-
حماس تنعى القيادي الدكتور عصام الأشقر
توفي القيادي في حركة حماس البروفيسور الفيزيائي د. عصام الأشقر من مدينة نابلس متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
ورحل القيادي الأشقر بعد معاناة مع المرض لمدة 6 شهور، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وسيتم إلقاء نظرة الوداع على القيادي الأشقر غدا السبت في تمام الساعة العاشرة صباحاً في مسجد إسكان جامعة النجاح في نابلس، وسيشيع جثمانه عقب صلاة الظهر في مسجد العين في مسقط رأسه صيدا - طولكرم، حيث يوارى الثرى.
وستقبل التعازي غدًا اليوم الأول في قاعة الشهداء - قرية صيدا قضاء طولكرم للرجال بعد صلاة العصر. وللنساء في بيت أخيه الأستاذ حسن أشقر "أبو رضوان" الكائن في صيدا – طولكرم، وفي اليوم الثاني والثالث ستقبل في قاعة إسكان جامعة النجاح في المعاجين- نابلس للرجال بعد صلاة العصر، وللنساء في بيته الكائن في إسكان جامعة النجاح في المعاجين - نابلس.
القيادي الأكاديمي
ولد عصام راشد الأشقر في العاشر من حزيران عام 1958، في بلدة صيدا، شمال مدينة طولكرم، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت.
درس في مدرستي بلدتي صيدا وعلار، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة عتيل عام 1977، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء بتفوق من جامعة اليرموك في الأردن عام 1980، والماجستير في الفيزياء من الجامعة الأردنية عام 1982، والدكتوراه في الفيزياء من جامعة أوهايو Ohio University في الولايات المتحدة عام 1989.
عمل في جامعة النجاح الوطنية بعد حصوله على الماجستير، كما درَّس لعام كامل في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة، ثم عاد للتدريس مجددا في جامعة النجاح عام 1990، وحصل على درجة الأستاذية في الفيزياء (درجة بروفيسور) عام 2005، وكان رئيسًا لقسم الفيزياء في الجامعة ما بين عامي 2000 – 2002.
تمكن الأشقر خلال مسيرته الأكاديمية من نشر 136 بحثاً علمياً محكمًا في مجلات علمية عالمية في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
صدر للأشقر عدد من الكتب منها كتاب "دعاء المسلم" باللغة الإنجليزية عام 1989، وكتابان حول منهاج تعليم الفيزياء للمستوى الأول والمستوى الثاني لطلبة الفيزياء في جامعة النجاح عام 1995، وكتاب الفيزياء الرياضية المخصص لطلبة مستوى الماجستير في الجامعات الفلسطينية.
وتأثر الأشقر وتبنى الفكر الإسلامي في سنوات شبابه المبكر، ونشط دعويًا واجتماعيًا خلال دراسته للدكتوراه، لينضم للحراكات الإسلامية، ومع انطلاق حركة حماس انطوى تحت صفوفها، وكان أحد أبرز مثقفيها وقياداتها.
اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1998، تعرض خلالها للتحقيق ثم أفرج عنه بعد شهر، واعتقل مرة أخرى عام 2006 إثر فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ليقضي في الاعتقال الإداري عامين كاملين.
ثم اعتقل مجددًا عام 2009 إداريًا مدة عام ونصف، وأصيب خلاله بحالة اختناق أثناء احتجازه في إحدى الزنازين الضيقة كاد يفقد حياته فيها، وتبين أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم.
كما اعتقل إداريًا عام 2016 وقضى عامًا ونصف أغلبها في مستشفى سجن الرملة، حيث أصيب بجلطة فقد إثرها الإحساس بيده ورجله اليمنى، ورفض الخضوع لأي عمليات جراحية نتيجة استمرار اعتقاله.
ومنع الاحتلال الأشقر من السفر منذ عام 1996 حتى وفاته، ما أثر على مسيرته العلمية.
ونعت حركة حماس القائد عصام الأشقر "أبو مجاهد"، واستذكرت في بيان النعي حياة حافلة "بالعطاء والعلم والجهاد والدعوة إلى الله، والعمل التنظيمي "الذي ظل الدكتور عصام أحد رواده حتى رحيله. حسب البيان
وتقدم الحركة بالتعزية من عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه وأهالي بلدته صيدا وعموم الشعب الفلسطيني، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى" المشاركة الواسعة في تشييع جثمان الدكتور عصام الأشقر، وفاء لرجل تميز بجمعه بين العلم والمقاومة، فرغم ملاحقة الاحتلال والاعتقالات، ترك خلفه أكثر من ١٢٠ بحثا علميا في مجال الفيزياء، كما نال درجة الأستاذية في جامعة النجاح."حسب البيان
وقالت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني منى منصور إن" فلسطين فقدت اليوم عالما فذا ومجاهدا كبيرا بوفاة القيادي البروفيسور عصام الأشقر، والذي عرف عنه العمل بإخلاص وصمت."
وأشارت منصور إلى أن كل من عرف البروفيسور الأشقر من أكاديميين وطلبة ومواطنين وجيران وزملاء وأصدقاء وعلماء يشهدون له بصلاحه وجده واجتهاده والتضحية والعمل النقي الخفي.
وأكدت منصور أن" الأشقر أمضى حياته بين الجامعة في التربية والدعوة والتعليم، وبين المعتقلات وميادين مقاومة الاحتلال والثبات في سبيل إعلاء كلمة الله".
وقالت: "قلوبنا تنفطر اليوم لفقدانه، وهو الذي صبر على المرض لأكثر من 7 شهور قضاها في العناية المكثفة بعد أن أصيب بالكورونا".
وأضافت النائب منصور: "كل الكلام الذي يقال لن يفي البروفيسور عصام الأشقر حقه، لإنه كان إنسان يعمل بالصمت وليس بالضجيج، وأنشأ عائلة كريمة محتسبة مجاهدة صابرة".
ولفتت منصور إلى أنه ولعقلية الأشقر الفذة، وتأثيره الكبير على كل من يلتقي به، فقد كان دوما ملاحقا، ويلاحق كل من يلتقي به أو يجلس معه، خوفا من أن يتأثر بفكره الناس، إلى جانب منعه لفترات طويلة من الحديث مع الناس وزيارة قيادات العمل الإسلامي في المدينة.