مددت محكمة الصلح الاسرائيلية في مدينة الناصرة، اعتقال الأسيرين مناضل انفيعات وأيهم كممجي، لمدة 10 أيام، وذلك بعد إعادة اعتقالهما برفقة في وقت سابق، فجر الأحد، في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية ، من قبل قوات الأمن الإسرائيلية.
وأفاد المحامي الموكل بالدفاع عن الأسير انفيعات، جميل خطيب، أن السلطات الإسرائيلية طالبت تمديد اعتقال الأسير لمدة 15 يوما لمواصلة التحقيقات معه في عملية الفرار من سجن الجلبوع، وأوضح أن السلطات تنسب لانفيعات شبهات "الفرار من السجن والمشاركة في تنظيم محظور والتخطيط لعمل إجرامي".
وأضاف خطيب أنه بيّن للقضاة أن انفيعات معتقل على ذمة القضية الأولى التي تنظر أمام المحاكم العسكرية، وأوضح أن القاضي أصر على صلاحية تمديد الاعتقال تقع ضمن نطاق سلطة محكمة الصلح في الناصرة وقرر تمديد الاعتقال لمدة 10 أيام.
من جانبه، أفاد المحامي منذر أبو أحمد، الموكل بالدفاع عن الأسير كممجي، أن السلطات الإسرائيلية وجهت للأسير كممجي "تهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لعمل إرهابي والهروب من السجن"، موضحا أن "النيابة العامة طالبت كذلك بتمديد اعتقال كممجي لمدة 15 يوما، فيما قرر القاضي تمديد الاعتقال بمدة عشرة أيام، أسوة بباقي الأسرى الذين تم تمديد اعتقالهم اليوم".
وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت، اليوم ، شبان من محيط محكمة الصلح في الناصرة، حيث من المقرر نقل الأسيرين مناضل انفيعات وأيهم كممجي، اللذين شاركا في عملية الفرار من سجن الجلبوع في السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري وأعيد اعتقالهما فجر اليوم، الأحد.
ونظرت محكمة الصلح في الناصرة بتمديد اعتقال الأسيرين انفيعات وكممجي، بعد أن كانت قد قررت في وقت سابق، اليوم، تمديد اعتقال الأسرى زكريا الزبيدي ومحمود عارضة ويعقوب قادري ومحمد عارضة لمدة 10 أيام، وذلك من خلال تطبيق "زوم"، دون تواجد الأسرى في قاعة المحكمة.
وكان طاقم المحامين الموكل بالدفاع عن الأسرى من قبل هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية قد تقدم بطلب للمحكمة من أجل حضور الأسرى للجلسة، لكن المحكمة قررت إجراءها دون حضورهم ومن خلال الفيديو بحجة انتشار عدوى كورونا.
وتوقع محامو الدفاع عن الأسرى أن تقدم السلطات الإسرائيلية، في نهاية مسار التحقيق، لوائح اتهام أمنية خطيرة بحق الأسرى، مشيرين إلى أن "إسرائيل تبحث عن إنجاز لتغطي على الفشل والإحراج الذي سببهما الأسرى، وبالتالي ستقوم المحكمة بتمديد اعتقال الأسرى الأربعة مجددا من أجل إفساح المجال أمام جهاز الأمن العام (الشاباك) للاستفراد بالأسرى مرة أخرى والتحقيق معهم حتى اكتمال الرواية الإسرائيلية".
وفي السادس من أيلول/ سبتمبر الجاري، حفر الأسرى الستة نفقا من زنزانتهم في قسم 2 من سجن الجلبوع إلى خارج السجن شديد الحراسة والتحصين، وأُعيد اعتقال أربعة منهم قبل نحو أسبوع، وهم: محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري. وفجر الأحد، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقال آخر أسيرين فرّا من سجن جلبوع، وهما أيهم كممجي ومناضل انفيعات.
وأقيمت وقفة أمام سجن الجلمة، دعما وإسنادا للأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، وأعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم.
وجاءت هذه الوقفة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، التي كانت قد طالبت بمشاركة فاعلة فيها.
وأكد متحدثون، أن هذه الوقفة هي رسالة وطنية من فلسطينيي الداخل (الـ48)، ورسالة إسناد ودعم للأسرى الذين يواجهون إجراءات عقابية وتنكيلية من قبل الاحتلال، وهي تدعمهم معنويا، وهذا هام في مسيرتهم نحو التحرر.
ورفع مشاركون في الوقفة علم فلسطين ولافتات تحمل شعارات منددة بسياسة القمع والتنكيل ضد الأسرى، مثل: "نطالب بالتحقيق في جريمة تعذيب المعتقلين"، و"في هذا السجن يتعرض المعتقلون للتعذيب والتنكيل"، و"هاي (هذه) الناصرة بتنادي... ويا جنين ويا أولادي"، كما كُتب على لافتة ضخمة، "نحن شعب لا يتخلّى عن أبنائه"، ورُفِعت صور لعدد من الأسرى.
وأكد المشاركون أن القيد لا بد أن ينكسر وأن يتحرر الأسرى جميعا، وشددوا على أن إسرائيل تنتهك كل الاتفاقيات والقوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بالأسرى، ولا تقوم بأية إجراءات عادلة بحقهم، مؤكدين ضرورة مواصلة العمل حتى ينال جميع الأسرى حريتهم.