- بقلم كرم الشبطي
الجذارية المصلوبة
هنا الغير معلن نعم
تغربنا ونحن لا نعلم
نعود نسأل من السبب
بأي حال نشبه العرب
لما الهرب من الكرم
من يفسر معنى الوطن
هو لعبة أم مجرد كلمة
تسكن فينا ونبحث غيبا
يغيب الحقائق ويتركنا
ننتظر وننتظر وننتظر
ما يحقق الحلم اشارة
باتت في أي روح سترد
عفوي أم مبطن أو مخفي
لماذا لم نكن جاهزين
للطريق المعبد ملايين
مشتتين باسم اللاجئين
هي وحدها للفلسطينين
علينا احسان التحصين
للانسان للحرية تربية
فكر وثقافة وأدب حي
يحيينا بما معناه هو
من يصنع ارادة التسلح
حرف وقلم ورصاص من دم
يكتب ويخاطب ويعشق روح
غادرت كأي مغادر هاجر
جذوره من الأرض تناجي
لا تكن مثل الغيمة أنت
كن الشمس والقمر حياة
لمن لم يعلم معناها
أمطارك ستصل وسنشعر
بوحدة الجسد توأمة
نتألم منها وبها خير
لن يتحقق ونحن نتغرب
عودوا بنا لحيث ولدنا
عرايا نطلب حريتنا
ألوان الأقمشة لن تستر
ولا تعدد الرايات يبشر
الانتماء وحده يعززننا
يخرجنا من تحت الركام
لنقول لهم نحن الأحرار
لا نقبل الحكم ولا القسمة
ما لم تكن خارطة مكتملة
ينظر اليها أبعاد الكون
يبكي بحرقه ويفرح للوردة
أصل الحكاية والرواية
شمعة تمثل تاريخ الثورة
بنزفها وبركانها ونارها
عيون طفل وطفلة ترسم
أحلامها في وديانها
وفي أنهارها وبحرها
كلمة السر رقم الدرب
لبوصلة فقدت قيمتها
وتنتظر معنا عودتها
لتشير لهناك وتوثق
خطايا أكبر من أسفنا
من جرمنا بحق أنفسنا
ماذا فعلنا ولماذا
تركناها مبصرة يتيمة
ليس لها أب ولا جد
ماتوا من قصف المحتل
ومن يومها بكت السماء
غضب يلحق غضب ونصمت
داخلنا وخارجنا حياة
تسمى لهم ولنا الحياة
لكنها ليست حياة أبدا
لم نشعر فيها يوما
احساس العبودية قهر
يولد الخجل والغدر
مهما هربنا سنسمع
صوت الأمعاء الخاوية
وصوت الفقراء صرخة
تدوي في ذاكرتنا
باسم المخيم والقرية
مدينة مسلوبة ومغتصبة
من يعلم بها مثلا
ماذا تعني لهم
في أدبياتهم
وفي أديانهم
محرقة للعقل
دون التنبوء
بما سيحدث
انهيار الجدار
للمسجد للكنيسة
كما انهارت الجبال
ونحن لم نعلم كيف
صامدة من ورقة التوت
كعظام هشة كتب عليها
كنعانيون سكنوا هنا
قبائل وأجناس متجانسة
والجنس كان مدخل التغيير
أكثر من أي تبديل للزمن
غير أننا لم نقرأ وحيا
حذرنا مليون مرة ونجهل
وحتى أنا معكم أبصر
ولا أعلم متى الحدث
سيكون جاهزا للنور
مع أي شروق وغروب
سوف يختل فيه الميزان
للعدالة قدر الأحكام
المشرعة في غابة النسيان
قوم يلاحق قوم متشعب الفروع
كشجرة غريبة عن بلادنا
زرعوها وحقنوها بالإبر
كي تكبر على حساب أشجارنا
التي لم تمت وما زالت تثمر
وتنضج بأجيال تتذوق طعمها
وتسأل عن تلك الفاكهة
ما اسمها وما تاريخها
ومن قال أنها لا تنجب
كما أنجبت ميلاد فخرا
من حيث البرق والرعد
والشهب ودوران الزمن
عودة لمن لا عودة له
بقلم كرم الشبطي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت