتها وتهربها من استحقاقات العملية السياسية وتحاول افشال اي جهود سياسية قائمة وليس بالغريب عليهم تلك المواقف فهي خرجت بعد ولادة عسيرة وجاءت ضمن مخاض صعب مع مختلف الاحزاب الاسرائيلية القائمة على التوجه العنصري وعلى قاعد العدوان للشعب الفلسطيني والتنكر للحقوق الفلسطينية.
الاحتلال هو المشكلة الكبرى والعدوان على الشعب الفلسطيني هو الأساس ولا يمكن لمن كان يحاول القفز عن الشرعية الفلسطينية وقيادة النضال الفلسطيني للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وإرادته وعزيمته وإثناؤه عن المطالبة بحقوقه لتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وحكومة الاحتلال الاسرائيلي باتت في مأزق حقيقي فهى تمارس العدوان ولا تمتلك الا اوراق العدوان والقمع وفرض الحصار وهذه اللغة باتت مكشوفة ولا يمكن ان تمر والعالم اجمع يرفضها وان سياسة فرض الحصار واستمرار الاستيطان لا بد ان تنتهي ولا يمكن لهذا الاحتلال استمراره في المناورات والكذب وتضليل الرأي العام والمحاولة للنيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة.
الصراع لا يمكن أن ينتهي بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال الأرض الفلسطينية واغتصاب ومصادرة الأراضي ولا يمكن للاحتلال أن يستمر في ظل عدوانه الظالم على الشعب الفلسطيني حيث هذا التطاول الواضح على الحقوق الفلسطينية ولا يمكن لأي من كان أن يحاول تمرير مشروع تصفوي استسلامي يهدف إلى إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني.
حكومة الاحتلال تتجاهل الوقائع وتمارس عدوانها الهمجي ضد الشعب الفلسطيني في ظل استمراره بنضاله وتمسكه بحقوقه التاريخية المعترف بها من الشرعية الدولية ولا يمكن لهذا الشعب أن ينسى او يتقاعس امام حقوقه ونضالاته على مدار الزمن وعلى قيادة الاحتلال أن تتوجه إلى السلام وإعادة تقييمها للمرحلة والاستجابة لمتطلبات المجتمع الدولي بدلاً من استمرارها في مخادعة العالم والتوجه إلى عناوين يرفضها الشعب الفلسطيني والاستمرار في تلفيق الحجج الواهية والأكاذيب التي من شأنها فقط أن تؤجج الصراع واستمرار نهجها العدواني الهمجي.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت