- بقلم كرم الشبطي
كنت صغيرا
وما زلت صغيرا
أنا لا أكبر في ذاكرتي
أعيش وأحيا وما زلت أرضع
من نهد الأرض لنهد الأم لنهد الحياة
وما زلت صغيرا و لا أشبع منها أبدا
في عيني في عين من يراني أنا صغيرا
عشت مراهقتي في وطن كان هو يطلبني
كنت له خير من يتقدم الصف ولا يتأخر
هكذا رسمت لي الصورة وأهديتها دمي
من حيث لا تعلم كيف ردت لي عينيها
دمع وفرح ومزيج من أغنية وحلم يسكن
تحول ليقين من فكر ومشهد فيه الألم والأمل
تعلمت السماح والمغفرة وأنا أقرأ العيون
حاربت لأجلها وتحملت قهر الليل والسهر المدفون
داخلي بركانا لا يهدأ وكلما حاولت أكتشف المزيد
حتى وصلت للنهاية وسألت عن هذا الجين المتخفي
يلبس طربوش العربي ويقول تفاخر وحقك أن تسير أنت
نظرت لقدمي ولم تعجبني فركضت باتجاه الجنون السحري
أسابق الزمن وأتمنى لهذا القدر أن يتغير ويغير فينا
معرفتنا زادت والزاد بطعم الملح المكتوب بما توصلنا
فراق وانقسام لطير الحرية الجميل وهو يحلق في السماء
تغضب تعفو ونحن لا نغفو عن الحقيقة من الحب للسياسة
أجنحة مكسورة بسبب العلة المدروسة من عبر التاريخ
زيف وكذب وجهل وتخلف ينجب تخلف أكبر ولا مفر غير الهجوم
للقلم للبندقية وقت وللروح مسكن وعش وبيت مبني من قش
فيه بيضتان وناصعتان كالذهب والألماس ولكن الكسوة قشرة
تجذبنا وتعد لنا قوة والسر بزوال القناع عن وجه البياض
أمرا يدعوني لشرب القهوة واشعال السيجار وعصر الذهن والأفكار
كيف ستربط تلك الخيوط كالعنكبوت وتضلل القلب والروح فيها موت
ترويها كيفما تشاء وترحل معها لهناك وأنت هنا تحاكي عشق الكون
يا للمفاجأة و الغرب يخطط ويبحث عن كونا آخر غير الذي نحن فيه
سيرغبون الهجرة سريعا ونحن غير متسرعين وكأننا سنعيش مليون عام
رسالة قد لا تفهم اليوم وستترك كما غيرها للأجيال وهم يلهون ويلعبون
بقلم كرم الشبطي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت