من هي المهندسة نادية حبش ؟

نادية حبش

فازت المهندسة نادية حبش بمنصب نقيب المهندسين الفلسطينيين بالضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة للعام 2021 ..فمن هي نادية حبش ؟

المهندسة نادية حبش، من مواليد مدينة القدس المحتلة، هي اليوم اسم لامع في عالم الهندسة المعمارية. وشاركت في تأسيس دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت إحدى أعرق الجامعات الفلسطينية.

أنهت حبش تعليمها المدرسي في القدس المحتلة، وأنهت تعليمها الجامعي في الجامعة الأردنية بتخصص الهندسة المعمارية، وأكملت تعليمها العالي في جامعة متشيغان في الولايات المتحدة لتعمل بعدها أستاذة للهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت قبل أن تستقيل وتؤسس مكتبها الهندسي الخاص.

  لمعت المهندسة نادية حبش في التصميم المعماري لتصبح أبرز مهندسي ترميم الأماكن التاريخية والتراثية على المستوى المحلي، إضافة لاعتبارها واحدة من مؤسسي دائرة الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت وأستاذةً معتمدةً فيها.

حازت حبش على عدة جوائز لمساهمتها في مشاريع البناء والعمارة، كانت آخرها جائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري عن فئة مشاريع مميزة في الهندسة المعمارية والترميم، عن مشروع ترميم قصور عرابة الذي نجح بالتعامل مع الإرث العمراني وإعادة توظيفه اجتماعيّاً.

قصور عرابة وتصاميم بارزة
تقول حبش إن مشروعها الفائز اشتمل على ترميم وتأهيل قصري حسين عبد الهادي وعبد القادر عبد الهادي والقصبة، لاستخدامها على التوالي مركزاً مجتمعيّاً يُعنى بالطفل والأسرة، ومركزاً ثقافيّاً شبابيّاً، وفضاءً عامّاً لإحياء المناسبات والاحتفالات.

وأكدت المهندسة حبش أن اتباع منهجية احترافية في عملية التوثيق والتدخل وتطبيق المعايير العالمية الصادرة عن اليونيسكو والإيكوموس تبعاً للمواثيق الدولية بدءاً من مرحلة التوثيق والتحليل الأثري والمعماري، مروراً بمرحلة التدخل والتصميم المعماري، وانتهاءً بمرحلة التنفيذ والتشغيل؛ هو أهم أسباب الفوز بالجائزة.

واعتبرت حبش حصولها على الجائزة مسؤولية كبيرة وتتويجاً لمسيرة طويلة من المشقة والتعب. وأضافت أن هذه الجوائز تقدم عرضاً لمشاريع مميزة رغم الظروف والبيئة الصعبة التي يعمل بها المهندسون، وهي وعي وتقدير للعمل الهندسي المتبع للأصول الهندسية الصحيحة.

ولم يكن ترميم قصور عرابة العمل الوحيد الذي حصلت من خلاله حبش على جائزة، فكانت لها تصاميم أخرى، منها مشروع حديقة الاستقلال في رام الله، والحديقة الأثرية في قصر هشام بأريحا، وخزانات دير إستيا وكفر عبوش، التي أقيمت في المركز التاريخي للقرية.

بيرزيت بيتي الأول
تقول حبش إنها على ارتباط تاريخي بجامعة بيرزيت، وتفتخر أنها جزء من الجامعة والهيئة التدريسية، معتبرة أنها بيتها الأول والمكان الذي احتضنها عقب تخرجها، وأن الجامعة ساهمت في تطوير مهاراتها أكاديميّاً وعمليّاً، مؤكدة أن نجاحها وتفوقها هما نجاح وتفوق للجامعة أيضاً.

ورغم منع الاحتلال لها من السفر لمدة 28 عاماً، إلا أنها استمرت بالاطلاع على الحركة العمرانية بالعالم وتطوراتها، من خلال المؤتمرات المحلية وورشات العمل، إضافة للاستفادة من العمل الأكاديمي في جامعة بيرزيت، وذلك لسعيها الدائم للارتقاء بالفن المعماري وخلق وعي عام للحفاظ على الموروث التراثي العمراني.

 كلية الفنون ومشاريع مستقبلية
وعملت حبش على تصميم مشروع لإعادة وتأهيل الأحواش في البلدة القديمة لبلدة السموع في الخليل ومواءمتها لاستخدامها لأغراض التنمية الاجتماعية والمجتمعية لإنعاش المراكز التاريخية.

وقد تلقى المشروع اعترافاً دوليّاً بعد اختياره من قبل المجلس الثقافي البريطاني ليموَّل في إطار صندوق الحماية الثقافية البالغة قيمته 30 مليون جنيه إسترليني.

وفي الجامعة، قدمت حبش تصميماً معماريّاً لمشروع كلية الفنون والموسيقى، ويُعمل على تنفيذه داخل حرم الجامعة، وهو المبنى الأول الذي ينفذ للجامعة من تصميمها.

انتسبت نادية حبش لنقابة المهندسين عام اثنين وثمانين، وكانت أول امرأة في فلسطين و الأردن تفوز برئاسة لجنة فرع لنقابة المهندسين .

وفي الحديث عن خوض تجربة انتخابات نقابة المهندسيين، قال المهندسة نادية حبش إن ما دفعها لخوص غمار هذه التجربة هو الشعور بالمسؤولية، مشددة أنها خطوة ليست سهلة ومن شأنها التأثير على مجرى حياتها وعملها المهني، الا انها قررت الترشح بعد تفكير عميق لوجود ضرورة للعمل النقابي لتحصيل الحقوق واعلاء صوت النقابة والحفاظ على استقلاليتها واعادة الدور الوطني لها.

وأكدت حبش أن النقابات هي من المؤسسات الشعبية التي يتوجب عليها تمثيل صوت الشارع، واعلائه لمواجهة قمع الحريات وضمان حرية التعبير عن الرأي، واضافت ان ترشحها جاء ايضا الى جانب وجود ملفات مهنية كثيرة، واشارت أن كل هذه الامور مجتمعة اشعرتها بالمسؤولية لحمل الملف.

ووجّهت المهندسة حبش  كل التحيّة "للمهندسين الفلسطينيين الذين مارسوا حقّهم الديمقراطي بالتصويت".

ورأت حبش أنّ "ما حصل اليوم هو عرس ديمقراطي بمعنى الكلمة، خاصّة وأنّ كل الانتخابات الأخرى "التشريعيّة والرئاسيّة والحكم المحلي" تم تأجيلها".

وأشارت إلى أنّ "هذه أولّ انتخابات تجري بعد كل هذا التأجيل، وعبّرت بشكلٍ مباشر عن نبض الشارع الفلسطيني".

ووعدت المهندسة حبش "كل مهندس وثق بي وانتخبني لمنصب النقيب بأن أهتم بكافة الشرائح والتخصّصات الهندسيّة المختلفة".

وشدّدت على أنّ "قائمة العزم ستمثّل حقوق المهندسين، وسنعمل سويًا على رفع مستوى مهنة الهندسة في فلسطين وسنُناضل من أجل تحقيق كافة مطالب المهندسين".

وفي ختام حديثها ، أكَّدت حبش على أنّ "أحد أهم أسباب خوض غمار انتخابات نقابة المهندسين الشعور بالمسؤوليّة الكبيرة لإعلاء صوت النقابة والدفاع عن الحريّات".

جدير بالذكر أنّ النقابة تمثل نحو 11518 مهندسا ومهندسة في مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ويتكون مجلس النقابة  من 15 عضوًا على مستوى الضفة.

وتجري الانتخابات، بنظام انتخاب ثلاثة مستويات، وتضم انتخاب مجلس النقابة، وانتخاب لجنة فرعية لكل محافظة، وانتخاب أعضاء المؤتمر العام والذي يعتبر كبرلمان، ويختلف من فرع لآخر بحسب حجم المحافظة.

وتشكل الدورة الحالية (2021 – 2024) الدورة رقم 20، حيث تجري انتخابات نقابة المهندسين دوريا كل ثلاث سنوات.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله