انطلقت يوم الخميس فعاليات سوق العنب والمنتجات النسوية بنسخته الثالثة في بلدة الخضر غربي مدينة بيت لحم، بتنفيذٍ من غرفة تجارة وصناعة بيت لحم، وبلدية الخضر، ومديرية الزراعة، والإغاثة الزراعية؛ بهدف تعزيز صمود المزارعين، وتمكين المرأة الفلسطينية من الناحية الاقتصادية.
وحضر الافتتاح الرسمي للسوق نائب محافظ محافظة بيت لحم محمد طه ابو عليا ورئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم الدكتور سمير حزبون وياسر صلاح رئيس بلدية الخضر وممثلي الوزارات والهيئات والجمعيات الشريكة والمشاركة في السوق حيث قام الحضور بقص شريط الافتتاح والتجول في اكشاك السوق التي اشتملت على اجود انواع العنب الفلسطيني الى جانب المنتجات الزراعية والنسوية المختلفة .
عُرض في السوق، أصناف عديدة من العنب اللافت بنضارته "كالدابوقي، الجندلي، الزيني، الحلواني، الشامي"، إضافة إلى أنواع عديدة من مشتقات العنب مثل:الزبيب، الملبن،والدبس، العنبية،وكذلك المنتجات البيتية الأخرى كخبز بالزيت والزعتر، العسل، الخل، والعصير الطبيعي؛ التي تسهم في تعزيز الاقتصاد المنزلي.
ويهدف السوق الى تعزيز حضور المنتج الزراعي الوطني الفلسطيني وفتح الفرصة امام المزارعين لتسويق منتجاتهم الزراعية الى جانب المنتجات التراثية المختلفة من اجل تعزيز حظوظهم في مواجهة المنتج الاسرائيلي الذي يكتسح الاسواق الفلسطينية حيث يامل المزارعون بان يساعدهم السوق بترويج منتجاتهم لتعزيز صمودهم في اراضيهم التي تتعرض للاستيطان والمصادرة وبناء الطرق الالتفافية وغيرها من ممارسات عنصرية احتلالية.
وقال نائب محافظ محافظة بيت لحم، محمد طه ابو عليا إنّ افتتاح السوق اليوم امر مهم وضروري للمزارعين وتحديدا مزارعي العنب موضحا ان السوق يقام هذا للسنة الثالثة من اجل اسناد ودعم المزارعين.
وعبر نائب محافظ بيت لحم عن امنياته أن تتوسع فكرة السوق، ويكون هناك مكان توفره البلديات، والمجالس القروية للمنتجات النسوية البيتية الخاصة بالمزراعين والا يقتصر الامر فقط على موسم العنب حتى نستطيع مقاطعة البضائع الإسرائيلية يجب توفير بيئة مناسبة، وتشجيع الصناعات المحلية لتحل مكان الصناعات هذه الإسرائيلية".
بدوره قال رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم الدكتور سمير حزبون إن ّ التنظيم المستمر والدوري لهذا السوق يهدف الى إسناد المزارعين، وتأكيداً على أهمية القطاع الزراعي في محافظة بيت لحم، وشدِ أزر المزارعين الذين يتعرضون لكثير من القضايا أبرزها مصادرة أراضيهم ، وصعوبة تسويق المنتج.
واضاف حزبون ان هذا السوق السنوي الذي ينظم بالتعاون ما بين الغرفة التجارية وبلدية الخضر والاغاثة الزراعية و وزارة الزراعة ياتي من اجل تعاون مختلف الجهات لمحاولة الاستمرار في تسويق المنتجات الزراعية وخلق دخل للمواطنين ،وايجاد فرص عمل للمزارعين والنساء في اطار جهد مستمر لاسنادهم.
وقال رئيس بلدية الخضر ياسر صلاح ان هذا السوق ياتي للعام الثالث على التوالي من اجل مساعدة المزارعين في بلدة الخضر على تسويق محاصيلهم الزراعية من العنب حيث تتكدس هذه البضائع لاسباب عديدة اهمها منع الاحتلال للمزارعين الفلسطينين ببيع منتجاتهم في مدينة القدس المحتلة الى جانب عدم وجود اسواق خاصة لدعم المزارعين وفتح السوق امام المنتجات الزراعية الاسرائيلية.
واشار رئيس بلدية الخضر الى اهمية هذا السوق معربا عن الامل بان يتم العمل على ان يكون سوقا اكبر واوسع في الاعوام المقبلة لمساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم في بيت لحم والمحافظات الاخرى مثمنا جهود وتعاون مختلف الجهات التي تسعى لدعم المزراعين عموما وفي بلدة الخضر على وجه الخصوص حيث يعاني المزارعين من حملات استهداف متواصلة من اجل ثنيهم من الوصول لاراضيهم.
ودعا رئيس بلدية الخضر المواطنين من مختل فانحاء المحافظة والمحافظات والمناطق المحيطة الى زيارة السوق والاستمتاع بتسوق منتجات زراعية فلسطينية وطنية الى جانب المصنوعات النسائية الاخرى مشيرا الى انهم سيحصلون على اسعار ومنتوج افضل وسيساهمون بتعزيز ودعم المزارعين وتثبيتهم باراضيهم من خلال شراء منتوجاتهم الزراعية.
من ناحيته قال منسق المشاريع في الإغاثة الزراعية زياد صلاح، ان افتتاح السوق اليوم يهدف الى مساعدة المزارع الفلسطيني على ترويج وبيع منتجه الزراعي بسهولة، وتسليط الضوء على أهمية العنب واهمية المنتج الوطني الفلسطيني.
واضاف ان الشركاء في السوق وهم الاغاثة زراعية و الغرفة التجارية، ووزارة الزراعة الفلسطينية، وبلدية الخضر، يعملون على إقامة هذه الخيمة للسنة الثالثة على التوالي؛ بهدف مساعدة المزارع على تسويق منتجه، ونقل معاناة المزارعين".
ولفتَ صلاح ان المزارعين الفلسطينين في بلدة الخضر يعانون من اجراءات الاحتلال اهمها مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات التي تلتهم الاراضي الفلسطينية حيث يعمل المزراعين على زراعة اراضيهم البعيدة من اجل حمايتها حيث يأتي المنتج من أراضي بعيدة ومغلقة نتيجة صعوبة وصول المزارع لها".
وأشار صلاح إلى مشاركة من عشرين الى خمسة وعشرين مزارعاً، وتعرض منتجاتهم من أنواع العنب المختلفة مثل: الحلواني، البيروتي، الجندلي، والبتوني، بالإضافة لمنتجات نسوية متعددة".
ودعى صلاح المواطنين إلى التوجه للسوق من أجل شراء العنب وهو الامر الذي ينصب في دعم المزارعين، موضحا ان صراعنا كفلسطينين مع الإسرائيلي على الأرض؛ من أجل ذلك نسعى لدعم المزارع في الصمود على أرضه، لأنه يتم محاربتنا في منتجنا الوطني عن طريق دخول المنتجات الإسرائيلية".
اما النساء المشاركات في السوق من اجل بيع منتجاتهن الطبيعية والثراثية فقد عبرن عن سعادتهن بهذا السوق حيث قالت المشاركة، سميرة عودة صاحبة مصنوعات مكدوسي الغذائية الزراعية الطبيعية إن ّ" السوق أتاح الفرصة لها لتويسق منتجها المتمثل بالعسل، العصير الطبيعي، والمخللات بأنواعها، واللبنة، وذلك من خلال زيارة المواطنين للسوق الشراء من المنتجات المعروضة مباشرة دون الانتظار لأسابيع من أجل التسويق".
وقال المزارع ابراهيم محمود:"شاركت في السوق للمرة الثالثة، وأعمل موظف في بلدية الخضر ولدي أرض أقوم بزراعتها والعناية بها من أجل تعزيز منتج العنب الذي يعتبر المنتج الوحيد الذي إقبال عليه من الداخل والخارج.
وأردف، بأن المنتجات الإسرائيلية تقف عائقا أمام بيع منتجهم في السوق المحلي، داعياً المواطنين بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية".
ويتطلعُ القائمون على السوق الذي يقام لأربعة أيام، إلى تسويق العنب الفلسطيني ومنتجاته، وتشجيع الناس على الإقبال عليه، في الوقت الذي تزدحم فيه الأسواق بمنتجات الاحتلال.
ويساهم العنب بحوالي 12% من مجمل الإنتاج الزراعي، ويحتل المرتبة الثانية بعد الزيتون من حيث كمية الإنتاج حيث تقدر مساحة الأراضي المزروعة بكروم العنب بأكثر من 80 ألف دونم؛ منها حوالي 45 ألفًا في محافظة الخليل، و15 ألفًا في محافظة بيت لحم، وتقدر كمية الإنتاج السنوية من هذا المحصول بحوالي 80 ألف طن سنويًا.