في ساعات الصباح الباكر، تستيقظ عائلة داوود البوجي (46 عاماً) بمنزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، لتبدأ زوجته وبناته الست كخلية نحل في مهمة تجهيز الفطائر ومساعدة الأب في العمل.

وسط أزقة المخيم، يتجول البوجي، على دراجته النارية التي صممها بنفسه، والذي كُتب عليها "مخبز الست البنات، لبيع الفطائر الذي يعده مع بناته الست، في المنزل.

ويقول البوجي في لقاء مع وكالة (APA) أن قلة فرص العمل في قطاع غزة، أجبرته على العمل في صناعة الفطائر بمساعدة عائلته، لتكن مصدر رزق لهم.

تتكون دراجة البوجي النارية من صندوق يتفرع منه ثلاثة أقسام، الأول منه عبارة عن فرن، يجهز عليه الفطائر بشكل مباشر للزبائن في الشارع، والقسم الثاني ثلاجة صغيرة يضع بها الأجبان والخلطات الخاصة التي يستخدمها، والأخير لمستلزمات البيع.

يضع البوجي فوق دراجته طاقة شمسية لتبرد الثلاجة على مدار ساعات البيع، ولتشغيل شاشة التلفاز والاضاءة التي يزين بها العربة، لتجذب أنظار الزبائن.

يعرض البوجي على شاشة التلفاز الخاصة في دراجته النارية، طريقة تجهيز العجين في المنزل والخلطات، بمساعدة بناته، كنوع من تشجيع الزبائن على الشراء.

و بدأ الأربعيني بالتسويق لفطائره عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أن لامس النجاح، وتنفيذاً لرغبة الزبائن بأن تكون فطائره حاضرة دائماً، اتجه للبيع في شوارع المخيم.

ولفت البوجي إلى أن الفطائر التي يصنعها في المنزل، لا يستخدم بها أي مواد خارجية، فجميعها من صنعه، سواء الأجبان، أو الصلصة، والزيتون، وغيره من الأصناف الأخرى.

أوضح البوجي أن حجم الاقبال على الفطائر التي يصنعها كبير، لافتا إلى أن تصميم دراجته النارية بهذا الشكل، يشجع الزبائن على الشراء بشكل دائم، خاصة أنها تُصنع مباشرة على الفرن بحسب الطلب".

لا تقتصر الفطائر التي يقدمها البوجي على صنف محدد، بل تتنوع الأصناف لإرضاء رغبة الزبائن، لكن صنف (التميس) يعد الأكثر شهرة لديه.

(التميس) نوع من الفطائر منتشرة في دولتي أفغانستان وباكستان والدول المجاورة لها والسعودية.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد العاطلين عن العمل 383 ألف عاطلاً عن العمل في الربع الأول 2021، بواقع 228 ألف شخص في قطاع غزة، و155 ألف شخص في الضفة الغربية.