- بقلم: سماك العبوشي
السلام والتحية لمن يستحقهما فعلا:
أما بعد ... لا أدري حقيقة إن كنتم قد سمعتم بنبأ إعادة اعتقال (ايهم كممجي ومناضل انفيعات ) وهما آخر أسيرين فلسطينيين من مجموعة أسرى نفق الحرية من مدينة الأبطال والأحرار (جنين) فجر هذا اليوم!؟، فوكالات الأنباء العربية والعالمية قد طيّرت خبر اقتحام قوات كبيرة من قوات الاحتلال الصهيوني مع جرافات عسكرية لمدينة جنين فجر هذا اليوم لغرض مداهمة المنزل (الفلسطيني الجنيني) الذي كان يأوي آخر أسيرين من أسرى نفق الحرية !!
أقول ... إن كان الأمر كذلك، فإنني اتساءل: ألم تكن من بنود إتفاقيات أوسلو إقامة سلطة وطنية فلسطينية لها النفوذ والسطوة على مدن الضفة الغربية ( ومنها مدينة جنين تحديدا) وإدارة شؤونها !؟. وإزاء ذلك ... كيف يحق لقوات الاحتلال الصهيوني أن تقتحم مدينة جنين فجر هذا اليوم لغرض البحث عن الاسيرين البطلين ومن ثم إلقاء القبض عليهما!؟
أليس هذا الاقتحام المستنكر يعني بأن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الصهيوني يُعد استخفافا وتحقيرا للسلطة الوطنية الفلسطينية!؟ ، أم أن هناك تبريرا (منطقيا) من قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية لهذا الاستخفاف بها وبوجودها على أرض الضفة الغربية!؟.
ثم ... أين قوات الأمن الفلسطينية التي لم تحرك ساكنا للدفاع عن مواطني مدينة جنين وما أصابهم من ترويع وهلع من قبل قوات الاحتلال الصهيوني!!؟
تساؤلات أخرى..
. ما الهدف من إقامة سلطة وطنية فلسطينية على ارض الضفة الغربية!؟ ما واجبات ومهام ومسؤوليات الحكومة الفلسطينية وما يرتبط بها من قوات أمن فلسطينية!؟ أليس من حق المواطن الفلسطيني أن ينعم بحريته وكرامته في ظل حكومته الوطنية!؟ ألا يكون من مهام الحكومات الوطنية الدفاع عن مواطنيها عند أي اعتداء خارجي عليهم!؟
ما صفة وجنسية وهوية الاسيرين اللذين ألقت قوات الاحتلال الصهيوني القبض عليهما في عُقر اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية وأمام مرآى ومسمع وتفرج قوات الأمن الفلسطينية!؟.
أليس هذان الشابان اللذان تم إلقاء القبض عليهما داخل مدينة جنين هما شابان فلسطينيان أسيران كانا مقاومَيْن للاحتلال الصهيوني يوما فألقي القبض عليهما وزُجّ بهما في المعتقلات الصهيونية، ام أنهما مجرمان قد اقترفا إثما أو جرما استحقا عليه العقوبة والمطاردة !؟، أم لعلهما كانا غريبين عن فلسطين وتسللا على حين غفلة إلى مدينة جنين!؟
وما داما مواطنين فلسطينيين، فمن باب أولى بحكومتهما الوطنية ان تنبري للدفاع عنهما وأن تتصدى قوات الأمن الفلسطينية لقوات الاحتلال حين اقتحمت الأخيرة مدينة البطولة والرباط (جنين) من منطلق السيادة الوطنية الفلسطينية اولا ، ومن منطلق حماية السلطة الفلسطينية لمواطنيها وأبنائها والدفاع عنهم ثانيا!!!!!!؟.
ام أن قوات الأمن الفلسطينية معنية فقط بتأمين متطلبات خطة التنسيق الأمني مع كيان الاحتلال الصهيوني ولا يعنيها بالتالي الدفاع عن أبناء مدنها وكرامتهم المغتصبة!!!!؟. ختاما... لعل ما يخفف عنا وطأة ما جرى في جنين فجر اليوم، قيام شبان المقاومة الفلسطينية - بمختلف فصائلهم وتوجهاتهم - بمجابهة قوات الاحتلال الصهيوني المقتحمة ، والتصدي لها بالرصاص وقنابل محلية الصنع ، ومن ثم ملاحقتها حتى خروج هذه القوة الغازية من مدينة الابطال جنين، وسط تفرج قوات الامن الفلسطينية لهذا الاقتحام ... والاعتقال ... ثم الانسحاب!! اردد ما قاله المثل العربي : ان لم تستح فاصنع ما شئت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
١٩ أيلول ٢٠٢١
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت