مددت محكمة الصلح الاسرائيلية في مدينة الناصرة، يوم الأحد، فترة اعتقال أربعة من الأسرى الستة الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم، وهم: زكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، ومحمد ومحمود العارضة، لمدة 10 أيام، بدعوى استكمال التحقيق معهم.
وعقدت المحكمة، عبر تطبيق "زوم"، دون تواجد الأسرى الأربعة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، في السادس من الشهر الجاري، وأعيد اعتقالهم.
وكان طاقم المحامين الموكل بالدفاع عن الأسرى من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قد تقدم بطلب للمحكمة من أجل حضور الأسرى للجلسة، إلا أن المحكمة قررت عقدها دون حضورهم من خلال "الفيديو".
وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية الأسرى الأربعة الذين تم عرضهم على هيئة المحكمة الإسرائيلية، كلٌ على حدة، ومن خلف شاشة إلكترونية، وهم: زكريا الزبيدي، ويعقوب قادري ومحمد ومحمود العارضة.
وأشار موقع عبري إلى أن الأسرى الأربعة أفادوا خلال استجوابهم بأنهم قدّموا موعد “هروبهم” بيوم واحد من الموعد المحدد، لاشتباهم بأن أحد الحراس أوشك على كشف خطتهم وإحباط مسعاهم بالهرب، بعد أن اعتقدوا أن الحارس كشف الرمال التي نثروها في أعمدة وأنظمة الصرف الصحي بعد حفر النفق.
وقال اثنان من الأسرى إنه كان من المفترض أن يحصلوا على مساعدة من الخارج بعد “الهروب”، لكن هذا لم يتحقق لأنهم قدّموا خطتهم بيوم واحد عن موعدها.
وأشار إلى أنه لم يكن لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أي معلومات عن مكانهم، وكانت عمليات البحث الأولى تتركز في البحث عن أي مزارعين عرب في المنطقة المحيطة بالسجن.
ونقل المحامي أفيغدور فيلدمان عن موكله الأسير الزبيدي، أنه قال في شهادته إنه زحف في النفق لمدة نصف ساعة وربما أكثر، وكان من الصعب عليهم رفع غطاء الفتحة، ولم يكن أحد ينتظرهم في الخارج.
وأشار الزبيدي إلى أن كان يعتزم تلوصول إلى جنين، لكن بعض الأسرى لم يكونوا يملكون القوة لذلك، ومضت الأيام عليهم صعبة، بحسب موقع “يديعوت أحرنوت”.
وسعت النيابة الإسرائيلية لتمديد اعتقالهم 12 يومًا، فيما وافقت المحكمة على استمرار الجلسات خلف الأبواب المغلقة قبل أن تقرر تمديد الاعتقال لـ 10 أيام فقط.
وانتقد القاضي نشر صور الاعتقال وتفاصيلها خلافًا للأمر الذي صدر بخلاف ذلك.
وأعادت الشرطة الإسرائيلية، يوم الجمعة 10 أيلول/ سبتمبر، اعتقال الأسيرين محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة جنوب جنين، ويعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا، في الناصرة، واعتقلت فجر السبت 11 أيلول/ سبتمبر الأسيرين محمد قاسم عارضة (39 عاما) من عرابة، وزكريا الزبيدي (46 عاما) من مخيم جنين، في قرية شبلي جنوب الناصرة، بأراضي الـ48.
وفجر الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال، الأسيرين أيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفر دان، ومناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، بعد ان حاصرتهما في منزل بالحي الشرقي من مدينة جنين، وسط مواجهات عنيفة اندلعت في المكان.
ومن المقرر أن تعقد ذات المحكمة عند الرابعة والنصف من مساء اليوم، جلسة تمديد توقيف للأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، بعد اعتقالهما صباح اليوم في جنين.
يذكر أن الإتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية أوضحت المعاملة القانونية للمعتقلين في مثل حالة الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، والتي أكدت في نصوصها تحريم الإنتقام منهم.
ففي عام 1907، اسقطت الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية "اتفاقية لاهاي"، التي تعد اليوم جزءاً من القانون الدولي العرفي، المادة (8) من إعلان بروكسل لعام 1874، التي تحدثت عن إمكانية استخدام السلاح ضد أسير الحرب الذي يحاول الهرب، وأكدت أن أسير الحرب الذين يحاول الهروب ثم يُقبض عليه قبل أن ينجح في ذلك، ينال عقوبات تأديبية، أما في حالة نجاحه في الهرب، ثم جرى أسره من جديد، فلا يتعرض لأية عقوبة بسبب الهروب السابق".
فيما أعادت اتفاقية جنيف لعام 1929، في المادة (50)، التأكيد على النص ذاته، الذي ورد في اتفاقية لاهاي.
وكانت محكمة الاحتلال، مددت في 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، توقيف كل من: محمود العارضة، ويعقوب القادري، ومحمد العارضة، وزكريا الزبيدي، لمدة تسعة أيام، بدعوى اســـتكمال التحقيق معهم.