الحكومة العراقية تعقب على اجتماعات أربيل .. ووزير الخارجية الإسرائيلي يرحب

عراقيون شاركوا في مؤتمر السلام والاسترداد الذي نظمه مركز أبحاث السلام الأميركي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في 24 أيلول/سبتمبر 2021 سفين حامد اف ب
  • مؤتمر في كردستان العراق يدعو للتطبيع مع إسرائيل

أكدت الحكومة العراقية، يوم السبت، أن التطبيع مع إسرائيل "مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا"، معربة عن رفضها "القاطع" لاجتماعات عشائرية "غير قانونية" عقدت بمدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان شمالي البلاد ودعت إلى التطبيع مع إسرائيل.

وقالت الحكومة العراقية في بيان، "إن طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستوريا وقانونيا وسياسيا في الدولة العراقية"، مشيرة الى أنها "عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني".

وعقد مئات من الشخصيات السنية والشيعية العراقية يوم أمس الجمعة مؤتمرا بمدينة أربيل ودعت خلاله إلى تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل علانية وذلك للمرة الأولى.

وردت الحكومة العراقية على ذلك مؤكدة في بيانها رفضها "القاطع للاجتماعات غير القانونية التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل باقليم كردستان من خلال رفع شعار التطبيع مع اسرائيل".

وجاء في البيان "تؤكد الحكومة أن هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وانها تمثل مواقف من شارك بها فقط".

ووصف البيان الاجتماعات بأنها "محاولة للتشويش على الوضع العام واحياء النبرة الطائفية المقيتة في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة" في أكتوبر المقبل.

وقال بيان للناطق باسم رئاسة الجمهورية العراقية، نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع"، "في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة الجمهورية موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإنها تجدد رفض العراق القاطع لمسألة التطبيع مع اسرائيل، وتدعو الى احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل".

واضاف البيان ان "الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلا عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي".

وتابع البيان، "رئاسة الجمهورية تدعو الى الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنيا وقانونيا، وتمس مشاعر العراقيين، في الوقت الذي يجب أن نستعد فيه لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة تدعم المسار الوطني في العراق، وتعيد لجميع العراقيين حياة حرة كريمة".

ورفض تحالف الحكمة الوطني الذي يتزعمه عمار الحكيم (تحالف شيعي يمتلك 19 مقعداً في البرلمان من أصل 329 مقعد)، دعوات التطبيع مع إسرائيل.

وقال الحكيم في بيان صادر عن مكتبه بصفته رئيسا للتحالف، "نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق".

وأوضح الحكيم أن "القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى، ولذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لاسترداد حقه المغتصب، وهي حق لا يسقط بالتقادم، بل يزداد رسوخا في ضمير الأجيال العربية والإسلامية".

وأكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن على الحكومة العراقية اتخاذ موقف بشأن اجتماع "السلام والاسترداد" الذي عقد يوم أمس في أربيل، واعتقال وتجريم جميع المشاركين فيه.

وقال الصدر في تغريدة على موقع تويتر، اليوم السبت إنه "على أربيل منع مثل هذه الاجتماعات الإرهابية الصهيونية، وإلا فعلى الحكومة العراقية تجريم واعتقال كل المجتمعين"، محذراً: "وإلا فسيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعياً وعقلياً ووطنياً، ولن نخاف في الله لومة لائم".

من جانبه، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الجمعة بتلك الدعوات للانضمام إلى ما يعرف بـ"اتفاقيات إبراهام" مع إسرائيل، معتبرا أن "الحدث في العراق يبعث الأمل بأماكن لم نفكر فيها من قبل".

ولا يقيم العراق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وتوصلت إسرائيل في العام الماضي إلى اتفاقات لتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

  • عراقيون شاركوا في مؤتمر السلام والاسترداد الذي نظمه مركز أبحاث السلام الأميركي في أربيل

ودعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر مساء الجمعة إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد" ونُظم في كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي برعاية منظمة أميركية.

نظم المؤتمر مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.

تقيم كردستان وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، علاقات ودية مع الدولة العبرية. وهي تقف بذلك على طرف نقيض مع مواقف المسؤولين والفصائل السياسية العراقية الموالية لإيران عدو إسرائيل اللدود والتي تحظى بنفوذ قوي في العراق.

قال الخبير الأميركي من أصل يهودي عراقي ومؤسس مركز اتصالات السلام جوزيف برود لوكالة فرانس برس إن نحو 300 مشارك من السنة والشيعة تجمعوا في أربيل عاصمة كردستان "من ست محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وبابل".

وأضاف برود في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس "شارك أيضا شيوخ عشائر من هذه المحافظات ومثقفون وكتاب".

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأته سحر الطائي مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد، "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام). وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة وإسرائيل، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار".

وُقعت "اتفاقات أبراهام" برعاية واشنطن في أيلول/سبتمبر 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ومن ثم مع المغرب والسودان.

وقالت الطائي التي كانت من المتحدثين خلال المؤتمر "لا يحق لأي قوة، سواء كانت محلية أم خارجية، أن تمنعنا من إطلاق مثل هذا النداء".

وكان بين المتحدثين العراقيين لواء سابق وأحد قادة "الصحوة" وهي فصائل عشائرية قاتلت التنظيمات الإسلامية المتطرفة بدعم من واشنطن.

وتحدث خلال المؤتمر عبر الفيديو تشيمي بيريز الذي يرئس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز.

وقال الشيخ ريسان الحلبوسي شيخ عشيرة البومطر من الأنبار لوكالة فرانس برس "يكفينا عداء وفتن وقتل. مفروض نفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان. لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالتطبيع مع إسرائيل... مع الزمن تتغير الأفكار".

خلال العقود الأخيرة، زار العديد من قادة كردستان العراق إسرائيل ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها. وفي عام 2017، عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات