- جهاد حرب
(1) صعود النجوم إلى الأرض... وتسليط الضوء
صعدت النجوم الستة إلى الأرض صباح يوم الاثنين السادس من أيلول الحالي عبر نفق حفر بمعلقة أو غيرها، بطريقة هندسية أم عشوائية، بطريقة منظمة أم غير ذلك، وبحصول تنسيق أم لا، أو حصلوا على المساعدة أم لم يحصلوا عليها؛ فتلك وهذه لا تهم بقدر المحاولة وكسب يوم أو عدة أيام ليتنفس الأحرار نسيم الحرية وعليلها.
وبغض النظر عن اعتقال سلطات الاحتلال لأربعة من الأسرى الذين حرروا أنفسهم من زنازين الاعتقال، وبغض النظر عن الطريقة التي تم الإمساك بهم، الا الهروب العظيم أظهر قدرة الأسرى على إعادة تموضع قضيتهم بأبها الصور وأعزها "الحرية" بإصرارهم وتحديهم لجميع إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية وسياساتها التعسفية وتضييقها على الأسرى الفلسطينيين. كما أعاد النجوم على جدول أعمال الفلسطينيين المثخنين بهمومهم الاجتماعية والاقتصادية صورة الفدائي المتمرد على الاحتلال وتدابيره القمعية بنصر رمزي ذي دلالة هامة في العرف الفلسطيني.
(2) لقاء الرئيس ... وجدية الحوار
أثار لقاء الرئيس محمود عباس بقيادات من منظمات المجتمع المدني النقاش حول رغبة السلطة التنفيذية في فتح حوار لمعالجة الأزمة الراهنة أو الأزمات المتراكمة أم انه لقاء شكلي تقني تجملي. وإذا ما كان نقطة البداية لحوار جدي أم أنه لقاء منعزل لا تبعات له سوى دردشة في أحاديث الساعة.
فقد قرأنا خبر اللقاء من الجهات الرسمية دون معرفة تقييم منظمات المجتمع المدني وردود الأفعال عما جرى من نقاش. في المقابل تشكل الورقة التي قدمها المجتمعون بالرئيس من منظمات المجتمع رؤوس أقلام أو مفاتيح لحوار في مجالات متعددة تحتاج إلى التدقيق في تفاصيل التفاصيل في حال جرى حوار جدي، كما دعينا إليه عديد المرات، في مرتكزات الحكم وأدواته وأجهزته وآليات عملة ووسائله وممارساته لاحترام سيادة القانون بدء من الانتخابات بأنواعها المختلفة "التشريعية والرئاسية والمحلية والنقابية" مرورا بضمان الحريات وصون الحقوق وتحقيق العدالة الناجزة، وصولا إلى احترام مبدأ الفصل بين السلطات المدون في القانون الأساسي الكاشف للعقد الاجتماعي للفلسطينيين.
فالحرية والكرامة والعدالة شعار المواطنين لا مندوحة عنها في السعي للانعتاق، وفي إعمال قيم وثيقة إعلان الاستقلال، وقواعد القانون الأساسي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت