- أسمهان خلايلة/كاتبة جليليّة
ترانيم وآهات.. علينا الإصغاء لها.
أهداني الأستاذ المحامي حسن عبادي كتاب" ترانيم اليمامة "، وهذا الكتاب الثاني الذي تصدره مكتبة بلدية بيتونيا، أشرفت على المجموعة الكاتبة إبتسام أبو ميالة، مراجعة آلاء القاضي، رسومات محمد الركوعي، تصميم واخراج دار الأدب.
كل التقدير والاحترام لجميع المساهمين لإخراج هذا العمل الحيويّ والهامّ جدًا.
شاركت فيه مجموعة من الأسيرات بنصوص متفاوتة التصنيف، إلا أنها تصب في نوع الكتابة الإبداعية وأصداء من السيرة الذاتية لصاحبتها التي مرت بتجربة الاعتقال والسجن ومرارة هذه التجربة المجهولة التفاصيل بالنسبة للعاديين خارج القضبان.
في الكتاب نقرأ عن "الأحرار والتصدي وخلق الابتكارات في المعتقلات. شاركت في هذه المجموعة: الاسيرات الفلسطينيات: مي الغصين ، شريفة أبو نجم، تغريد سعدي، عطاف عليان، اريج عروق، لينا جربوني، جيهان دحادحة، نهاد وهدان، عهود شوبكي ومنى قعدان .
تصحبنا الأسيرة مي الغصين لتتحدّث عن المطبخ وإصرار الأسيرات على انتقاء الطعام الذي يردن تناوله، وعن اتفاقهن الاحتفاظ بالمادة الصفراء، تلك التي رشّها عليهن حراس السجن لكن الحراس والإدارة أنكروا فكانت زيارة الوفد للاطلاع على الأمر وشكوى الأسيرات بهذا الخصوص فكانت المفاجأة ان الأسيرات احتفظن بأحد الشراشف الذي طاله الرش وبقيت المادة عليه، إنه التٌعلُم من التجربة.. تعلمت السجينات جمع الادلة لدحض افتراء السجان وادعاء البراءة من تعذيب السجينة .( مي الغصين ص٣٦) .
نص تغريد سعدي نموذجًا؛ (أسيرة من الداخل الفلسطيني وقد اعتقلوها عام 2002) كتبت تحت عنوان ليلة السنوات الست: جاء الليل بمفرده، لم يصطحب معه الهدوء، تصف تغريد وحشية الاعتقال، إنها أولى لحظات الإرهاب والتخويف، دخول الجنود عنوة، قلب سرير أخت تغريد، الانتشار في المنزل في ساعات متأخرة من الليل، عيون الجيران وأهل البلد " دفعني أحدهم .. كانت يده قوية حين أنزل رأسي للأسفل" (ص44).
التصرف الوحشي يبدأ منذ لحظة الاعتقال، المعاملة اللا إنسانية التي تتجلى في التحقيق، فهو ابتزاز اعتراف وإن لم تخضع الأسيرة للابتزاز عليها توقُع الأسوأ.. "لن تخرجي من هذا المكان ..بهذا الصوت يهددها رئيس التحقيق".
تتحدث تغريد عن التفتيش الذاتي للسجينات، إهانة كرامتها وتحسسها إنه أشد مرارة ومضاضة من التحرش الجنسي.
"تألمي ، تألمي، قال لها هذا وهو يدوس قدمها بحافره"، هكذا شبهَت تغريد قدم المحقق اللئيم.
تشير السجينة وبعبارات محبوكة ولغة سليمة إلى المعاملة غير الإنسانية كالبطانية الممزقة والفراش المتسخ والأكل الشحيح، تشرح السجينة عن معاناة السجينات التي تخففها كلمات ونداءات آتية من الزنازين المجاورة.. كم تدعم السجينة تلك التشجيعات وعبارات الطمأنة بأن المحقق لن يقدر.
***مشاركة عبر الزوم في ندوة "أسرى يكتبون"(رابطة الكتّاب الأردنيّين) يوم 06.09.2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت