- كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
ناجي العلي ... كان أحد مجاديف الوطن في قارب النجاة ، وسط ظلام دامس وتلاطم أمواج هائجة تتقاذف السفينة من كل اتجاه ، فكان ناجي حلماً وأملاً للنجاة والوصول إلي بر الأمان ، قاوم بكل قوته ليحمي سفينتنا من كل المتسلقين والانتهازيين ، رفع صوته عالياً فأزعج الكارهين أن تكن فلسطين أولاً وأخيراً هي العنوان والهدف ، لم يجامل أحد على حساب مواقفه الوطنية ،
ناجي العلي ... حنظلة فلسطين ، و مرارة الوجع الوطني ، ونزيف جرح القضية ، كلمة حق صرخت في عتمة هذا الصمت لتنير درب الأحرار ، قال بريشته ما لم يجرؤ على قوله أحد ، وكان ناجي يعلم جيداً المصير ، فقال: اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت ،
كأن ناجي يقول لنا أن الثائر الحر والقلم الحر يواجه كل الطعنات الغادرة ولكنه لن يستسلم ، لأن الأحرار أحرار بكل شيء حتي باختيارهم موتتهم ، فهم يختارون أن يموتوا شامخين بلا تردد ولن تغريهم كل المغريات ولن توقفهم أو ترهبهم كل التهديدات ،
رصاصات غادرة آثمة اخترقت جسد ناجي ظناً منهم أن ناجي سيموت ، فكانت تلك الرصاصات حياة وبقاء لنهج وفكر ناجي الثائر ، وبقي حنظلة وفياً للوطن ، وظل ناجي بيننا برسوماته وكلماته خالداً فينا لن يرحل ،
ومازالت كلمات ناجي صرخة ثائرة مدوية لا تتراجع ولا تستسلم فقال: حنظلة وفّى لفلسطين ، وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك ، إنه نقطة عرق من جبيني تلسعني إذا جال بخاطري أن أجبن أو أتراجع
ناجي العلي صرخة الحق والحقيقة في وجه الظلم ، وتعبيراً صادقاً عن الوجع والألم الممتد من وطن مسلوب الى الشتات ومخيمات اللجوء ،
ناجي تعبير عن معاناة شعب تمتد من خيمة إلى خيمة ومن مخيم إلي مخيم ومن لجوء إلى لجوء ،
ناجي الثائر الذي عرف الطريق إلى فلسطين فحمل ريشته نبضاً ثائراً وصرخة بوجه العدو والمتخاذلين فقال: الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة ،
ناجي العلي الإنسان الذي يشبه شعبه البسيط بكل شيء ، ناجي المنحاز دوما إلي البسطاء والفقراء المتمترسين في خط الواجب الأول وفي المقدمة بالمعركة المتفانون تضحية للوطن ، فأعلن ناجي عدم الحياد وانحيازه إلى الكادحين والبسطاء والفقراء فقال صارخاً: أنا لست حيادياً، أنا مع الـ "تحت"، مع أولائك الفقراء البسطاء الذين يكونون دائماً عند خط الواجب الأول، أولائك الذين يسكنون تحت سقف الفقر الواطي ولكنهم يقفون عند خط المعركة العالي
تمر السنين ولم تزل كلمات ناجي تنجينا من وباء الانتهازية والنفاق ، وتلهمنا إيماناً بأن شمس الحقيقة لا ولن تغيب ولن تحجبها رصاصات الغدر ، وستبقى كلمات ناجي ورسوماته خالدة ، وصرخة مستمرة بوجه الاحتلال والظالمين ، وسيبقى حنظلة شامخاً يعرف ما يريد ، لا تخدعه الكلمات والشعارات والخطب السياسية ، وسيبقى حنظلة الشاهد على معاناتنا وجرحنا، المعبر عن صرختنا وانحيازنا لفلسطين كل فلسطين ولكل وطننا العربي
وستبقى كلمات ناجي لنا درباً وفكراً وهو يصرخ: أنا ضد التسوية ولكن مع السلام، وأنا مع تحرير فلسطين وفلسطين هنا ليست الضفة الغربية أو غزة، فلسطين بنظري تمتد من المحيط إلى الخليج ،
ناجي لم يمت ، فالعظماء لا يموتون ... بالدم نكتب لفلسطين
31-8-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت