محور الأمة ومستقبل لُعبة الأمم

بقلم: السيد بركة

السيد بركة
  • بقلم: السيد بركة

 بتاريخ 31 أغسطس 2021
 
الكلمة أمانة، وأي امانة، مقروءة كانت او مسموعة.
 وفي عالم متوحش وظالم يريدك أن تغض الطرف عن إجرام وبشاعة الأغنياء والأقوياء وينتظر منك لا بل يفرض عليك أن تلاحق الفقراء والضعفاء، بالتهم والدعاوي الباطلة كي لا يشوشوا على أكابر المجرمين بتنفيذ مخططاتهم الجهنمية التي تبيد شعوبا وتلغي دولا بجرة قلم كما يقولون.
ومظلومية فلسطين وشعب فلسطين وعدالة القضية أوضح من الواضح وهي كالشمس التي يقر البشر جميعا أنها مستحيل أن تغطى بغربال  ولا بأي شيء يخطر ببال!
إضافة لفلسطين، بلد مثل العراق عنوان للحضارة والثقافة وللغنى وبرمشة عين وبقرار صادر عن معتوه "بوش الابن" يدَّعي اتصالا بعيسى"ع" وبالسماء اتخذ ب2003م تم تدمير البلد واغراقه في ظلام من الأزمات المادية والمعنوية وأٌطلق عليه برابرة القرن الواحد والعشرين ومغوله لاحقا "الدواعش" فأصيب هذا البلد الجميل في صميم إرادته وفي صميم كرامته وهو لمّ يتعافى بعد.
افغانستان ديست ولاتزال تداس بكل انواع الأحذية العسكرية وغير العسكرية وتكالبت عليها أهم اجهزة المخابرات الشيطانية امريكية وغربية وصهيونية وحتى اسلامية بدون وجه حق ولا تزال افغانستان في مهب الرياح الدولية الشيطانية العاتية وكأنها غير مسكونة بالبشر والعياذ بالله.
اما اليمن وما ادراك ما اليمن السعيد بأهله بماضيه وبحضارته وقيمه وشيمه، فجأة اجتمع العميان الذين لم يروا مأساة فلسطين وشعبها وكأنهم لم يسمعوا بها، اجتمع العميان من قادة المسلمين والعرب بقيادة حامي الحرمين!! وبكل حزم وعزم قرروا تحرير اليمن من اليمنيين ، فكانت الحرب اللعينة التي دخلت عامها السابع وصُنعت مأساة انسانية جديدة بلا معنى وبلا هدف سوى تدمير قيم الأمة وثرواتها ولاضعاف الأمة وإلهائها  بعيدا عن فلسطين وعن مواجهة المحتل الغاصب للقدس وفلسطين (الكيان الصهيوني).
أما لبنان (سويسرا العرب) في سبعينيات القرن الماضي، لبنان الجمال والثقافة والحرية والابداع، لبنان هذا حينما أصبح لبنان المقاومة والتحرير ووُلِد فيه نموذج تحرري انساني أعاد للعرب – مسلمين ومسيحيين- طعم العزة والكرامة من  خلال تحرير ارضه دون قيدا او شرط ، وأذل عدو الأمة في تموز2006م وحطم على صخرة صموده أحلام ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد، إضافة لكل ذلك هزم البرابرة الجدد ومغول العصر (الدواعش).
هذا اللبنان الذي فشلت القوى الشيطانية الدولية والاقليمية في كسر شوكته أمنيا وعسكريا أٌعلنت عليه الحرب الاقتصادية الضروس والتقى العجم  والعرب وعلى رأسهم كالعادة الصهاينة والامريكان وحامي الحرمين!! .. على ضرورة تحرير لبنان من النموذج –اللعنة-في نظرهم-وحاشاه- نموذج الحرية والاستقلال ونموذج العزة والكرامة المفقودتين من الخليج الى المحيط.
وللتاريخ كل الحروب التي عاشها لبنان واللبنانيون، كان البعض في لبنان ينجح في النأي بنفسه عن آثار الحروب، أما هذه الحرب الارهابية الاقتصادية المتبّناة والمحتضنة من حامي الحرمين فهي نجحت بامتياز في أن تطال كل اللبنانيين وأن تغطي كل مساحة لبنان وأن تصيب اللبناني في روحه ورزقه وكرامته كما لم يحدث  في أي حرب تعرض لها البلد من قبل.
وأختم بسوريا، وما أدراك ما سوريا، هذا البلد الآمن الجميل الوحيد الذي "ديونه صفر"ويعيش مما يزرع ويصنع وهو رمز للاستقلال الحقيقي أي الاستقلال الاقتصادي هذا البلد، حلت به اللعنة وقرر الشياطين انفسهم الدوليين والاقليميين وعلى رأسهم حامي الحرمين كالعادة هو ابرز الحاضرين في افغانستان والعراق واليمن ولبنان وسوريا لأنه أي حامي الحرمين لم يعرف له مكانا تحت الشمس بعيدا عن الامريكان والغرب والصهاينة.
نعم قرر الشياطين الكبار والصغار تصفية الحساب بأثر رجعي مع سوريا تصفية حسابات تتعلق بالقضية الفلسطينية والثورة الاسلامية الايرانية وبالعمق تصفية حسابات تتعلق بموقف سوريا القومي والمبدأي والثابت اتجاه فلسطين وحتمية تحريرها من الكيان الصهيوني الغاصب.
لذلك شُنت حرب كونية على سوريا التقى فيها السلاح الامريكي والغربي والصهيوني مع مليارات الخليج وتم استجلاب مغول العصر من كل جنسيات الارض لانهاء سوريا  وتدميرها ولتوجيه ضربة معلم لخط المقاومة والثورة في المنطقة والعالم وبالتالي كسر ظهر المقاومة في لبنان وفلسطين، وحرمان ايران من أي تعاطف أو دعم أو تواصل معها لخدمة فلسطين ونهضة الأمة.
وبالتالي توجيه الضربة القاصمة للمشروع التحرري الحقيقي الذي يمثله محور طهران القدس (محور المقاومة) (محور الأمة).
وماذا بعد؟؟!!
وأي خلاصات يمكن الخروج بها اليوم والان؟!!
1-   أي مستوى من المراقبة والمتابعة (للعبة الامم يكتشف المراقب أن البنية العالمية أو الدولية للنظام العالمي تتصدع بقوة، وأن بنية الهيمنة وعلى رأسها امريكا والصهاينة وقبضتها تضعف وتتراجع بما لا يدع مجالا للشك في ذلك، وهذا ما يعبّر عنه فشل امريكا ومعها الغرب في تحقيق نموذج نجاح واحد في أي ساحة من ساحات المنازلة والاشتباك المشار إليها أو غيرها، اذن لم تعد امريكا هي أمريكا التي كانت، ولم تعد اسرائيل هي اسرائيل التي كانت، والمواجهة مع ايران ومحور المقاومة وتطوراتها في فلسطين التاريخية وفي المنطقة العربية وفي البحار والمحيطات أكبر دليل على ذلك.
2-   في مواجهة لعبة امم عالمية لا ترحم لابد من اللعب بطريقة جديدة ومختلفة عن كل ما سبق، اقصد لابد من لاعب أممي يملك رؤية أممية شاملة ومستعد لخوض المعركة على مسرح أممي، وحاضر لمواجهة كل الأبعاد الأممية ( اعلامية، ثقافية، عسكرية واقتصادية الخ) هذا اللاعب اليوم موجود وتعوه اسمه "محور طهران القدس" أو محور المقاومة أو محور الامة، رأس حربته فلسطين وعلى رأسه وفي القلب منه "طهران الثورة".
والجديد في الامر أن اللاعب هذه المرة لا يمثل قطرا بعينه رغم قيامه بدوره الوطني المحلي بكل جدارة واقتدار إلا انه في الوقت ذاته يمثل أمة ويمثل الانسانية معا في آن واحد.
أي أن النموذج التحرري رغم وطنيته الباهرة الا انه لا يرى نصرا الا من خلال نموذج الامة وجهد وطاقة وقدارت الأمة وجبهة الامة.
 بوضوح أكبر النموذج الجديد لا يرى نصرا إلا من خلال أممية تحررية تأخذنا عبر انتصاراتنا على عالم جديد ومثل وقيم جديدة لنجد أنفسنا أمام أمم متحدة مختلفة عما هو موجود ونظام عالمي جديد مختلف عما هو موجود حتى اللحظة.
وحتما عالم اكثر تحررا واستقلالا واكثر عدلا وانسانية مما هو عليه الان، وكما أن بنية الهيمنة تتصدع فإن بنية اللاعب  الجديد تتعاظم وتتماسك لحظة بلحظة.
3-   لذلك لابد من التمايز "وامتازوا اليوم أيها المجرمون" نعم لابد من معايير جديدة تجعلنا نعرف ونحدد العدو من الصديق والولي الناصر من الخائن الغادر لأن المعركة اصبحت جدية أكثر من أي وقت مضى فلا وقت للوقت، والخطر كل الخطر من المواقف الضبابية والقيادات الرمادية، لان هكذا معركة "لعبة الامم بجد"تحتاج نماذج من الزعماء الكبارالذين يمثلون شعوبهم وأمتهم وتنحني لهم البشرية لأنهم صناع مجد للانسانية وهم يستعيدون مجد شعوبهم وأمتهم، أما الصغار الذين لا يشبهون شعوبهم في شيء ناهيك أن يشبهوا أمتهم والذين هم في حقيقتهم معجبون بالنموذج الامريكي الغربي الصهيوني، ومستعدون في أعماقهم للحرب معه لأنه يمثل الحرية والعدالة والمساواة، وبالتالي غاية طموحهم هؤلاء الصغار أن يعترفوا بهم وأن يكرسوا شرعيتهم، ويحفظوا لهم وظيفتهم المجللة بالعار والشنار لأنهم اختاروا جبهة الشيطان، ولم تنشرح صدورهم لجبهة الرحمن –جبهة الأحرار الأحرار والرجال الرجال.
وعلى سبيل المثال لا الحصر ما الذي ينتظره أي حر وأي عزيز مهما كان دينه ومعتقده من أمثال: عباس وبن سلمان وبن زايد وملك المغرب محمد السادس وأمثالهما في الساحتين العربية والاسلامية.
نعم لابد من التمايز ولابد  من اليقظة والحذر الشديدين لأن من حق شعوبنا علينا أن نعجل بالفرج وبالنصر المبين، وأن نعفيهم من المعارك نعم لابد من التمايز ولابد  من اليقظة والحذر الشديدين لأن من حق شعوبنا علينا أن نعجل بالفرج والنصر المبين، وأن نعفيهم من المعارك التي لا حصاد منها إلا المزيد من الحصار واهدار الكرامات وتوسيع دائرة الاذلال وأن نُشفي صدورهم ونُذهِب غيظ  قلوبهم بالنتائج المتراكمة لصالح حسم الصراع لصالح الحق وجبهة الحق وجبهة فلسطين وجبهة الانساينة الباحثة عن العدالة للانسان مطلق انسان.
الخلاصة/ أمريكا وجبهتها في تصدع وإلى أفول
ومحور المقاومة (محور الأمة) يزداد قوة وتماسكا وهيبة ونفوذا وهو يراكم القوة والانتصارات وهو في صعود لافت ولمن يريد أن يسمع ويرى وإعادة الحسابات مفتوحة ومطلوبة من الجميع، كي يأخذ كل انسان موقعه ودوره الطبيعي، مهما كان حجمه ونوعه في المساهمة في اعادة المجد والعزة والكرامة لفلسطين وللامة وللانسانية حتى لا يجد الواحد منا نفسه وهو يضع الحب في طاحونة  الاعداء وهو لا يدري.
ولعل أفضل ما اختم به للتعبير عن اللاعب الجديد الذي يلعب باسم الامة ولصالح الأمة المثل الرائع (ما ينفع السِّرب حتما ينفع النحلة).
وما ينفع الأمة حتما ينفع أوطاننا، وكل نجاح أصيل حقيقي هنا وهناك هو نجاح لنا وللأمة جمعاء. والسلام على من اتبع الحقيقة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت