- علي ابو حبلة
انتظر الفلسطينيين وكذا العرب بتغيير الحكومه في اسرائيل وازاحة نتنياهو وتم تشكيل حكومة برئاسة بينت لابيد فماذا تغير .. ما راح تفرق مين ما كان على راس حكومة الاحتلال ولمن يراهنون نقول لهم حتما ستخسرون الرهان فلن يحصل تقدم في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، واجتماعات الرئيس عباس وغانتس ليست سوى مناوره اسرائيليه لارضاء امريكا واجتماعات بينت السيسي لن تحرك القضيه الاساس وتحقيق رؤيا الدولتين ، جميعهم يجمعهم موقف ثابت من إسرائيل الكبرى التي ترتكز على التوسع والاستيطان لانهم جميعا محكومون بأيدلوجيه ومرجعيه جابوتنسكي ومرجعيتها «نظرية الجدار الحديدي التي أطلقها وطوّرها الصّهيوني التصحيحي زئيف جابوتنسكي. يقصد جابوتنسكي بالجدار الحديدي بناء القوة العسكرية الصهيونية التي تشكل جداراً من الحديد، لا توجد فيه أية تصدعات أو شقوق، بحيث كلما حاول العربي والفلسطيني مقاومة العدوّ الصّهيوني سيصطدم رأسه بهذا الجدار ويتعب وييأس، وفي هذه اللحظة بالذات يمكن التوصل إلى تسوية مع هذا العربي، بالنظرة الصهيونية. ووفق تلك النظريه فهم جميعا يعملوا لاجل ما يسمونه اسرائيل الكبرى ضد الشعب الفلسطيني والعرب .
يخطئ من يظن أن هناك فروقا بين نتنياهو أو بينت او لابيد او غانتس أو ليبرمان لأنهم جميعا محكومون بأيدلوجية وفكر جابتونسكي والفرق يتعلق بهم هم وليس بنا... بالنسبة لنا..لا شيء... لا شيء! بل العكس من ذلك الوضع يسير للاسوأ. ونحن نقلب صفحات التاريخ منذ ما قبل النكبة وما بعد نكبة فلسطين لنستعرض جميع رؤساء حكومات إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم... ولنتذكر أنه في كل انتخابات كانت منافسة حامية، رهانات وتقديرات وأمنيات وهلوسات، هذا أفضل وهذا أسوأ.. ونستعرض التاريخ فكلهم .. على نفس السياسة والنهج ولا فرق بين هذا وذاك... وصدق القول «درء المفاسد مقدم على جلب المغانم»... بغبائنا السياسي والتاريخي لم نفهم ما المقصود بالمفاسد والمغانم في مثل الحاله التي بتنا نحن عليها ... ونقصد كيف ستتحرك معادلة المفاسد والمغانم يا ترى في ميدان العلاقة ما بين الاحتلال وشعبنا المحتل.. وماذا يعني ذلك في غياب رؤيا وطنيه واستراتجيه تجمع الكل الفلسطيني لان ان حالنا في ظل الانقسام جعل الكل يسير وراء السراب :... و لنتذكر رؤساء حكومات إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم...: دافيد بن غوريون (1948 - 1954) موشيه شاريت (1954 - 1955) دافيد بن غوريون (1955 - 1963) ليفي أشكول (1963 - 1969) ييغال ألون (شباط 1969 - آذار 1969) جولدا مائير (1969 - 1974) إسحاق رابين (1974 - 1977) مناحم بيجن (1977 - 1983) إسحاق شامير (1983 - 1984) شمعون بيريز (1984 - 1986) إسحاق شامير (1986 - 1992) إسحاق رابين (1992 - 1995) شمعون بيريز (1995 - 1996) بنيامين نتنياهو (1996 - 1999) إيهود باراك (1999 - 2001) أرئيل شارون (2001 - 2006) إيهود أولمرت (2006 - 2009) بنيامين نتنياهو ( 2009- حتى الآن) والآن لنعود بالذاكرة لكل تاريخ هؤلاء... هل هناك أي واحد منهم لم يوقع بنا كفلسطينيين وعرب فجيعة ومجزرة وكارثة... أليست نتيجة حكم وسياسات هؤلاء على مدار سبعة عقود متواصلة مجسدة تماما بما نعيشه اليوم كشعب فلسطيني: فجميعهم متفوق على خطوط السياسه التي تحكمهم وتتمثل في رفض كامل لحقوقنا الوطنية، رفض حق العودة، وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، السطو على أكثر من 70 % من أراضي الضفة الفلسطينية، رفض قيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، ضم الأغوار والمستوطنات، حصار غزة وتدميرها، 6000 آلاف معتقل كمعدل دائم في السجون والمعتقلات، عشرات بل مئات آلاف الشهداء، جدار الفصل العنصري، حواجز... تبعية اقتصادية... ثم يهودية الدولة... بعضهم تخصص في اقتلاعنا، وبعضهم في ارتكاب المجازر، وبعضهم في اعتبار العربي أو الفلسطيني الجيد هو الميت، وبعضهم في تكسير عظامنا، وبعضهم في الاستيطان، وبعضهم في تدمير بيوتنا، وبعضهم في الضحك علينا وركوبنا، و...و... و...و... يعني هي ذات المفاضلة ما بين ضبع، وثعلب، وذئب وأفعى وعقرب ... وصولا إلى أم أربعة وأربعين والأرملة السوداء...وهنا تتجسد مقولة « لدرء المفاسد بدلا من جلب المغانم... وهذا يعني وفق تاريخ الحكومات السابقة ما من تغير في سياسة الحكومة القادمة في حال تم تشكيلها من قبل غانتس خاصة وان الحكومة القادمة هي حكومة جنرالات ويبقى السؤال هل من تغير في السياسات المتشددة مع الفلسطينيين.
وهل هناك إمكانية لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل الحكومة التي يرئسها بينت لابيد ، الجواب في ظل بينت لابيد لن يكون افضل حالا من ايهود باراك او من ارئيل شارون فكلهم على نفس النهج والسياسة ،هناك قواسم مشتركه بين كل الاحزاب اليمينيه والصهيونيه في قضايا بالنسبة للفلسطينيين مصيرية خاصة بشأن القدس والمستوطنات واللاجئين وجرب الفلسطينيون مع اولمرت الذي حاول ان يبدي مرونة في عملية المفاوضات لكنه تراجع ، وهذه معضلة كل الحكومات الاسرائيلية منذ تأسيس هذا الكيان القائم على التوسع وهي نفس السياسة المتعلقة بعملية التفاوض منذ أوسلو ولغاية الآن وعليه لا يمكن المراهنة على تغير في السياسة في حكومة بينت لابيد والمراهنه ليست سوى اوهام واحلام يقظة فهل من صحوة فلسطينية؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت