أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني والاتحاد الأوروبي عن اختتام برنامج القدس التمويلي الذي هدف إلى تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القدس، حيث استفاد من البرنامج بمرحلتيه الأولى والثانية أكثر من 75 مشروعاً، 30% منها مشاريع جديدة بدأت أعمالها بعد توظيف التمويل المقدم من البرنامج، في حين استفادت باقي المشاريع في توسيع أنشطتها الإنتاجية، وتنمية أعمالها التجارية وتوفير مزيد من فرص العمل.
جاء ذلك خلال حفل استقبال نظمه الصندوق والاتحاد الأوروبي في مطعم وكوفي شوب "The view" في فندق الهولي لاند في المدينة المقدّسة للمستفيدين من البرنامج.
وقد بلغ حجم المنح المقدّمة 3.5 مليون يورو مقدمة من صندوق الاستثمار الفلسطيني والاتحاد الأوروبي، وقد تم منحها للمشاريع المقدسية شريطة تقديم أصحاب المشروع نفس مبلغ المنحة، الأمر الذي ساهم في ضخ حوالي 7.0 مليون يورو في الاقتصاد المقدسي، في حين تنوعت المشاريع المستفيدة من حيث القطاع، فمنها المشاريع السياحية، والتعليمية، والمتخصصة في الصناعات الخفيفة، والمشاريع التجارية، والعاملة في قطاع الخدمات الصحية وغيرها من القطاعات.
وقال فادي الدويك، مدير عام صندوق الاستثمار الفلسطيني: "كلنا فخر باختتام هذا البرنامج بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، حيث يولي الصندوق أهمية استثنائية لمدينة القدس للمكانة التي تحتلها في وجدان شعبنا الفلسطيني، وضرورة تعزيز هويتها الوطنية والدينية والثقافية".
وأضاف الدويك: "ينفذ الصندوق برنامجاً استثمارياً في مدينة القدس يهدف إلى تعزيز اقتصاد المدينة، وتمكين أهلنا المقدسيين من الصمود فيها، وتوفير فرص العمل لهم وإعادة إحياء الأهمية الوطنية والسياحية لها، ناهيك عن البرامج التي يشترك في تنفيذها الصندوق مع مجموعة من المؤسسات المحلية والدولية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تمكين وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة في القدس".
كما أعرب الدويك عن شكره للاتحاد الأوروبي قائلا: "أتقدم بالشكر الجزيل للاتحاد الأوروبي على جهودهم المبذولة لتطوير اقتصاد مدينة القدس، وخاصة تمويلهم المشكور لبرنامج القدس التمويلي، والذي نأمل من خلاله استمرار التعاون والشراكة فيما بيننا، من أجل تمكين المزيد من المشاريع المقدسية من تنمية أنشطتها وخاصة في ظل هذه الظروف الصحية والاقتصادية والسياسية الصعبة".
وبدوره، قال جمال حداد، مدير محفظة المشاريع الصغيرة في الصندوق: "استفادت المشاريع المقدسية من برنامج القدس التمويلي من خلال توسيع أعمالها والدخول إلى أسواق جديدة، كما ساهم البرنامج في الحفاظ على وتوفير أكثر من 560 فرصة عمل لأهلنا في القدس، وهذا إنجاز نفخر به عندما نتخيل أعداد العائلات المستفيدة من فرص العمل تلك".
وتابع حداد بقوله: "تميزت المشاريع المستفيدة بتنوعها القطاعي، وهذا سبب وجيه لنجاح البرنامج في تفعيل مجموعة من القطاعات الاقتصادية في القدس، بالإضافة إلى أن حوالي 20% من المشاريع المستفيدة هي لنساء، وأكثر من 67% هي مشاريع متناهية الصغر. كما أننا حصدنا بالشراكة - مع الاتحاد الأوروبي - ثمار هذا البرنامج من خلال المساهمة في افتتاح أكثر من 20 مشروعاً جديداً، وتطوير وتنمية حوالي 55 مشروعاً آخرين".
ومن جهته، قال جيرهارد كراوس مدير التعاون في مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس: "طوّر الاتحاد الأوروبي على مدار السنوات الماضية برنامجًا متنامياً لدعم القدس الشرقية، وذلك بهدف المساهمة في تحسين الظروف المعيشية لسكانها الفلسطينيين. وقد بدأ هذا البرنامج منذ ما يزيد عن 15 عامًا، ولا يزال قائمًا حتى يومنا هذا بفضل مبادرة محددة وهي "برنامج القدس الشرقية". ومن خلال هذا البرنامج، يقدم الاتحاد الأوروبي حوالي 12 مليون يورو كل عام لتلبية الاحتياجات والقطاعات المتعددة في المدينة. إن الصمود هو جوهر هذا العمل، والصمود هو ما نحتفل به اليوم مع صندوق الاستثمار الفلسطيني، ونحن فخورون بدعم العديد من المشاريع، وخلق العديد من فرص العمل للفلسطينيين في القدس الشرقية. قد تبدو كل هذه الجهود بعيدة عن السياسة، لكن كل تلك الأنشطة الصغيرة هي نسيج الحياة اليومية في القدس الشرقية، وتساهم في حياة اقتصادية مزدهرة للمدينة، مع التأكيد على أن الحياة الاقتصادية الفلسطينية حاضرة وبقوة في القدس الشرقية."
وتخلل حفل الاستقبال عرض فيديو حول إنجازات المشروع، وإطلاق خارطة تفاعلية تعريفية للمؤسسات المستفيدة ودليل "اشتر من القدس" لكافة المؤسسات وما تقدمه من خدمات ومنتجات في المدينة المقدّسة.