بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري، وبعد مرور 15 عاماً على الحصار المفروض على قطاع غزة، عقدت جمعية غزي دستك المتخصصة بالشأن الإنساني للقطاع، مؤتمراً صحفياً بعنوان "غزة .. معاً نُحييها"، لإطلاق التقرير السنوي الخامس للحالة الإنسانية في قطاع غزة بعدة لغات، بالإضافة لتقرير خاص حول اضرار العدوان الأخير على القطاع، وذلك بحضور المؤسسات الدولية والمانحة والإعلامية في مدينة إسطنبول.
حيث استعرض جانير كوكتاش ممثل جمعية غزي دستك في بيان صحفي عن إطلاق تقرير واقع القطاع الذي يعد الأسوأ على مدار سنوات الحصار، والذي أصبح فيه قطاع غزة غير قابلٍ للحياة حسب توقعات الأمم المتحدة، فقد سجلت أرقام إنسانية مأساوية كانت الأعلى عالمياً في مجال البطالة 48.6% والفقر 56% وتلوث المياه 97%، ومعدل انقطاع الكهرباء 12 ساعة يومياَ، كما حذر من كارثة وشيكة في قطاع غزة خاصة مع انتشار فيروس كورونا داخل القطاع في ظل واقع صحي متدهور، إضافة لما أكده البنك الدولي بأن غزة كانت أسوأ اقتصاد على مستوى العالم خلال العقدين الأخيرين، وبناءً عليه دعا كوكتاش الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ممارسة دورها في إنهاء الحصار غير القانوني على قطاع غزة، والتي تتفاقم معه الأوضاع الإنسانية عام بعد الآخر على مرآى ومسمع العالم دون جدوى، كما دعا المؤسسات المانحة إلى أوسع مشاركة وتفاعل في حملة دولية لدعم قطاع غزة تحت عنوان "غزة.. معاً نُحييها".
كما أضاف "عبد الرحمن شتين" رئيس مؤسسة ديانات وقف التركية، أثر الحصار على الإيواء في قطاع غزة وما تسببت به الاعتداءات الإسرائيلية من تدمير وتضرر لـ77% من المنازل في قطاع غزة، مقابل البطء الشديد في عملية إعادة الإعمار الذي ترك عشرات آلاف الأسر في حالة تشرد ونزوح، كما تم تدمير قرابة 2200 وحدة سكنية بشكل كامل و15 ألف بشكل جزئي خلال العدوان الأخير، والذي زاد من نسبة التشرد للأسر في ظروف معيشية اجتماعية غير مستقرة. إضافة لوجود ما يزيد عن 27 ألف منزل غير لائق للسكن الآدمي، وعليه طالب "شتين" الجهات الدولية ذات العلاقة للضغط على الاحتلال لإلغاء آلية GRM التي تُبطء عملية إعادة الإعمار، ودعت المؤسسات المانحة لإطلاق حملة "إعمار وإيواء" لمساعدة النازحين والأسر الأشد فقراً على إعمار وتأهيل بيوتهم.
ومن جانبه شرح " اولياء احسان فهديات" نائب مدير ACT ورئيس اللجنة الاندونيسية لفلسطين عن الواقع الصحي المتأزم في قطاع غزة من انقطاع للأدوية بنسبة 44% وانقطاع للمستلزمات الطبية بنسبة 31%، وأثر انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات على حياة المرضى، والعجز المالي في مواد المختبرات بنسبة 28%، الأجهزة المتعطلة 300، إضافة لذلك معاناة وزارة الصحة في غزة في مكافحة انتشار فايروس كورونا وتأثيره على الواقع الصحي المتدهور في القطاع، حيت أوضح "أولياء" النقص الشديد لأجهز التنفس الصناعي في المستشفيات، اضافة لفقر شديد في مستلزمات الأدوية لعلاج المصابين في مراكز الحجر الصحي والمستشفيات التي بلغ عدد المصابين فيها حتى اليوم. وقد أعلن عن إطلاق حملة "بلسم شفاء"، لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، كما دعا المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية لممارسة دورها في إنقاذ الواقع الصحي في قطاع غزة.
وفي سياق متصل أوضحت "رايلي شولتز" ممثلة عن مؤسسة نوردستك هاجيب السويدية عن الوضع التعليمي الصعب خاصة مع بدء العام الدراسي الجديد، والذي يهدد 45 ألف من الطلبة الجامعيين بعدم قدرتهم على الالتحاق بجامعاتهم، و 360 ألف طالب مدرسة بعدم قدرتهم على توفير الزي والحقيبة المدرسية، بالإضافة لـ49% من الأسر أشارت إلى عدم توفر الانترنت في المنزل حال دون مشاركة الطلاب في الأنشطة التعليمية عن بعد بسبب جائحة كورونا. كما أضيفت فوق هذه المعاناة العدوان الأخير الذي دمر 6 مدارس بشكل بليغ و124 بشكل جزئي.
بينما أشارت "حنين أبو نحلة" ممثلة عن مؤسسة أنيبل البلجيكية أن سوء الأوضاع التعليمية يعود لسوء الأوضاع الاقتصادية التي بلغت نسبة البطالة فيه لأعلى معدلات العالمية بنسبة 48.6%، وتسبب انقطاع التيار الكهربائي لاغلاق 80% من مصانع غزة خلال الحصار، بينما أثرت جائحة كورونا على استمرارية المصانع المتبقية والتي قلصت علها لطاقة انتاجية بنسبة 20%، إضافة لتدمير أكثر من 20 مصنع بشكل كامل و490 منشأة زراعية، وأكثر من 2012 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية، و20 شركة سياحية بشكل كامل خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، والتي زادت من نسبة البطالة بين الشباب بعد الحرب لأكثر من 19,700 شاب عاطل عن العمل. وبناءً عليه دعت "ابو نحلة" المؤسسات المانحة إلى إطلاق حملة "تعليم وتمكين" لدعم القطاع التعليمي والاقتصادي من خلال تقديم المنح الجامعية لطلبة القطاع وتسديد الأقساط المتراكمة على الخريجين، ودعم المشاريع الاقتصادية والصغيرة للشباب..
وفي ختام المؤتمر تم تكريم أكثر من (80 مؤسسة مانحة ودولية)، ساهمت في تقديم المشاريع لتخفيف معاناة الأسر الفقيرة في قطاع غزة، خاصة خلال العدوان الأخير ومشاريع الحملات الإنسانية، وذلك لتقدير جهودهم في دعم القطاع المحاصر، كما تم الإعلان عن مشاريع حملة "غزة .. معاً نحييها" لإنقاذ القطاع الصحي والإعمار والتعليمي والتمكين الشبابي الاقتصادي، وهي القطاعات الملحة لاستمرار حياة أكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة المحاصر.