أعمال تجريف بمقبرة في القدس ودعوات من الجماعات الاستيطانية لاقتحام كبير للأقصى

أعمال تجريف بالمقبرة اليوسفية صباح اليوم (وليد سلايمة)

نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، أعمال تجريف في مقبرة الشهداء، وهي جزء من مقبرة اليوسفية في مدينة القدس المحتلة، وذلك من أجل إقامة حديقة توراتية وحديقة عامة بالمكان.

وقالت مصادر محلية، إن سلطات الاحتلال نفذت عمليات تجريف في الجهة الشرقية من المقبرة اليوسفية، والتي تضم رفات شهداء فلسطينيين ومن الجيشين العراقي والأردني.

وتأتي عمليات التجريف، بعد أن استجابت المحاكم الإسرائيلية لطلب بلدية الاحتلال في القدس وما تعرف بـ"سلطة الطبيعة"، باستئناف أعمال التجريف في أرض مقبرة اليوسفية.

ونقل موقع "عرب 48"، عن المحامي المقدسي حمزة قطينة، أن قرار المحكمة يشمل كذلك السماح بتحويل قطعة الأرض إلى حديقة عامة من أجل ضمان منع المسلمين من استحداث قبور جديدة فيها، وكل ذلك يأتي ضمن مساعي تهويد القدس وتغيير تاريخها وجغرافيتها.

تجريف 2

وتأتي أعمال التجريف تزامنا مع الهجمة الشرسة على المقدّسات والمقدسيين، متجاهلة وجود عشرات القبور في المقبرة بما في ذلك صرح الشهداء الأردنيين والعرب في حرب 1967، ومتجاهلة حرمة المقابر ومشاعر المسلمين تجاه تهويد مقابرهم.

وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر كانون الأول/أكتوبر 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، وذلك لصالح "مسار الحديقة التوراتية".

وتقع مقبرة اليوسفية شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة من قبل سلطات الاحتلال وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.

وفي إطار ذلك هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وأزالت درجها الأثري أيضا إضافة إلى الدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة، أعدت منذ فترة طويلة.

وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.

وتعتبر أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء.

وتعمل بلدية الاحتلال منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.

تجريف
إلى ذلك، دعت حركة حماس، يوم الأحد، الجماهير الفلسطينية إلى النفير، وتصعيد الفعاليات الرافضة للدعوات التي تطلقها جماعات استيطانية لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد العبرية التي تبدأ غدًا الإثنين.

وخاطب محمد حمادة الناطق باسم حماس عن مدينة القدس في تصريح صحفي، الجماهير الفلسطينية، قائلًا: "اجعلوا من أيام أعيادهم أيام غضب يصب فوق رؤوسهم، إذا فكروا في العدوان وتدنيس الأقصى".

وأشار إلى أن هذه الاقتحامات المدبرة تتم بحماية من قبل جيش الاحتلال وشرطته.

ودعا الناطق باسم حماس، المرابطين لتكثيف تواجدهم بالأقصى، للتأكيد على أن المسجد ليس وحيدًا، وأن له رجالًا يحمونه، كما قال.

وأضاف حمادة "ليعلم المحتل أن مقاومة شعبنا الفلسطيني لن تمرر للمحتل أي تعسف واعتداء صارخ بحق القدس والمسجد الأقصى، وأنها جاهزة ومتأهبة لصد العدوان وحماية طهر المسجد الأقصى، والدفاع عن أهلنا في القدس".

وصدرت دعوات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى خلال ما تعرف بـ”أيام التوبة” وهي الأيام العشر الممتدة من رأس السنة العبرية حتى يوم الغفران.

وجاء في الدعوات الاستيطانية المعممة: “اقتحم ولا تخف فالشرطة تحمي جبل الهيكل”، وذلك في مسعى من ما يسمى “جماعات الهيكل” لطمئنة المستوطنين المقتحمين.

وتسعى الجماعات الاستيطانية لاقتحام الأقصى اعتبارًا من يوم الثلاثاء، بأعداد كبيرة، ووبمماسرات استفزازية مثل النفخ بالبوق داخل الأقصى، وأداء صلوات جماعية علنية.

WhatsApp-Image-2021-09-04-at-8.13.00-PM-768x768


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة